وماذا بعد فوز الطاغية !؟

المنصور

بسم الله ... يلومونني أن أعيبهم وأنتقد عملهم, فهل أشبهوا أحدا من البشر ؟ لا يوجد فريق عمل كائنا ما كان سياسي, رياضي, فني, حتى وكيل حظيرة دجاج إلا وهو يحاسب نفسه أو يحاسبه أصحابه فهل يحاسب فريق عمل المعارضة نفسه ويقيّم عمله بالنسبة للنتائج وتحقيق المطالب أو يرضخ لآراء وكلائه فيه ؟ إن مدرب أي فريق رياضي حين تفشل خطته وينهزم فريقه يغير الخطة ويبدل الاعبين ثم إن هزم الفريق تباعا طالب أنصار النادي بإقالة المدرب أي رئيس الفريق, هذا حال كل فريق عمل في العالم إلا فريقا واحدا هو فريق الديكتاتور, أو فريقا من فرق المهرجين والدمى المسيرة, لقد دمرت البلاد وشردت العباد وعم الفساد وهؤلاء لا يغيرون شيئا ولدفء مقعدهم على أدبارهم أعظم عندهم من دفء دم طفل مهراق على خد أمه الثكلاء ! فحتى متى يستشعر هؤلاء ؟ في مستهل الثورة كتبت مقالة أقول فيها بوجوب رؤية فيديوهات الثوار التي يبذلون لنقلها وتصويرها مهجهم وكان عامة المعارضين لا يرون منها شيئا أو نزرا قليلا ولطالما اعتذر إلي بعضهم وغيرهم ممن ليس منهم عن عدم رغبته برؤية الفيديوهات لقسوتها !! إنها تكدر صفوه وتنغص معيشته ! إنها تمنعه عن تناول طعامه بهناء وتفسد شهيته !! إنها تمنعه حتى من قرب حليلته !! يا الله ما أعظمهن من معاذير ! أما من هم أبطال الفيديو فكان الله لهم !! قال عمر لخالد (ويروى يزيد بن أبي سفيان) وقدم له عشاء فيه سرف فقال عمر:هذا لنا فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا ولم يشبعون من خبز الشعير ؟ فقال خالد لهم الجنة يا أمير المومنين ! فاغرورقت عينا عمر  وقال : لئن كان حظنا من هذا الحطام وذهبوا بالجنة لقد باينونا بونا بعيدا أو عظيما, فلما كان عمر يعيش عيشة الفقراء ويستشعر ما يشعرون كان عمر, ولطالما لا يكلف هؤلاء أنفسهم برؤية حقيقة ما يعاني أهل بلدهم فإنهم لن يضحوا ولن يخلصوا عملهم, عندما تولى الخطيب رئاسة الائتلاف ومضى على رئاسته أشهر كلمته على الخاص وانتهيت إلى أن دعوته للسفر إلى واشنطن أو نيويورك أو في مؤتمر ميونخ أن يعلن استقالته أمام الملأ ويخرج على الإعلام الغربي ليعلمهم باستقالته وأن الحامل له عليها هم من في الداخل أي قادة الغرب ويذكر أمام الإعلام الحقائق ويطالب بالمطالب فإن هذا العمل كفيل بتحريك القضية السورية وإحراج القادة الغربيين أمام شعوبهم التي تعتقد خلاف الحقيقة تماما, ولكن حرارة الكرسي منعته حتى إذا ما تتام فشله وشاعت خيبته قدم استقالته في جلسة مغلقة أمام وزراء خارجية الدول الغربية وكان هذا في تركيا وليس في الغرب !!! فقام هيغ (كما يروي برهان غليون) وسخر منه قائلا: علام تعلمنا باستقالتك لسنا نحن أعضاء الائتلاف, فقط أخطأ الخطيب العنوان !!! 

واليوم فقط يقصف النظام داريا ب 24 برميل وهؤلاء ممن يعتبرون أنفسهم ممثلون عن الثورة والأمة لا يعبؤون ولا يتحركون أماذا ينتظرون ؟ أتمام خراب البلاد أم هلاك العباد وضياع الشام ؟؟ ولا بمناصبهم يضحون ولا الوفود الإعلامية يرسلون ولا يسافرون لعواصم الغرب وللمؤتمرات يعقدون وفي وجوه قادة الغرب باستقالاتهم يضربون فحتى متى يستفيقون ويخجلون وبالعذاب يستشعرون ؟؟؟ ويخافون يوم (وقفوهم إنهم مسؤولون) صدق الله