أيها الثوار السوريون

الشيخ مجد بن أحمد مكّي

برقيّات عاجلة وسريعة من العالم المسلم الوسطيّ المحدّث الشيخ مجد بن أحمد مكّي للمجاهدين والثوّار على أبواب حلب:

نشارك الأخ الكريم محمد جمال طحان  في أمله : 

[أملي أن يطوّق الثوار حلب لحمايتها

وأن يتمركزوا في النقاط العسكرية

ويزيلوا جميع حواجز العصابة الحاكمة

ويتحكموا ببسط الأمان في المدينة وإدارتها

من غير التوغّل داخل المدينة ، فذلك لايكون إلا بعد تطبيق حظر جوي فيها].

ليكن الولاء للأمة كل الأمة. ولا يكن للكتيبة أو اللواء أو المجموعة على حساب الأمة.

بئس الولاءُ للفِرقة الذي يورث الفُرقة.

يا قادة الفصائل : لا بد من توطين أنفسكم وجنودكم وتربيتهم على مبدأ المعايشة والمزيد من الوحدة واللحمة مع الأمة لا الإقصاء أو الطاعة العمياء .

يا أيها الأخ المجاهد: لا بد من المعايشة مع كل المذاهب الفقهية ومع كل المناهج الإسلامية الفكرية. حتى ولو كنت ترى الصواب في مذهبك أو منهجك.

يا قادةَ الفصائل وأمراءَ الجبهات في #سورية: اجعلوا أول مشاريعكم، وأوجب أهدافكم : المحافظةَ على وحدة الصف واجتناب التنازع والاقتتال

أيها المجاهون:لا تعيدونا إلى الفشل والتشرذم والاقتتال بعد أن عافانا الله من ذلك،وأكرمنا بتوحيد الصف وكافأنا بثمرته: فك الحصار عن حلب المحررة.

يا قادة الفصائل في #سورية:إن لزوم الإنصاف والإخلاص يوجب الإقرار للطرف الآخر بالحق.إن كان الحق معه. ولو كان ذلك على خلاف هوى المجموعة وقائدها.

ليست المشكلة في أن ترى صواب مذهبك أو منهجك دون مذهب ومنهج غيرك، لكن المشكلة كل المشكلة في أن تفرض رأيك أو منهجك بالقوة.

تعايش النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين. ولم يستهدفهم بالقوة المادية مع يقينه بكفرهم. ولكنهم لما لم يبادئوا بالسلاح لم يبادئهم به.

تعايش صلى الله عليه وسلم مع اليهود بموجب معاهدات عقدت بينه صلى الله عليه وسلم وبينهم. فوفى لهم ولكنهم لم يوفوا له.

تعايش علي رضي الله عنه مع الخارجين عليه الذين كانوا يستعلنون بتكفيره

وأرسل إليهم: أنّا لا نقاتلكم ما لم تصيبوا الدم الحرام أو المال الحرام.

لا يصح أن يكون موقفُنا ممن خالفنا في الفكر أو المذهب أو الاجتهاد،الإلغاءَ والإقصاء والمعاداة واستباحة الدم حتى ولو كنا ندين الله أنه على خطأ.

إنّ مصلحة الوحدة ورصّ الصف في وجه عدو مشترك متربص بالجميع،أعظم شأنا من الانتصار لرأي أو رؤية على نحو يَفُتُّ في عضُد الجميع لصالح عدو الجميع.

وسعوا أفقكم للمخالف من غير هجوم عليه بالتبديع والتفسيق، ثم الاتهام بالكفروالشرك، ثم ما يقتضيه ذلك من تبعات الحكم عليه بالردة!!

يا قادة الفصائل وحَملَة السلاح:اعلموا أن التعددية والتنوع داخل المجتمع المسلم سنة قائمة. فاجعلوه تنوع تعاون وتكامل لا تنوع تضاد.

يا قادة الفصائل وحملة السلاح:لا يصح شرعا ولا سياسة أن تمارسوا القوة ضد من يخالفكم في المنهج الفكري أو السياسي لتحملوهم على رأيكم أومنهجكم.

يا أيها المجاهد الصادق:ليس كل ما تراه أو يراه فصيلك أو قائدك هو دائما الحق المطلق.

كما أنه ليس كل من خالفك فهو على باطل محض.

يا قادة الفصائل وحملة السلاح في #سورية: إنّ توظيف القوة لفرض منهجكم الفكري أو الدعوي أوالسياسي يعتبر باب ضلال كبير وشر مستطير.

أيها المجاهد الصادق:إن رؤيتك أو رؤية فصيلك قد تتغير حتى يرى أو ترى جواز ما كنت تراه من قبل جائزا. أو تحريم ما كنت تراه من قبل حلالا.

يا قادة الفصائل والجماعات في #سورية:راجعوا أفكاركم ومواقفكم فالمراجعات الجادّة تثمر تراجعات حميدة كما معلوم عند جماعة (أحرار الشام) .

الشقاق والفُرقة وفساد ذات البين هي الحالقة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا أقول تحلق الشعر. ولكن تحلق الدين.

 رواه الترمذي وأحمد.

ترجى مشاركة المنشور بشكل واسع.

وسوم: العدد 680