الازدحام على أبواب السفارات للمشاركة في الانتخابات البشارية
الازدحام على أبواب السفارات
للمشاركة في الانتخابات البشارية
زهير سالم*
حساب الحضور إلى الغياب 001%
هل هي نسبة تليق ببشار الأسد
بات بالأمس إعلام الطاغية بشار الأسد ومشتقاته والإعلام الدولي المتواطئ معه يترنم بالازدحام الكبير الذي زعموه على أبواب السفارات السورية من دول الجوار ، حيث سمح للكوميديا السوداء بالعرض .
إن التعليل الحسابي الأول لهذا الازدحام – المزعوم – هو كثرة عدد اللاجئين الذين شردهم بشار الأسد عن ديارهم حيث تجاوز العدد مليون إنسان في أكثر من دولة من تلك الدول . والحساب العلمي الموضوعي الدقيق للكثرة والقلة لا يتم باحتساب احتشاد عدد من الناس قل أو أكثر في أماكن محدودة محصورة . فلا يحسب احتشاد الناس للإدلاء بأصواتهم في انتخابات المفروض ، أن تكون وطنية ، بنفس الطريقة الذي يحسب فيه احتشاد الناس على أبواب مخبز في عصر الأزمات ...
إن الأولى في الإشارة في عملية انتخابية وطنية أن يشير معدو التقارير أولا إلى عدد من غاب وليس إلى عدد من حضر ولاسيما حينما يكون الغياب هو الأصل ..
ثم إن الحساب العلمي الدقيق يقول إن ألف إنسان أو ضعفهم أو اضعافهم حين يحتشدون إنما تقاس كثرتهم وقلتهم بحساب عددي لنسبة من حضر إلى من غاب ، وبهذه الطريقة يمكن أن نقرر وبغير أي نوع من التجني أن هذه النسبة لا تتجاوز في كل مكان جرت وستجري فيه الانتخابات 001% .
نتساءل على ضوء هذا هل هذه نسبة واقعية تليق ببشار الأسد ؟ أو هل يستطيع بشار الأسد فعلا الحصول عليها بين المهاجرين السوريين الذين : قتل بشار الأسد أطفالهم ونساءهم ورجالهم وانتهك أعراضهم ودمر ديارهم وسرق أموالهم وشردهم من ديارهم ..!!!!!!!!!!!
إن الزعم أن بشرا مثل هؤلاء يمكن أن ينتخبوا أو يتعايشوا على الأقل مع سماع ذكر بشار الأسد هو إهانة بالغة للشعب السوري ، وحكم غير مباشر عليه بأنه منكوس الفطرة ، مسلوب الإنسانية ، منزوع الكرامة ، عديم الإحساس ، مدمن على المهانة ، غارق في اللؤم ولم يكن شعب سورية قط إلا على النقيض من هذه المثالب التي تلزم اليوم كل من توجه أو سيتوجه إلى صندوق بشار ...
لن ننسى في سياق حديث التحديد والتوصيف لهؤلاء الأناسي البهم منزوعي الإنسانية أن هذه الكثرة المزعومة لم تكن على قلة عديدها النسبي تعبيرا عفويا عن نسبة طبيعية للمؤيدين لبشار الأسد في صفوف المهاجرين والجاليات السورية في الخارج . فإذا كانت قيادات المعارضة على اختلاف مراتبها قد قصرت في مرحلة التحضير لهذه الانتخابات وعجزت عن اقتراح خطة عملية لمواجهة هذه السخافة ، فإن قيادات الاستخبارات الروسية والإيرانية والأسدية لم تكن تلهو وتلعب بل كانت تعد العدة وتضع الخطط لمثل هذا الحشد ...
لن ننسى أنه من السهل جدا تمرير عدد من الشبيحة إلى دول الجوار ليشاركوا في مظاهرة تكثير السواد ..
ولن ننسى أنه إذا كان في بعض دول الجوار أناس مستعدون للقتال دفاعا عن بشار الأسد ، أو لغمس رغيفهم اليابس في قصعة دم أطفال سورية فلن نستغرب أن يكون في صفوف هذه الثلة البائسة المحتشدة على أبواب المئات من المندسين في ثياب لسوريين يمكنهم أن يحملوا هويتهم ويصوتوا باسمهم ...
ولن ينسى ثالثا دهاقنة رجال المخابرات العالمية المشاركين في الإعداد لهذه الكوميديا أن يزخرفوا تشكيلتها الديمغرافية بالطريقة التي تخدم مشروعهم المريب فهذا شبيح يلبس زي عامل من أبناء الجزيرة ، وذاك عربيد يتزيا بزي شيخ دمشقي وقور وتلك عاهرة منحطة تتزيا بزي محصنة محجبة ...
كل شيء في اللعبة مكشوف ومعروف ويبقى أن نجهر للنافخين في كير الطغاة هنا وهناك وهنالك أن الإعلام قبل أن يكون مهنة كان أخلاقا ورسالة ..
وإن رسالة المدافعين عن الطغاة حكم على إنسانيتهم بالسقوط ..
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية