بيان الأمانة العامة للمجلس السياسي العام لثوار العراق
بيان الأمانة العامة
للمجلس السياسي العام لثوار العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
تشهد الساحات العراقية في عموم حواضرها وأريافها وبواديها اشتداد المعركة بين الجماهير العراقية بكافة مستوياتها وفئاتها وشرائحها السياسية والاجتماعية من جهة، والسلطة التي أفرزها الاحتلال اللاشرعية والعدوانية من جهة أخرى. وهذه المعركة تمثل اليوم ذروة جديدة من ذرى رفض شعبنا المتواصل للاحتلال ونتائجه على شتى المستويات، ويتمثل هذا الرفض الشعبي العام بملامح أبرزها :
1. رفض ذو طابع تصاعدي في مستوياته النضالية، تراوحت بين النضال المدني الأهلي السلمي الرافض للاحتلال، الذي تطور إلى نضال مطلبي، ثم التظاهرات الشعبية السلمية، وصولاً إلى الاعتصامات.
2. وعندما لجئت حكومة الاحتلال إلى استخدام القوات المسلحة، وأسلحة الميدان الثقيلة، بما في ذلك الدبابات والصواريخ والمدفعية الثقيلة، وحتى الطائرات الحربية ضد المدنيين، هبت فصائل مسلحة تدافع عن استباحة القوات الحكومية للمدن والبلدات والقرى.
3. مثلت مساهمة واسعة للجماهير وحركاتها السياسية بمختلف توجهاتها، الأبعاد الحقيقية للمعركة الوطنية لقوى الشعب ضد قوى الاحتلال الغاصبة، الممثلة للإرادة الأجنبية.
4. خلال معارك النضال الوطني، تحققت إرادة شعبية عريضة بمساهمة الطبقات الاجتماعية العراقية وفئاتها وشرائحها، مما أكسب المعركة حقاً أبعاد معركة وطنية تحررية لاستعادة الاستقلال من القوى الممثلة للمصالح الأجنبية، الذين رهنوا البلاد بأسره تحت هيمنة إرادة أجنبية لا تريد الخير لشعبنا وبلادنا والمنطقة بأسرها، فجسدت هذا التلاحم الشعبي بحق كمعركة التحرير الشعبية بخطوطها العريضة والعميقة، والماضية صوب النصر والتحرير.
5. بتواصل زخم المعركة لمدة أحد عشر عاماً من احتلال بلادنا، وتنوع أساليب النضال وشموله مساحة العراق من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، لتؤكد هذه المعركة طابعها الوطني الشامل كافة مساحة العراق الواحد المتحد الذي أكدت وحدته تلاحم الإرادة والدماء العراقية من البصرة حتى الموصل، ومن ديالى وحتى الرطبة، ومن العمارة حتى صلاح الدين، شعب يرفض بشتى الأشكال والأساليب الاحتلال ونتائجه المقيتة.
6. أكدت هذه المسيرة النضالية بمفرداتها، ملامح المرحلة بأسرها بمؤشراتها الظاهرة والكامنة، فشل نوايا المحتلين في تمزيق وحدة وإرادة العراقيين، وها هم يواجهون نضالاً تصاعدياً في أساليبه وأتساعه، وبالتالي فشلاً ذريعاً للنظام الذي أنتجه الاحتلال، الذي يقود البلاد من دمار إلى أشد، ومن كارثة إلى أسوء في ظل افتقار تام لقدرات ولو بحدودها الدنيا لما ينبغي أن تكون عليه حكومة وإدارة، فالفوضى والفساد الذي يضرب أطنابه في كافة مرافق البلاد، بما يمثل شبه إبادة لكافة المنجزات التي حققها العراق في عصره الحديث منذ عام 1921.
7. تشير مفردات الموقف في ساحات المعارك اليوم في العراق، إلى قتل متعمد من خلال قصف عشوائي بالأسلحة الثقيلة، وتدمير بيوت وممتلكات المواطنين دون وازع من ضمير أو شعور بالإنسانية قبل المسؤولية الوطنية.، إنما يعني في الوقت نفسه، عجز الحكومة التام عن ضبط البلاد، ولذلك تشهد الساحات تداخلاً مخابراتياً يصعب تفسير الكثير من ظواهره ومؤشراته.
8. يهيب المجلس بقواه وعناصره وجماهيره، ويناشد عموم جماهير الشعب العراقي العظيم، التناهض بيد واحدة، والتصدي لإنهاء هذا الوضع الشاذ، ويطالب كافة القوى السياسية والشخصيات الوطنية إلى القيام بمسؤولياتها الوطنية والتصدي لجنون التدمير والطغيان.
ختاماً ... يناشد المجلس شعبنا العراقي الصامد الألتفاف حول قوى الرفض الثورية، وإبداء أشد درجات التضامن بين أبناء الوطن الواحد.
عاش الشعب العراقي العظيم
عاشت الوحدة الوطنية المتلاحمة بمصيرها الواحد.
المجد والخلود لشهداء الشعب.
نحو عراق ديمقراطي موحد.
8/ حزيران / 2014