لماذا ؟ سؤال هام يحتاج إلى جواب
المنصور
بسم الله ... قال أحد أئمة الصوفية عبد القادر الجيلاني "غالب القدر بالقدر" وإنما انتقيت قوله دون سائر العلماء لأنه أحد أئمة الصوفية وهم أولى وأدنى الناس للتعلل بالأقدار . اعتدنا نحن المسلمون أن نرمي بكل أخطائنا وتقصيرنا على الأقدار ! وتالله إنها لبريئة دعوة الإسلام من هذا النوع من الأقدار, في فرنسا ارتكب أحد الأطباء السوريين خطأ فادحا قامت السلطات الطبية الفرنسية بسحب شهادته ومنعه من ممارسة الطب بقية حياته كما تفعل مع بقية الأطباء الفرنسيين (القرار ليس من العنصرية في شيء) عاد الطبيب إلى الوطن ليمارس المهنة ليكرر الخطأ ولكن هناك لم يجد مخلوقا واحدا يلومه على جريمته بل الكل قال تلك الجملة الشهيرة ساترة العيوب ومحاءة الذنوب ومنجاة التهم والظنون "قدر الله, قدره, هيك مكتبلو"!!! والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "على اليد ما أخذت" فإذا كانت العارية مؤداة ولو هلكت أو تلفت بقدر أفلا يؤاخذ المسؤول وصاحب الشرع ينص على أنه مسؤول ؟ (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون) وكل عمل له تبعة في الدنيا والآخرة وقد قال عمر (رضي) "إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله (ص) وإن الوحي قد انقطع [كأنه يشير رضي الله عنه لمثل قصة حاطب ومالك بن الدخشن رضي الله عنهما] وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته من شيء الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة" البخاري . ولا تعارض بين الايمان بالقدر ومحاسبة البشر فمن أحسن عمله كافأناه ومن خان أو أساء عاقبناه وجميع ذلك من قدر الله . يتعلل البعض بأن من كان في المعارضة اجتهدوا فأخطؤوا في مسألة المطالبة بالتدخل الجوي كليبيا من أول يوم ولم يبق إلا أن يقولوا أن هؤلاء مأجورون أجرا واحدا ! وهذا باطل من وجوه فهؤلاء استمروا في خطئهم وقد نص إممام أئمة الأصول الشافعي على أن "الدوام كالابتداء" ففي كل يوم بعد أن استبان لهؤلاء خطؤهم ولا يقومونه هم مخطؤون ابتداء وبالدوام لأنهم في الحقيقة في حكم المصر على الذنب, وأيضا إن الاجتهاد السياسي الذي تتعلق به مصير الأمم له شروط تختلف عن شروط المجتهد في الأمور الشرعية أو الشخصية فمن شروط هذا الاجتهاد الشورى ولا يتحقق معنى الشورى ولا إبراء الذمة منها بغير استشارة المختصين المشفقين العالمين بأحوال محل النظر (مسألة البحث) عموما وخصوصا ثم النظر فيما فيه مصلحة عامة للأمة وليس لمدينة أو فئة دون عموم الشعب والبلد نظرا يكاد يبلغ درجة الإحاطة التامة لضبط ميزان المصالح والمفاسد وتقديم المهمات والغاء ما يتعارض معها وتصور نتائج كل خيار خيره ومضاره ومقارنته بغيره من الحلول والخيارات وسماع النصح من الناصحين والنقل من الناقلين وليس ركوب الرؤوس وصم الآذان وإغماض العيون, فمن لم يفعل هذا كله فليس بمجتهد أصلا بل هو مفسد خائن للأمانة ولإمام مفرط في نفسه راع لمصالح قومه خير من إمام محسن في نفسه مقصر في مصالح أمته, ثم من حقق كل الشروط السابقة من ضوابط الاجتهاد السياسي ثم فشل خياره ولم يتحقق مأموله فإنه وإن سلم عند الله تعالى والله أعلم بسريرته وسلم من العقوبة القضائية فلا يسلم من التبعات السياسية وما عليه إلا أن يتنحى ويترك المجال لغيره فالعمل العام مشروط بتحقق نتائجه ولا يعذر السياسي والقائد بشيء مع الفشل حتى ولو راعى كل أسباب السلامة وإنا إن عذرناه لن نبرح نلقى قادة وساسة يتعللون ببذل المجهود عند ضياع المقصود ولعل فشله أخيرا يرجع ليس إلى الأسباب الخارجية بل لعلة فيه أي القائد من قلة هيبة أو ضعف شخصية أو ركاكة مقالة وسوء تأتي وإيالة .
ههنا 11 ألف قتيل سجين و 55 ألف صورة
وآلاف الفيديوهات والشهادات وهذه الطامة الكبرى فاسمعوها لزوما
فما أغنى عنا هؤلاء ؟ عشرات الرسائل تترا ترجو وتدعو تتوسل وتتململ وما من مجيب فبأي الأعذار بعد ذلك يتعللون ويعتذرون ؟ أقسم بالله مامن رأي أراه به صلاح الثورة والأمة إلا جمعته في مقالاتي وما من رأي تكشفت عنه الأيام والليالي إلا ظهر نفعه وصوابه للمنصف والقالي ثم لا يجدون في عذلي غير قولهم لي : شبيح, عميل, مستتر مجهول, معتد برأيه ديكتاتور, الوضع أعقد مما تتصور ! وعند المراجعة ترى ما عنده كالزبد جفاء, وقد راجعني غليون والخطيب فمن دونهما ولا والله ما قامت لهما حجة ولا ظهرت لهما بينة ... الخ يا أيها الناس خذوا قولي واعملوا به وادّعوه لأنفسكم وأشهد الله وعباد الله أني أول من يشكركم على حسن رأيكم وقولكم كما عملكم . وبانتظار الجواب لماذا لا تفعلون شيئا للإخوان والعلمانيين والمعارضة أجمعين أكتعين ...