فورد للمعارضة السورية كفاكم كذبا أما أنا فكفاني..

عبد الله المنصور الشافعي

بسم الله ... في اجتماع مجموعة جي7 صرح الرئيس الفرنسي "هولاند" بأن 30 من الفرنسيين المجاهدين قتلوا في سوريا ودعى لمواجهة هذه الظاهرة إلى تعاون أكبر بين دول المجموعة على كل المستويات وبخاصة المخابراتية وللتحذير وردع وعقوبة مثل هذه التحركات التي تهدد الأمن الداخلي لبلادنا يقول هولاند . أما الحكومة البريطانية فدعت لضبط حدود الدول المجاورة ومراقبة ممولي الإرهاب . وانتهت مجموعة ال جي7 إلى الدعوة إلى حكومة انتقالية في سوريا كما أكد كيري على الحل السلمي ودعى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته لتحقيق الحل السلمي واعتبر أنه عقب الانتخابات من الممكن اعتبار أن النظام يحارب شعبه !!! .اه

حق لكل سوري عاقل أن يتساءل ما دور هذه المعارضة وما وظيفتها السياسية !؟ إن الوظيفة الأولى التي يفترض أن تُناط بالمعارضة هي الجانب السياسي ولطالما ذكرت أن دور المعارضة هو بمثابة وزارة الخارجية للثورة هذا بالعرف الدبلوماسي أما بالعرف الأخلاقي فيفترض أن يكون قادة المعارضة بمثابة آباء وأمهات للثوار ولكن البون في هذا العرف عن الحقيقة شاسع, فبقي العرف الآخر والذي بالكاد أقدر على إفهامه للثوار وكثير من المعارضين فعامتهم لمّا يئسوا من المعارضة اعتبروا كل طلب تخاطب به المعارضة مجرد مضيعة للوقت فلا حياة لمن تنادي فضلا عن عدم اعترافنا بهم على حد تعبير الثوار ! ولكن الواقع ينادي على أن هؤلاء جاثمون على متنفس الثورة نحو العالم الخارجي بأسره وهم بذلك يحرمون الثورة من أكثر المجالات حيوية وأهمية في تعجيل نصرها ولا يحسن بنا قط أن نتخلى عن أداة أو كائن يرجع لملك الثورة ويتحدث باسمها في المحافل ويدعي لها تمثيلا ثم لا نستحوذ عليه أو على الأقل لا نلزمه الانصياع لتلبية مطالب الثورة وتأدية واجبه نحوها . فإذا سلمنا بما أوردته آنفا مما يعتبر من بديهة القول فإنا لا بد وأن نتساءل ماذا تفعل المعارضة ؟ ماذا تفعل المعارضة أمام تصريحات هولاند ؟؟؟ لم لا ترسل المعارضة وفدا يعرف بالحقيقة ولو كانت مرة ولو كانت هذه الحقيقة ستفضح بعض غبائهم أو أخطائهم أو حتى خيانة بعضهم فلعمر الله لئن العود أحمد وإن الصدق لأرشد وإن المصارحة فيها من المعذرة ما ليس في المعاندة مع ما يعنيه الإصرار من استمرار في الإثم والدمار, إنه ما من بد عن المعارضة من الاعتراف والحقيقة ستظهر كفلق الصبح مهما حاولت المعارضة أن تتستر عليها, في عام 2011 وإثر انفجار الثورة قلت إن أهل مكة أدرى بشعابها وإن آكل العصي ليس كمن يعدها فنحن أولى بنا أن نعرف ونقترح الحل المناسب لنا و"طز" بأكبر سياسي إن خالف رأينا ونحن نمثل ثورة والثورة لا دبلوماسية ولا "أتيكيت" لممثليها ولكن المعارضة رضخت لاقتراحات الساسة الغربيين ولطالما قلت وقاله غيري إنهم خانعون وهم منكرون وهاهو روبرت فورد بعد أن تحرر من قيود الوظيفة والالتزام بالمواقف العامة للحكومة يفضح بعض الحقيقة التي لم أزل أعيدها فيقول :"كفاني كذبا أمريكا أوصلت سوريا إلى هنا" فكفاكم يا معاشر المعارضة كذبا يا من لعب دور الغطاء لعورات وتخاذل الغرب أم أنكم تنتظرون أن تصلوا لما وصل إليه فورد حتى تتحفونا بالمصارحة والاعتراف !!!؟؟؟ والله إن أحد الأصحاب عاد للتو من حلب القديمة ليقول لي إن أكثر من نصف مبانيها مهدم !!! فحتى متى ؟؟؟ أليس لكم الآن في تصريح فورد مستندا لتبينوا حقيقة الموقف الغربي فتردوا به على هولاند ودعواه فهم من تسبب بالتطرف وهم من أوجده وذكّاه فكيف يلوم من تطرف أو جنّ من هول ما حلّ ولا يلوم الفاعل وأنصاره من حزب الشيطان وايران أم لئن هؤلاء لا يهددون أمن اسرائيل ولا أمنهم وما سوى ذلك همل منسي فأي إنسانية وأي مبادئ ليس الفضيحة وطمس الحقائق . فمتى يسيّر هؤلاء وفدا للغرب ويلتقوا بكل من يظن به نصرة للثورة حتى فورد فيركبوا موجة الفضيحة ويغتنموا فرصة قبل أن تصير إلى المضيَعة .

ملاحظة : ينبغي أن لا نطمئن إلى تحليل كلام فورد على أنه قال ذلك كإشارة ضمنية إلى أن أمريكا ستغير سياستها مع قرينة تكرر تحذيرات روسيا من هجمة محتملة أمريكية على سوريا فإن هذا التحليل الذي قد يخادع به بعض الساسة الأمريكيين من جديد المعارضة السورية ليلهيهم عن العمل أو المطالبة بمطالب الثورة حتى يتقادم النبأ ويزول تأثيره وهنا أكرر القول لا بد للمعارضة من طلب فوق ما تأمله حتى تنال ما بالكاد تقبله فعلى المعارضة المطالبة بتوجيه ضربات جوية مثلا لإرغام الدبلوماسية الغربية على تزويدنا بالصواريخ المضادة للطائرات .