دراسة شاملة عن دور الفصائل في انتفاضة القدس يرجى تأكيد الوصول

مركز القدس دراسة : مشاركة الفصائل في أحداث انتفاضة القدس . بين الواقع والمأمول.

أجرى مركز القدس لدراسة الشأن الإسرئيلي والفلسطيني الذي يرأسه علاء الريماوي ، دراسة تحليلة شاملة لشكل المشاركة الفصائلية وحجمها في انتفاضة القدس ، وأثر هذه المشاركة على الانتفاضة القدس في مدن الضفة الغربية.

وتناولت الدراسة دور الفصائل الرئيسية، في الأحداث  على الأرض ومدى حضورها، من خلال الاعتماد على الرصد الميداني، ومؤشرات رسمية تصدر عن الفصائل، بالإضافة إلى معلومات خاصة بالمركز من مصادر مطلعة في بعض الفصائل.

وتناول المركز حضور كلا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حركة التحرير الوطني الفلسطيني(فتح)، حركة الجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وأشار المركز إلى أن، حجم المشاركة جاء على النحو الآتي مقسما على المدن الفلسطينية.

أولا:  مدينة الخليل

تعد مدينة الخليل، من أهم المدن الفلسطينية التي، شاركت في نشاط انتفاضة القدس، سواء على الصعيد الجماهير الشعبية أو الفصائل الفلسطينية.

وتعد مشاركة الفصائل في المدينة فاعلة بالمقارنة، مع باقي المدن الفلسطينية، حيث رصد مشاركة واضحة لكل من حركة حماس، ثم حركة فتح، ثم الجهاد الإسلامي في بعض مناطق الريف في المدينة.

أشكال مشاركة حماس في انتفاضة القدس في مدينة الخليل

أولا: الدعوة الأسبوعية لمسيرة، تتجه إلى مناطق الاشتباك في مدينة الخليل، تحديدا.

ثانيا: الحضور الشبابي من خلال مشاركة الجامعات الفلسطينية ودور (الكتلة الإسلامية) فيها، مع الإشارة إلى ضعف الحالة الطلابية في المدينة.

ثالثا: مشاركة أنصار وكوادر حركة حماس في العمليات الفردية، بشكل واضح والتي كان آخرها عملية دهس بالقرب من حلحول.

رابعا: مشاركة شعبية من أنصار حماس، في الخليل في المواجهات اليومية، مع التركيز على أن أغلبية الجيل المشارك من الشباب، يميل إلى حالة التأييد لا التنظيم الرسمي.

خامسا: بروز دور القطاع النسائي في حركة حماس بمدينة الخليل في الحركة الشعبية، على صعيد المشاركة في المسيرات العامة.

سادسا: غياب ظهور قيادي بارز للأحداث في مدينة الخليل، من حركة حماس، وهذا يرجع إلى جملة من الأسباب منها الأمني.

سابعا: مشاركة حماس في أحداث الخليل غلب عليها مشاركة المدينة، مع حضر في مناطق الريف ضمن ما يعرف الحالة الفردية.

صور مشاركة حركة فتح في أحداث الخليل

تعتبر مشاركة فتح في مدينة الخليل، من المشاركات الأوضح لها في الضفة الغربية، حيث رصد محاولتها السيطرة على الأـحداث في المدينة سواء كان ذلك في تشييع الشهداء، أو النشاط الرسمي في المدينة، وكانت أشكال المشاركة على النحو الآتي.

أولا: مشاركة فتح في نشاط الجامعات بمدينة الخليل عبر المشاركة في المسيرات الطلابية.

ثانيا: اشتراك كادر فتح الشبابي، في المظاهرات اليومية، برغم عدم قيام فتح بالدعوة المباشرة لمسيرات نحو نقاط الاحتكاك برغم تبنيها لإعلانات الإضراب التجاري في المدينة .

ثالثا: اعتماد فتح على قوة السلطة في مشهد الحضور العام، كما ظل الحضور الجمعي للاحداث مرتبكا.

كما ظهر دور لحركة الجهاد الإسلامي عبر المشاركة في مناطق الريف، بالاضافة إلى محاولات لظهور عسكري، حيث تم اعتقال مجموعة كبيرة للجهاد من الخليل، كانت تسعى لتنفيذ سلسلة من العمليات.

 

خلاصة تحليل بيئة الخليل على صعيد الفئات المشاركة في الأحداث

ألقت السنوات الماضية واجراءات السلطة الامنية، بظلالها على قوة الفصائل، وحضورها على الأرض، بالاضافة إلى حضور الجانب العائلي في الخليل على حساب قوة التنظيمات، لكن يسجل لمدينة الخليل محافظة فصائلها على حضور عام.

