استباقاً لخطر البرد على اللاجئين في لبنان

تقدير موقف

مع حلول فصل الشتاء مجدداً على اللاجئين السوريين في مساكن غير مؤهلة للوقاية من البرد والعواصف، يضع اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان هذا التقدير لموقف اللاجئين واحتياجاتهم خلال الشتاء استباقاً للأخطار التي تنتظر نحو 1.2 مليوناً منهم في لبنان، ويسعى من خلاله إلى استعراض أبرز هذه الأخطار، بالإضافة إلى توضيح الاحتياجات اللازمة، ووضع اقتراحات مشاريع إغاثية لاستدراك أي طارئ يمكن حدوثه.

 وتجدر الإشارة إلى أن توقعات الأرصاد الجوية تشير إلى احتمال تكرار الشتاء القاسي الذي مر به لبنان العام الماضي، فيما منازل اللاجئين ماهي إلا عبارة عن خيم مغطاة بالنايلون والقماش، لا تتواجد فيها دورات مياه ولا مطبخ ولا حتى قنوات للصرف الصحي. لذلك، تزداد مخاوف النازحين السوريين من مآسي الشتاء الذي يكون قاسياً في لبنان، خاصة في المناطق الحدودية منه، حيث يتواجد 65% من اللاجئين في أماكن غير مجهزة لاستقبال المطر، بينما يوجد أكثر من 25,000 خيمة، معظمها خيام عشوائية لا تصلح لمقاومة الأمطار والعواصف، فتترك قاطنيها في مواجهة مع البرد دون أي وسيلة للتدفئة.

أولاً: مخاطر الشتاء على اللاجئين السوريين:

انتشار الأمراض الموسمية المعدية التي تصيب الأطفال وحديثي الولادة على وجه الخصوص، حيث سجل العام الماضي ست حالات وفاة في لبنان، فضلاً عن انتشار الأمراض الجلدية والتقرحات في ظل انعدام أي تخطيط مسبق لمكافحة الأمراض الشتوية كالرشح والأمراض الصدرية.مرور مجاري الصرف الصحي المكشوفة بين الخيام، والتي تفيض مع هطول الأمطار، مما يساهم بشكل كبير في انتشار الأوبئة مثل التهاب الكبد الوبائي والكوليرا.العواصف الثلجية التي تؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، مع ما يحمله ذلك من أخطار على أرواح اللاجئين، وخصوصاً الأطفال، لا سيما في غياب وسائل التدفئة والوقاية من البرد، ناهيك عن قع الطرقات وتعذر التنقل لأي غرض كان، إلى جانب تجمد المياه في الخزانات وانقطاعها نتيجة لذلك. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الشتاء الماضي سجل انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، ومن المتوقع ألا يقل الشتاء المقبل قساوة عن سابقه.عزل القرى الجبلية وعدم القدرة للوصول إلى أي نقطة طبية أو حتى طبيب معالج، كما تتوقف الدراسة والتعليم في كافة المناطق بسبب انعدام المواصلات، إضافة إلى صعوبة التواصل مع اللاجئين لتأمين المؤن والاحتياجات اللازمة، مما يزيد من خطر المرض والجوع.انقطاع أو ندرة وقود التدفئة بسبب صعوبة الوصول إليه أو غلاء أسعاره، أو بسبب نقص تجهيزات التدفئة، فيتجه اللاجئون إلى استعمال وسائل بديلة غير آمنة للتدفئة، كإشعال الأوراق والأخشاب أو حتى المواد البلاستيكية، مما يؤدي إلى حوادث اختناق وحرائق وكوارث لا تحمد عقباها.تأثر الخيام بفصل الصيف الحار الذي يترك الكثير منها متشققة ومهترئة غير صالحة للسكن.

وإلى جانب هذه الأخطار المباشرة، لا بد من لفت الانتباه إلى العراقيل التي تواجه جهود الإغاثة الطارئة وتعيق بالتالي العمل على تدارك تلك الأخطار، وأبرزها:

التأخر في الاستجابة للكوارث إلى ما بعد حصولها، نتيجة عدم توفير التمويل أو جمع التبرعات إلا بعد حلول العواصف، مما يؤدي إلى تأخير تحويل الأموال وإرسال المساعدات عن لحظة الحاجة الماسة لها.النقطة السابقة ينجم عنها تأخر تنفيذ المشاريع الشتوية إلى ما بعد فصل الشتاء، إلى بداية فصل الصيف أحياناً، مما يفقدها جدواها وقيمتها ويدفع اللاجئين لبيع المساعدات الشتوية بأسعار زهيدة. وهو أمر نلحظ تكراره سنوياً.

