حسين آيت أحمد .. كيفية التعامل مع الساسة 2

آيت أحمد إختلف حوله المؤيد والمعارض لكن نال رضا الجميع، وبغض النظر عن المواقف المتعددة المختلفة، كان لصاحب السطر بعض الآراء التي تصب في إحترام الرجل، وكيفية التعامل مع الساسة، بمختلف مواقفهم، ومنها..

آيت أحمد لايعترف بالإسلاميين، ويعارض وصولهم إلى الحكم، وقد قاد مظاهرة ضدهم حين فازوا بالأغلبية الساحقة..

لكنه عارض الانقلاب العسكري سنة 1992، وأطلق حينها مقولته الشهيرة  "C'est un pouvoir de fait". وعارض بشدة الوصول إلى الحكم عبر الدبابة مهما كانت الأسباب، رغم أنها كانت في صالحه، وتخدمه كثيرا. الجزائر بحاجة إلى رجال يقفون معك لتحقيق المبدأ، ولو اختلفوا معك في الغاية والوسيلة.

أخطأت الجزائر حين حكمت على حسين آيت أحمد بالإعدام. ومهما كانت الأسباب، والتي لا نعرف عنها شيئا.

قدر آيت أحمد، أنه..

إنتقد إنقلاب 1965..

وانتقد إنقلاب 1992..

بن بلة أدخل آيت أحمد السجن..

وبومدين أدخل بن بلة السجن..

وبومدين أبقى على آيت أحمد في السجن بعد إنقلاب 1965.

في جزائري الحبيبة..

الذين فجّروا الثورة..

سجنوا الذين فجّروا الثورة.

هؤلاء هم ساسة الجزائر، رحمة الله عليهم جميعا، نحترمهم بحسناتهم وسلبياتهم، ولا داعي أن نميل لأحد ضد الآخر، أو أن يتم تقديس أحدهم ولعن الآخر. ندافع عنهم حين يحسنوا، وننتقدهم حين يسيؤون . ونظل نعترف بفضلهم علينا وعلى الجزائر، ونظل ننتقدهم جميعا دون استثناء.

أقف مع بن بلة حين يسجنه بومدين. ولا أقف مع بن بلة حين يسجن آيت أحمد..  وأقف مع بوضياف حين يسجنه بومدين. ولا أقف مع بوضياف حين يتباهى بسجن الجزائريين ، ويقول: "Et Quoi dix mille, c'est pas la fin du monde" هذه عقيدتنا مع الرجال رحمة الله عليهم جميعا. لن نميل لأحد، ولن نناصر أحدا ضد أحد، ولن نكون تبعا لأحد، ونذكرهم بما فيهم، وننثر حسناتهم غير نادمين، ونعتذر إذا أخطأنا في حقهم.

وسوم: العدد 648