لما تحكى ذكرياتنا ...

لما تحكى ذكرياتنا كنت تحكيها بامانه

التقت عينه بها وهي تتجول في مجمع تجاري وتذكر تلك الايام الجميلة وهما في الكلية كأشهر عاشقين متيمين ولكن لم تكتمل الي نهايات سعيدة وذهب كلً الي سبيله . 

وها هو يراها كما هي الزهرة الجميلة وجذبها كأنه الفراشة للثم زهرة فالتقيا وفي الأعين حديث ومَآقي يكاد ينفجر منها ماء وصَمَتَ ورهبة فقالت : ما اشتقت لي !!! .وقبل ان تنفرج شفتاه نادت ياسر تعال سلم علي عمو ياسر . 

العلي سويتو غايتو لرضاك ما سبت حيلة 

احترت كيف اصل إليها وكيف اوصل الرسالة الوحيدة ولكن لا اجيد كتابة الرسائل لأنني لم ارسل الا رسالة واحدة الي القرية عادت لخطأ في العنوان .. وخططت وكتبتها في عقلي الباطن كررتها اكثر من مرة سأقول لها مساء الخير او صباح الخير علي حسب توقيت اللقاء ثم اعرفها بنفسي محمد احمد الفكي عبد النبي ثم ضحكت لهذا الاسم الطويل لأول مرة اعرف ان اسمي به موسيقي صوفية ثم اقول لها انني زميل جديد مثلك وهكذا سأندمج مع شلة الجامعة واختار زميلة ككل الطلبة . واستمرت خطتي لكتابتي الخطاب من الشهر الاول الي يوم تخرجي الي ان سمعتها ذاك اليوم تصيح ود الفكي مبرووووك

وسال الدم فى أرض الوادى

فَدينا النور بالروح يا بلادى 

جلسا بعد المحاضرة علي درج بباب القاعة وهما يتناقشان وفي يدهما دفتر مغلف بجلاد اصفر رسم عليه قلب بقلم شيني عريض ’ نافذ من القلب سهم يتقطر دما , اصوات احذية ثقيلة خارج سور الجامعة ودخان كثيف يلتف حول الاشجار وهما كما هم في نفس المكان تقترب اصوات الاحذية الرؤية اصبحت اضعف عتمة وجلبة ثم خرج السهم من قلب الرسمة ويخترق القلبين وسال الدم بباب القاعة .

أصلو العمر كان

درباً مشيتو كسيح وكان غرساً ...

سقيتو بُكى وقبضت الريح

عاد بعد غربة يتلمس خطواته بحِيطَةِ وحَذَرِ فوجد نفسه بالقرب من محطة الحافلات وقف وبيده منديل يجفف به رأسه العاري,,,, سمع رجل ينادي , عربي امدرمان جبرة صحافة وكأنه هو زميل الجامعة آداب نعم انه حاتم ناداه بأعلي من اصوات محركات المركبات ومناداة الباعة وإذ هو يركض ليضم الجسم الناحل الي جسد المنادي ورائحة الشمس تخرج من كل ثنايا جسده صائحاً شرفي وينك ثم جلسا علي حجرين تحت شجرة ظليلة حظها العاثر اوجدها هنا تشهد كل الحقب والظلم , سأله وين يا شرفي فقال له في بلاد الله من الكويت الي العراق وفي كل بؤرة ساخنة ,فرد حاتم يعني في الامم المتحدة ضاحكاً ههههههه نحنا كمان كنا في ميدان الامم المتحدة وحولونا لكركر هههههها تعرف الناس دي بتخاف من حاجة اسمها امم متحدة اردف طبعاً بعد التخرج عملت في رئاسة الوزرا مترجم فوري ضاحكاً هههها مؤتمرات بح بقينا فائض زي فيضان البشر ديل , سأله عن الزملاء فقال ضاحكاً ههههها تعرف يا فرده هههها انا عارفهم كولهم البموت بدفنو والبيسافر بسفره دكتور عاصم في ايرلندا عمار في السعودية حازم في بوستن وكمال بتاع علوم كان في مصلحة الجولجيا بعد الصالح العام عندو زريبة فحم هههههها ثم مرت عربة مظللة واشار اليه الباقين ناس ديل بس وأنحنا الضحك شرطنا . 

 

ماكَ هوين سهل قيادك

لا اعرف الوقت فقط لهيب وعطش وجو مشبع بعوادم المركبات 

صوت مطربة تشدو باغنية قديمة من سماعات مهترئة مصدرها كشك لبيع عصير العرديب

ثلج كثيف كأكوام الملح والبائع يدخل يده لباطن الثلج وشفته العليا متدلية 

بسفة اكبر من ما تتحمله والايدي ممدودة ثم هدوء بعد الجرعة الاولي . إمرأة جلست علي

الرصيف تحمل طفلة تحاول ان تطفئ لهيب جوفه وجوفها , علي الرصيف الآخر 

رجل في ثياب رَثٌّ يفترش الارض وامامه بعض الأعشاب وقناني صغيرة بها سوائل مختلف الوانها 

نساء ورجال واطفال بنات واولاد مدارس تغيرت الوان ثيابهم من أثر الشمس فقط اناس لا أثر لوجود حيوانات او حتي حشرات إنهم الشعب.

وسوم: العدد 676