الجدران الثائرة
طارق أبو فراس الاحوازي
قبل ظهور مواقع التواصل الإجتماعي والفيسبوك تحديداً ، كانت " الجدران الثائرة " تلعب دور رئيسي في مواجهة الإحتلال الفارسي ، حيث تمكن الثوار بإرسال رسالة ما ، الى الشعب من جانب ، وإلى العدو من جانب آخر ، من خلال الكتابات الثورية والشعارات المناهضة للإحتلال ، فكان العدو يحتار في كيفية المعاملة ومواجهتها ، لأنه ليس بإمكانه أن يعدم الحائط أو يعتقله أو يعمل عليه فيلترينك ويحجبه!!
وأن صراخ تلك الجدران الثائرة ، أربكت العدو وأوقعته في حيرة وإضطراب ، وساهمت كثيراً بتوعية الشعب وسهلت عملية التواصل بينهم وبين الثوّار دون أن يستعملون أسماء مستعارة لقرائتها ! ، ومشاركتها كانت تأتي تلقائياً دون الضغط على أي زر أو رابط ! ولم تكن بحاجة الى أي تطبيقات خاصة ، سوى عينين ولساناً وشفتين !
القسم الأكبر من جسم الثورة ، إنتقل من حائط الشارع الذي كان يطبع على صدره الأصوات الثائرة دون أن يشكل أي تهديد الى أصحابها ، إلى حائط الفيسبوك الذي يحجب بين الفينة والاخرى ، ومن يخترق هذا الحجاب ، يدان بتمهمة محاربة الله والرسول وسيكون ضمن المجرمين الذين يطالب المغردون بعدم إعدامهم في هاشتاق #أوقفوا إعدام الأحوازيين ! .
كان من المفترض أن يكون حائط الفيسبوك يعمل كمنبر إعلامي في العالم المجازي ، وهو وسيلة وليس هدفاً، لإصال صوت الثوار المطبوع على حائط الشارع في العالم الحقيقي ، حتى نملأ الفراغ والفاصل ، بيننا وبين العالم ، الذي أحدثه التعتيم الإعلامي الجائر ، لكتم أصوات الجدران الثائرة !
وأخيراً ، أن وجود المنبر يستوجب وجود الخطيب ، فإن خسرنا المنبر ، يتعثّر صوت الخطيب في إيصال رسالته لمخاطبيه ، وأيضاً إن خسرنا الخطيب فما الجدوى إذن من المنبر ؟ وهكذا سوف يضيع الإثنان وتضيع معهما الرسالة !