كما أظهرت الدراسة غياب كبير لفصائل اليسار عن الأحداث في المدينة، لصالح الحالة الشعبية الأكثر حضورا حتى على حساب الفصائل الرئيسية.

وعن توزيع الشهداء والانتماء للفصائل، وجد المركز أن الحالات التنظيمية الرسمية لا تتجاوز 40 % توزعت بين حماس وفتح ثم الجهاد الإسلامي،وما تبقى هم من المستقلين تم تبنيهم من قبل الفصائل الفلسطينية.

ووجدت الدراسة أن عدد الشهداء المنظمين في مدينة الخليل يميل إلى لحركة حماس ثم يليها حركة فتح، ثم الجهاد الإسلامي.  

ثانيا: مدينة بيت لحم

لم يسجل في مدينة بيت لحم لأحداث الانتفاضة، حضورا بارزا لأي من الفصائل الفلسطينية، على الصعيد الرسمي، برغم حضور الفسيفساء الفلسطينية من الأنصار من كافة الفصائل الفلسطينية.

وبرز في الأحداث دور المخيمات في المدينة، كأحد الروافد الأهم في سعة الأحداث على الأرض واستمرارها.

ويرجع ضعف الحالة الفصائلية، لجملة من الأسباب أهمها:

 أولا: الحالة العامة التي أضعفت فيها السلطة الفلسطينية للفصائل، تحديدا حركتي حماس والجهاد الإسلامي.

ثانيا:  ضعف الحالة التنظيمية في جامعات بيت لحم، الأمر الذي أفقد الأحزاب حيوية المشاركة المنظمة في المدينة.

ثالثا: عدم سعي فصائل منظمة التحرير و فتح لتشيكل جسم وطني مرجعي للأحداث يضم كافة التشكيلات الوطنية.

رابعا: غياب قيادات حزبية ميدانية في مدينة بيت لحم، برغم الحالة المتقدمة في الاشتباك اليومي.

وفي التحليل العام لبيئة مدينة بيت لحم

ووجدت الدراسة، أن نسبة أنصار حماس والجهاد مرتفعة في المدينة ، مع مشاركة واسعة لانصار فتح، في الأحداث.

وأوضحت الدراسة أن المدينة سجلت حضورا لانصار الجبهة الشعبية، إذ تعد المدينة الأوسع لحضور أنصارها، ثم بعد ذلك مدينة رام الله بشكل أقل وضوحا.

وأشارت الدراسة إلى أن البنية العامة، لا تشير إلى قرب حضور الفصائل بشكل قوي في المدينة، لأسباب أهمها طبيعة المدينة، وسعي السلطة إلى منع ظهور فصائلي في المدينة.

وعن توزيع الشهداء الأربعة الذين استشهدوا  في المدينة  قال المركز " إن واحد من الشهداء من الجبهة الشعبية، و ثلاثة من المستقلين وإن تبنتهم بعض الفصائل.

ثالثا: مدينة رام الله

تعد مدينة رام الله من المدن المهمة التي أثرت بشكل فعال على أحداث الإنتفاضة، حيث كلن لها الدور الابرز في تواصل الصورة خلال الاسابيع الماضية، عبر النقل المتواصل للاحداث بالقرب من مدخل البيرة.

وفي تحليل بيئة المشاركة التي أجراها مركز القدس تبين جملة من المعطيات المهمة، منها الحضور الشعبي الواسع إلى جانب الحضور التنظيمي، خاصة من حركتي فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية.

وكانت الفصائل الأبرز في المشاركة حركتي حماس وفتح، وكان للعملية التي نفذها أحد كوادر الجهاد الإسلامي مهند الحلبي من رام الله، بالتعاومن مع أحد كوادر حماس أثرا على تصاعد الأحداث على الأرض واستمرارها.

أولا: دور حركة فتح

نشط الكادر الوسيط في حركة فتح في الأحداث من خلال الجامعات (بير زيت) بالإضافة إلى  دعوتين للمواجهة في الأحداث الماضية.

وأظهرت الدراسة أن حراك رام الله الفتحاوي كانت له همزة وصل مع الجسم التنظيمي الذي حرص على موستويات معينة من التصعيد.

وظهر دور فتح من خلال المشاركة في الأحداث كان أبرزها في ذكرى استشهاد البرئس ياسر عرفات، الأمر الذي  ولد قناعة لدينا أن الأحداث القائمة في جانبها الإحتجاجي، ضرورة تحتاجها السلطة الفلسطينية لتحريك الملفات السياسية الراكده.