ثانياً: أهم احتياجات الشتاء في مخيمات اللاجئين:

بهدف القدرة على مواجهة أزمة الشتاء، وتقديم الدعم الإنساني الذي يوافق احتياجات اللاجئين المطلوبة لفصل الشتاء ضمن المخيمات التابعة له، يهم اتحاد الجمعيات

الإغاثية والتنموية في لبنان أن يضع بين يدي الجهات المانحة تقديره لأهم الاحتياجات:    

                                                                

1. احتياجات السكن والإيواء:

خيام اللاجئين الهشة تحتاج إلى ترميم دائم بسبب العوامل الطبيعية التي تتعرض لها سواء في فصل الصيف أو حتى الشتاء، إذ تحتاج عملية الترميم إلى أخشاب وشوادر

 بلاستيكية للعزل، بالإضافة إلى حل مشكلة الرطوبة المرتفعة داخل الكرفانات.

2. احتياجات التدفئة:

التعامل مع انخفاض درجات الحرارة وتزويد الخيمة بالدفء يحتاج للتواجد الدائم لوقود التدفئة والحطب لدى الأسرة الواحدة، إلى جانب المدافئ عالية الجودة مع كامل

 تمديداتها، وتزويد اللاجئين بكسوة الشتاء والبطانيات والأغطية الحرارية.

3. الاحتياجات الغذائية:

في ظل انتشار الجوع وصعوبة وصول المساعدات الغذائية خلال فترات الثلوج والعواصف، يجب توفير مؤونة الشتاء للعائلات، والتشديد على الأغذية الباردة كالجبن بسبب

 صعوبة الطبخ، وكذلك توفير حليب الأطفال والطحين للأسر وللأفران داخل المخيمات.

4. الاحتياجات الصحية:

الحل الأمثل للوصول إلى المخيمات في ظل انقطاع الطرق خلال الشتاء هو تشغيل العيادات النقالة التي تجوب المخيمات، وتزويدها بكافة الاحتياجات من أدوية وأطباء، وتكثيف الحملات التوعوية وحملات التطعيم واللقاحات.

قائمة بالأمور المطلوبة احتياطاً لفصل الشتاء # المادة الكمية المطلوبة السعر الإفرادي ($) ملاحظات 1 الخيام 3000 200 للخيام المتضررة فقط 2 خشب للخيام 3000 300   3 تشغيل العيادات النقالة  5عيادات شهرياً 1,500 لليوم الواحد للعيادة النقالة الواحدة مع الأدوية وكافة الاحتياجات والأطباء             4 البطانيات 30,000 10   5 وقود التدفئة 5000 ليتر يومياً 5,000 يومياً مطلوب لـ90 يوماً 6 مدافئ 500 50 المدفأة الجيدة مع كامل تمديداتها 7 كسوة شتاء  20,000أسرة 100 للعائلة الواحدة 8 مؤونة الشتاء 20,000حصة  40 تكرر 3 مرات في فصل الشتاء ويركز فيها على المعلبات والجبن والأشياء التي تؤكل باردة           9 حليب أطفال 10,000طفل 20 للطفل الواحد شهرياً ولمدة 3 أشهر 10 طحين 1000طن شهرياً   لتشغيل الأفران اليدوية

ثالثاً: الاقتراحات:

إنشاء لجنة تنسيق خاصة بالإغاثة الشتوية العاجلة تتحمل مسؤولية اتخاذ القرارات فيما يخص المشاريع والإشراف على تنفيذها، والتأكد من وصول المساعدات في الوقت المناسب، على أن يتم تخصيص صندوق مسبق التمويل من قبل الجهات المانحة لهذا الغرض، والتأكد من توفر دعم كافٍ فيه مع بداية كل شتاء.العمل سريعاً على تمويل شراء الأغطية والخيم ووقود التدفئة والمؤن والأدوية اللازمة.تزويد الجهات العاملة بسيارات رباعية الدفع وجرافات للثلوج وهي عملية سبق وقامت بها الفرق الإغاثية في عرسال وشبعا وأتت بنتائج جيدة.الاهتمام بالعيادات النقالة تجهيزاً وتشغيلاً، وليس تأثيثاً فقطإنشاء مراكز تعليم داخل المخيمات الكبرى أو قربها، بحيث لا تتوقف العملية التربوية خلال الشتاء.تجهيز الخيام بألواح خشبية وشوادر بلاستيكية عازلة.التركيز على مدافئ المازوت المزودة بمخارج لا تخلف أضراراً مادية داخل الخيمة أو صحية تؤثر على ساكنيها.

اتحاد الجمعيات الإغاثية والتنموية في لبنان

وحدة الأبحاث والدراسات

14/11/2015

وسوم: 642