رد جميل

الأحبة صاحبات وأصحاب الفكر وترجمانه القلم

أصحاب القدرات والمواهب في المجال الإعلامي تنشيطا ،إعدادا، تقديما وكتابة  نلت شرف دعمكم ليلا ونهارا في فترة امتدت بين الشهر التاسع من سنة 2010 و الشهر الأول لسنة 2011 وهي فتر ة انتفاضة التونسيين ضد جلادهم و قد كان يومها موقع الجزيرة 24 مسرح إبداعاتكم.

كان رجوعي إلى تونس و انشغالي التام بمتابعة المعارك الميدانية هناك وراء توقف نشاط الموقع لضيق الوقت...و عدت اليوم بعد 5 سنوات بحثا و تدقيقا تجولت خلالها في "أشهر" الجامعات التونسية ختمتها كأستاذ للفلسفة و علم النفس في جامعة الزيتونة للشريعة و أصول الدين هناك.

و يقيني أن حال تونس كنموذج لباقي البلدان العربية سائر إلى المحال و أن الإعلام في هذه البلدان هو أهم مصادر النحت الاعتباطي لهوية متهاوية أفرزت شخصية فردية و جماعية منفصمة و اصدق من في هذه المجتمعات هو من اصدح بالقول ا ن أمته امة قد ضحكت من جهلها بحقيقتها الأمم. لكن هل في جلد الذات وحده يكمن العلاج؟! مع هذا يحسب لهذا القول انه أهم خطوة نحو علاج الإفراد و المجتمعات من العلل السوسيو سيكولوجية. فعلاج هكذا أمراض تكمن بالدرجة الأولى في إقرار المريض بمرضه و إلا سيعجز كل سيكولوجيي العالم على علاجه.

كل هذا جعلني أجدد العزم على القيام بالضروري ضد التيار سيما إن هكذا طامة لا تصيب الذين جهلوا خاصة، ذلك بعدما سئمت الحل في توظيف آليات لفضتها مكونات مجتمعاتنا محقة، و قد تربت حواسها و أذواقها عبر الزمن على خطابات بدت لقلة أن مضارها أكثر من نفعها و تمترس خلفها جمهور من الخطباء و بسطاء المخاطبين عزاءهم أنهم وجدوا فيها قدرة على ترسيخ الخوف وتهييج العواطف و قول مزدوج يوهم انه هو الكفيل بإعمار الأرض التي هي مطية الآخرة حيث من كان فيها مهزوما اعمي فهو في الآخرة أعمى، حتى ما إن تحركت يد لتصديق القول مع الفعل في الواقع وجدت نفسها مغلولة على أن تقدر فعل شيء على أساس خطاب استأنس به الجمع لإيهام غير مدرك أنهم يحسنون صنعا. فلا غرابة إذن أن تجد الواقع العربي اليوم قد غص بالعلماء في مجال أصله الخطاب لذات الخطاب، حتى ما إن عجز الواقع أمام استيعاب طوفان كم "العلماء" ظهر تصنيف "كبار العلماء" كتميز في هكذا تميز. أمام طوفان كم العلماء هذا و قد استمر المجال الأوحد الذي فيه فقط قد تنافس المتنافسون لم يبق للراشدين إلا الأنين لحالهم وقد ضحكت من تخلفه الأمم وأبت أرحام اوطانهم أن تحبل بغير هكذا علماء.   

نعول على من له الجرأة على طرح "السؤال" المشار إليه أعلاه على نفسه،  و نأمل على أن نعمل سوية على تقديم العلاج و التأسيس لواقع آنت وأنا جديران به ذلك قبل الغرغرة الوجودية. نهضة الأمم لا تمطر بها السماء. كما أن ثمرتها هي مهر الحياة وثمن النجاة بعد الممات.

فمرحبا بك منتجا أو منشطا أو كاتبا... صفحة القناة ستجدونها عذراء على أن تكون الانطلاقة سوية مع الأوفياء.

دعنا ينالنا شرف التعرف عليك من خلال مختصر لسيرتك الذاتية

وسوم: العدد 653