ورجحت الدراسة استمرار فتح على ذات الدور على الأقل في المرحلة القادمة لقناعة الأطراف الفاعلة في فتح، أن إسرائيل لم تعد ترى شريكا في الجانب الفلسطيني.

واظهرت الدراسة غياب قيادي عن مسرح التوجيه مما أتاح دورا لحضور القيادات الطلابية.

ثانيا: دور حركة حماس  

لعبت حركة حماس في رام الله دورا مهما في الدعوة للتظاهر، ومشاركة الجناح الطلابي لها، وأثر على مستوى التفاعل على الأرض بعض الاعتقالات.

لكن ما شوهد من خلال تحليل البيئة، حضور مهم لأنصار حماس، وبنيتها السائلة(الأنصار) حيث لعبت الكتلة الإسلامية في جامعة بير زيت دورا كبيرا في ذلك.

واضافت الدراسة عانت مشاركة الحركة في رام الله من اعتقال الشيخ حسن يوسف الذي اعتبر النواة المهمة لبروز دور الحركة.

ورصدت الدراسة تراجع في فاعلية حماس ونشاطها الجماهري المعهود في رام الله، نظرا للبيئة السياسية التي تقدودها السلطة الفلسطينية ضد الحركة.

وأوضحت الدراسة أن نشاط حماس في المدينة كان سببا في نشاط الفصائل الأخرى، برغم ان السمة الجماهرية هي الأقوى على الأرض.

وفي تحليلها للبيئة الفصائلية في رام الله ، فقدت رام الله عناصرها التنظيمة لصالح كيانات استهلاكية وعناوين عامة  استقطبت الشباب النشط مما أثر على حجم الشباب المنظمين بشكل عام لدى الشرائح التنظيمية.

وفي ذات السياق أظهرت نتائج التحليل ضعفا وتراجعا لقوى اليسار في مدينة رام الله، ولدورها المعهود في المدينة.

كما سجلت المحافظة حضوراً جيداً للاعلام المقاوم مثل الفضائيات التابعة لحركتي حماس والجهاد الاسلامي والتي ساهمت في دعم الانتفاضة بشكل جلي وواضح الأمر الذي حدا بالسلطة المس بدور هذا الإعلام عبر التضييق على بث قناة الأقصى.

وعن الشهداء ارتقى في الأحداث

ثالثا مشاركة الفصائل في مدن شمال الضفة الغربية

مدينة جنين : أوضحت الدراسة أن مدينة جنين لم تشهد دعوات من الفصائل للمشاركة في فعاليات انتفاضة القدس، ولم تسجل مسيرات فصائلية في المدينة تضامناً مع الانتفاضة سوى واحدة كانت بدعوة من القوى الوطنية، في تحليل أسباب ضعف المشاركة الفصائلية في المدينة تبين الآتي :    

أولا: ضعف الحالة التنظيمة في المدينة بشكل عام  سواء كان ذلك على صعيد الفصائل الإسلامية والوطنية، إذ لا تعد المدينة معقلاً من معاقل حركة حماس، وفي المقابل تشهد حركة فتح خلافات داخلية الأمر الذي انعكس على واقع المدينة من حيث النشاط التنظيمي.

ثانيا: انعدام نقاط الاشتباك بالرغم من مساحة المحافظة الكبيرة الأمر الذي ساند حالة الضعف السياسي في المدينة.

ثالثا: خلو المدينة من قيادة شبابية متفاعلة مع الأحداث الأمر الذي لم يشاهد معه حراك ثوري في المدينة.

وعن توزيع الشهداء في المدينة وهم 5، كان انتماء الشهداء يتوزع بين الجهاد الإسلامي وحماس كما تبنت فتح أحدهم، والباقي بلا انتماء.

محافظة نابلس : لم تشهد محافظة نابلس حراكا سياسيا واضحا في انتفاضة القدس، سوى 3 دعوات لحركة حماس في المدينة للتظاهر، بالإضافة للعملية التي نفذتها الحركة وكانت شعلة الأحداث على الأرض(عملية ايتمار).

كما دعت حركة فتح إلى مسيرتين في المدينة، وشاركت الكتل الطلابية في خروجين من الجامعة منتصف الشهر الماضي.

عدا عن ذلك ظلت المدينة تحافظ على حالة اشتباك ضعيف في حال اقتحام المدينة، واشتباكات معدودة على مداخل المدينة .

ويرجع ضعف الحالة في شمال الضفة الغربية إلى جملة من المتغيرات منها

أولا: ارتباك الحالة التنظيمية: عملت السلطة على انهاك الفصائل خلال سنوات الانقسام حيث قامت بضرب حركة حركة حماس، ضربات موجعة، عبر السيطرة على مؤسساتها وملاحقة شخصياتها الرئيسية الأمر الذي أثر على حيوية الحركة، حيث كانت المدينة من اكثر المدن استهدافا خلال المرحلة الماضية.

