رأي في المفاوضات
إخواني...
إذا تحققت الخطوة السياسية والمخطط لها بجمع الهيئة العليا للمفاوضات مع عصابات الاسد.. اقول اذا تحققت هذه الخطوة .. فإنها ستكون بداية فاشلة في هذا الوقت.
اقولها بكل صراحة ...
ولاينبغي المواربة من قول كلمة حق اؤمن بها واجهر بها.
فهناك أسباب عديدة تدعوني للإعتقاد بذلك اهم هذه الاسباب:
اذا لم تكن جعبة المفاوضين ملأى بالبدائل القوية يحسب العدو حسابها اذا فشلت المفاوضات فلاجدوى منها ولا جدوى من مسايرة هذه المسرحية الأمريكية الروسية والتي تسمى مفاوضات وهي خطوة المقصد منها إنزال المعارضة درجة .. درجة وهذا هو هدف المفاوضات من وجهة نظر اعداء الثورة . هذه السياسة المغشوشة هي طبعة منقولة عن الصهيوني كيسينجر والذي ساهم بسياسة الخطوة خطوة بوصول الحالة العربية المتردية الى ما وصلت إليه اليوم.
الفيتناميون لم يدخلوا المفاوضات مع الأمريكان في سبعينات القرن الماضي إلا وكانت جعبتهم مليئة بالبدائل واهمها قوة تنظيمهم العسكري وسﻻحهم الرادع.. هذا البديل هو الذي جعل امريكا تتمسك بالمفاوضات اكثر مما يتمسك الثوار الفيتناميين بها.
ايتها المعارضة ما هكذا تورد الإبل .. نحن نعرف قبلكم عذابات شعبنا وان انقاذهم من هذا الجحيم هو من الأولويات .. ولاشك انها نقطة ضغط من المتآمرين ليشدونا الى مفاوضات مهلهلة بلا برنامج جدي تقرأوه وتفهموه وتوافقوا عليه قبل ان تذهبوا الى طاولة المفاوضات.
ولكن ان نقدم على هكذا خطوة تحت ضغط داخلي هو التخفيف من معاناة شعبنا وضغط خارجي ممن يسمون انفسهم اصدقاء سوريا .. فعلينا ان نصرح بالأسباب المنطقية لعدم الانتحار والجلوس على طاولة المفاوضات فالمجرمون دمروا 70بالمائة من ارضنا .فلن نكون تحت ضغط لإنقاذ ال 30 بالمائة الباقية.
أيها المعارضون.
لايكفي ان تتمسكوا قولا بالحد الأعلى لمطالب الشعب السوري حتى تسجلوا نقطة ايجابية .. فالشعب السوري يعلم ان هذا لايكفي .. اما أصحاب المؤامرات من امريكا وروسيا وايران فسيعملوا بكل ما أوتوا من قوة ليجردوا مطلب الحد الاعلى من مضمونه وينزلوا بكم السلم درجة ..درجة، فالمفاوضات في جنيف هي البداية، ولايعلم احد متى تأتي النهاية الا الله سبحانه وتعالى ولكن الاعداء يريدونها وراء المدى المنظور وهذا هو تخطيطهم منذ اليوم الأول للثورة.
أيتها المعارضة التركيز اليوم على دعم الثوار عسكريا وتوحيد فصائلهم الوطنية بقيادة عسكرية وطنية مشهود لها واستثمار كل عسكري حر شريف لابداء رأيه والاستماع له وتدوينه للوصول إلى توافق وتماسك . فلا تضيعوا وقتكم بنقاشات حول مفاوضات لاتسمن ولاتغني من جوع. فالمعركة السياسية لم يحن وقتها بعد وان كان لابد منها لاحقا .
ايتها المعارضة عليكم ان تخطوا خطوة الى الأمام وان تصعدوا السلم بدلا ان تنزلوه .. ولا تذهبوا الى المفاوضات الا وقد حققتم الحد الادنى من التضامن العسكري واتفقتم مع العسكريين على استراتيجية موحدة واستطعتم بكل الطرق تأمين السلاح الذي يستطيع الوقوف أمام أسلحة العدو ولو بالحد الادنى ..
وبعد ذلك إدخلوا بقوة الى مفاوضات ليس فيها حد اعلى وليس فيها حد أدنى ..
فيها مطلب واحد قامت الثورة من أجله هو ازالة النظام السياسي والمخابراتي والهيكل العسكري من رأسه حتى قدميه خلال مدة لاتتجاوز الأشهر وليست سنوات..
القوة العسكرية وراءكم هي التي تعطي الإجتماعات السياسية جديتها.. فإن حصلت المفاوضات وفق ماذكرت فإعتمدوا على الله وإدخلوا قاعة المفاوضات بقوة وبلباس الكاكي الموحد ..نعم بلباس الكاكي العسكري الموحد.. فهذا يعطي مؤشرا جديا ان بدائلكم جاهزة. جادون بالمفاوضات وجادون في ساحة المعركة.
دون ذلك.. فليس هناك مايبشر بنتائج ايجابية ...
آمل ان اكون مخطئا.
وسوم: العدد649