ما بين قاعدة حماس وقيادتها

أثارت بعض القرارت التي اتخدتها حركة حماس غضبا لدى قاعدتها، التي اتخذت من مواقع التواصل الإجتماعي ساحة للتعبير عن ذلك الغضب، فعلى سبيل المثال زيارة سلام فياض عدو حماس اللدود لغزة فجرت الكثير من الأراء سواء كان في الضفة أو غزة، وصب أغلب أبناء الحركة جام غضبهم على فياض وعلى من سمح له بالزيارة ومن قدم له التسهيلات، بينما لم يخرج أي مسؤول يتحدث عن القصة، وأصبح فياض "رجل دايتون" بالضفة كما تصفه حماس، أصبح  نائبا في المجلس التشريعي ومعه حصانة.

ليس موضوع سلام فياض أو غيره هو الذي أريد الحديث عنه، ولكن رد فعل القاعدة وتصرف القيادة هو الذي أحاول وصفه والإشارة إليه وتناوله.

رائع جدا بالنسبة لي موقف القاعدة ومميز جدا الموقف الذي عبر عنه شباب حماس رفضهم لسلام فياض، وهذا موقف يشير لمدى وعي القاعده ورفضها تبرير الزيارة، وهذا موقف شجاع يقدر لشباب وقاعدة حماس، وجميع الإنتقادات كانت بناءة وفي مكانها، وعلى حماس أن تقدر هذا لقاعدتها ولموقف هؤلاء المعارضين لهذه الزيارة.

بخصوص موقف القيادة وحماس من الزيارة وردة الفعل، قد يستطيع البعض تفهم الأسباب وأن السياسة لا عداوة مطلقة فيها، ولكن الأهم أن تستوعب القيادة ردة فعل القاعدة وأن يخرج شخص قيادي يقول نحن مع القاعدة ونتفهم الرأي ويشرح ما حدث، وعدم ترك الأمور عائمة تُأول بطريقة كل شخص.

وهناك عشرات المواقف المشابهة التي سيؤدي تجاوزها من قبل القيادة إلى تحويل الانتقاد لشيء آخر يشبه الرفض أو أي تصرف آخر.

فلطالما امتازت الحركات الإسلامية بالضبط والربط وحسن التزام أفرادها بقرارات القيادة، ولطالما تباهت حماس بقدرتها (وما زالت) على ضبط عناصرها وعلى مركزية قرارها، الأمر الذي أكسبها قوة كبيرة واحتراما من باقي الفصائل التي تشهد بحسن الالتزام للقاعدة بقرارات القيادة.

لم يتغير الأفراد ولم تتغير القيادة وما زالت الأمور بهذه الطريقة، ولكن ثمة قضايا طفت على السطح يجب أن تعيها القيادة وتتفهمها القاعدة، ويعمل الجانبين على تفهم الآخر.

لا أريد من أحد أن يفهم أن ثمة مشكلة موجودة وأن خلافا قائما ما بين القاعدة والقيادة، فهذا ليس موجودا، ولكني أريد من خلال هذا المقال أن تنتبه قيادة حماس لنمو هذه الظاهرة، وأن تقوم بتبنيها وتفهمها ورعايتها، بل وعلى العكس من ذلك تشجيعها، فالنقد دوما هو الذي يؤدي للتقدم والحركة الجامدة هي التي لا تستمع لصوت قاعدتها، فتزداد الهوة التي قد تتحول لشرخ.

مرة أخرى لقيادة حماس، استمعوا لصوت قاعدتكم على الدوام وكونوا قريبين من القاعدة كما أنتم وزيادة، ولقاعدة حماس عليك تفهم لعبة السياسة وما تفرضه الأمور.

لقيادة حماس، لا تتخذوا مواقف نهائية من أحد أو جهة ولا تشيطنوا أشخاص ولا تعطوا إجابات ومواقف نهائية من القضايا السياسية، لأن كل شيء يتغير مع الوقت، وكما يقولون عدو الأمس قد يكون صديق اليوم، كذلك ستجدون مشكلة كبيرة عند قاعدتكم بتبرير سبب تغير مواقفكم سواء كان ضد أشخاص أو سياسيات.

في النهاية "حماس" الفصيل الوحيد الذي لم يشهد انقساما ولم تتصدع جبهته الداخلية وقوتها وتماسكها، أمر هام لكل فلسطيني حر ولكل شخص أحب ويحب هذه الحركة وأنا أحدهم، ولهذا كانت هذه الكلمات .

وسوم: العدد 645