ثانيا: ضعف الحالة الفصائلية في المخيمات لصالح معادلات فرضتها شخصيات فتحاوية استخدمت لصالح قوى على الأرض، الأمر الذي أثر على منهجية عمل تنظيمي واسع.  

ثالثا: ضعف دور جامعة  النجاح، في إشارة إلى ضعف الكتل الطلابية الأمر الذي ارتبط بواقع المدينة، بالإضافة إلى فشل الجامعة في توفير بيئة سياسية تحمي التعددية.

رابعا: غياب قيادات مرجعية في المدينة، لدى كافة الفصائل بمستويات مختلفة، خاصة تلك السياسية بعد استشهاد او تغييب قيادات نابلس الفاعلة.

خامسا : الذاكرة السيئة لبعض التصرفات السلبية لمسلحي فصيل بعينة في المدينة الأمر الذي انعكس على الثقة في حركة فتح تحديدا.

سادساً : غياب تام لمخيمات المدينة التي شكلت رافعة للعمل المقاوم في الانتفاضتين السابقتين "

وعن توزيعة الشهداء ارتقى شهيدا تبنته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

محافظتي طوباس وسلفيت  : لم تشهد المحافظتين  حراكاً شعبياً أو فصائلياً في انتفاضة القدسن يمكن التعبير عنه بشكل سياسي، أو نشاط ثوري.

وينطبق هذا الواقع على كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي، ويرجع السبب لضعف الحالة الحزبية بعد انتفاضة الاقصى، والإنقسام التي أثرت جوهريا على الحضور الفصائلي الفاعل.

محافظة قلقيلية : لم تشهد المحافظة مشاركة فصائلية، معتبرة في أحداث انتفاضة القدس، على الرغم من حضور وتنامي المواجهات الشعبية في المدينة.

ويرجع ذلك إلى جملة من الأسباب أهمها الأوضاع التي اعقبت الانقسام، التي اثرت بشكل كبير على الواقع الحزبي في المدينة، مضافا اليها حملات الاعتقال التي طالت قيادات مؤثرة في المدينة وقدمت المدينة شهيدة.

محافظة طولكرم: شهدت محافظة طولكرم مشاركة متقدمة للفصائل الفلسطينية خاصة حركتي حماس وفتح وذلك لعدة اسباب :

أولا : دور جامعة خضوري وكتلها الطلابية التي لعبت دورا مهما في الأحداث خاصة في الأسابيع الثلاثة الماضية.

ثانيا : دعوات اطلقتها الفصائل ومنها حركة حماس للخروج بمسيرات في المدينة.  ثالثا: مشاركة لكادر نشط في المدينة الأمر الذي أثر على حضور المدينة في أحداث انتفاضة القدس.

وعلى صعيد الشهداء ارتقى في المدينة شهيد، من حركة حماس.

وخلصت الدراسة إلى ضعف الدور الفصائلي في احداث انتفاضة القدس  مما أثر على مجريات الأحداث وأرجعت الدراسة ذلك لعدة عوامل :

أولا: ضعف الحالة الفصائلية في الضفة الغربية جراء ممارسات السلطة في الضفة الغربية، التي أضعفت الحالة التنظيمية.

ثانيا: غياب فصائل عن الساحة الفلسطينية بشكل واضح خاصة فصائل اليسار الفلسطيني.

ثالثا: ضعف الحالة التنظيمية لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة لأسباب أمنية الامر الذي اثر على حجم النشاط المجتمعي للحركة.

رابعا: عدم تعافي حماس من الضربات المتتالية التي تعرضت لها، وعدم قدرتها على التكيف مع الحالة الأمنية القائمة في الضفة الغربية الأمر الذي انعكس على حجم المشاركة في الضفة الغربية خاصة في مدن الشمال.

خامسا: ارتباك موقف فتح من أهداف الانتفاضه، الأمر الذي لم يساعد على اندماج فتح بشكل كبير في الإنتفاضة الحالية.

وقال علاء الريماوي مدير المركز:  من خلال المؤشرات العامة التي رصدها المركز تبين أن هناك سعيا متواصلا من قبل الفصائل الإسلامية لتعظيم دورها في الانتفاضة، كما يوجد حرص من حركة فتح على الاستحواذ على الصورة، الأمر الذي يرجح تطور الحضور التنظيمي بشكل اكبر في المرحلة القادمة، برغم حالة الاستهداف الكبير من إسرائيل للكوادر الفاعلة.

وسوم: 642