تركيا .. مِنَح المحنة ...

لا شك أن البصير الحاذق هو الذي يوفقه الله ليستخرج المِنَح من مِحَنِه, ففي كل محنة منvحة -كما يقال- .. .يمكن استخراج مجموعة من المِنَح مما حل بتركيا من محنة الانقلاب يوم 15 يوليو .. ويمكن إجمالها فيما يلي:

1. إعطت المحنة  الثقة للشعوب العربية, لا سيما التي وقع انقلاب في بلدانها, أو تلك التي تتخوف من وقوع انقلاب .. وأن النجاح ليس حتميا لكل انقلاب .. وأن الشعب هو كلمة السر في إفشال أي انقلاب وإسقاطه.

2. أظهرت المحنة مدى تمسك الشعب التركي بالديمقراطية .. وكرهه لحكم العسكر .. وحبه وتمسكه برئيسه وحكومته.

3. ستمكن المحنة القائمين على الأمر من اكتشاف العناصر الفاسدة في الجيش .. وتطهيره منها.

4. أثبتت المحنة أن طموح بعض العسكر للوصول إلى السلطة لا ينتهي.

5. أردوغان ضرب المثال النموذج للقيادة الصادقة الحازمة الحكيمة .. وتبدا هذا بجلاء في تعامله مع الأزمة ومنذ البداية.

6. بينت المحنة بوضوح حجم المؤامرة الدولية الإقليمية ضد تركيا .. وقد تجلى هذا في إغلاق بعض السفارات الغربية أبوابها في تركيا قبل الانقلاب بوقت رصير .. وتغيير بعض الدول لمواقفها ما بين بدايات الانقلاب وبعد التأكد من فشله.

7.كانت هذه المحنة الاختبار الأصعب .. إذ أن المتآمرين أفرغوا أهم في جعبتهم من كيد ومؤامرات.

8. أظهرت المحنة مدى تماسك وصلابة الحياة الديمقراطية والجبهة الداخلية في تركيا .. من خلال وقوف الشعب وأحزاب المعارضة ضد النقلاب, رغم خلافاتها مع الحزب الحاكم والحكومة والرئيس.

9. مكنت المحنة من اكتشاف الثغرات الموجودة في مفاصل الدولة .. وإجراء مراجعة شاملة لسد تلك الثغرات.

10. يُعَد ما جرى من استجابة سريعة من قِبَل الشعب لطلب أردوغان بالنزول إلى الشوارع والميادين, استفتاءً مبكراً على شعبية أردوغان وحزب العدالة والتنمية.

11. فشل الانقلاب وبهذه الطريقة, رسالة واضحة للمتآمرين الدوليين والإقليميين بأن أردوغان والتجربة التركية لا يُنال منهما بسهولة.

12. ستؤدي المحنة إلى تعزيز مكانة تركيا إقليميا ودوليا.

13. سيزداد بهذه المحنة موقف أردوغان تشددا وصلابة حيال الانقلاب في مصر.

14. إحيت هذه المحنة مفهوم الأمة لدى أبناء الأمة من جديد .. والذي غاب منذ سقوط الخلافة العثمانية واتفاقيات سايكس-بيكو .. فلأول مرة نجد أن المسلمين من كل مكان يقفون ضد انقلاب في دولة ما.