موقف جماعة الإخوان المسلمين في سورية من مؤتمر الرياض للمعارضة السورية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله
بعد مرور قرابة خمس سنوات على انطلاقة الثورة السورية المباركة والثمن الباهظ الذي دفعه الشعب السوري من دماء مئات الآلاف من أبنائه وتهجير الملايين منهم، وبعد المحاولات المتعددة لتوحيد المعارضة السورية بأطيافها و فصائلها مرورا بتشكيل المجلس الوطني السوري ثم ائتلاف قوى الثورة والمعارضة ومارافقهما من تجاذبات دولية واقليمية ظهرت بشكلها السافر في الغزو الإيراني والاحتلال الروسي لوطننا الجريح، بعد كل هذه المعاناة الشديدة لشعبنا تأتي دعوة المملكة العربية السعودية لأطراف وأطياف المعارضة السورية والقوى الثورية لتحمل على عاتقها هذه المسؤولية المهمة في تأمين الظرف والجو المناسبين لاجتماع المعارضة السورية وتنسيق جهودها وتوحيد رؤيتها استعدادا لخوض جولة جديدة هي
الأكثر أهمية في مراحل الثورة السورية.
إننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية، إذ نثمن عاليا هذه المبادرة ، فإننا نشكر المملكة العربية السعودية الشقيقة ملكا وحكومة وشعبا على جهودها الخيرة في دعم الشعب السوري في مطالبه العادلة والمشروعة بحياة كريمة أسوة بباقي شعوب العالم.
و رغم رؤيتنا المختلفة لبعض النقاط حول نسب التمثيل وآليات التعامل مع الأجهزة الأمنية والعسكرية ، إلا أن نجاح المؤتمرين في التوافق على الثوابت الوطنية، والرؤية المسقبلية لحل سياسي لم يكن ليتم لولا توفيق من الله ودعم لوجستي موفق من المملكة العربية السعودية، ونحن إذ نذكّر بحرص الجماعة على حقن الدم السوري ودعمها لحل سياسي يحقق أهداف الثورة المتمثلة بوثيقة المبادئ الخمسة التي توافق عليها السوريون ، لا يسعنا إلا أن نؤكد مرة تلو الأخرى أن المصلحة الوطنية العليا فوق المصالح الخاصة، وسوف ندعم مخرجات الهيئة العليا للتفاوض طالما أنها التزمت بالثوابت الوطنية التي تم التوافق عليها.
أخيرا نسال الله تعالى التوفيق والنجاح للمخلصين العاملين لإنقاذ سوريا مما هي فيه ، ونكرر شكرنا لجميع الأشقاء والأصدقاء الذين قدموا العون والمساعدة لشعبنا وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية و تركيا وكذلك الأشقاء في قطر وأن يديم عليهم الأمن والأمان والخير والبركة.
جماعة الإخوان المسلمين في سورية
٢ ربيع الأول 1437 الموافق ١٣ كانون الأول 2015
وسوم: العدد 646