الموقف من (اتفاقية الخيانة) التي وقعها الأسد مع الدوما الروسي

بسم الله الرحمن الرحيم

في جريمة كبرى جديدة تضاف إلى جرائم النظام التي لا تعد ولا تحصى ، وخيانة معلنة تضاف إلى رصيده الأسود ، وقع نظام الأسد اتفاقية مع مجلس الدوما الروسي تسمح له بموجبها بالوجود العسكري الدائم في سورية ، كما أنها تنص على منح العسكريين الروس في القاعدة الجوية وأفراد عائلاتهم حصانة دبلوماسية مع امتيازاتها .

إن اتفاقيةً كهذه تثبت أن هذا النظام غير الشرعي مستعد أن يتنازل عن سورية كلها أرضا وشعبا مقابل أن يبقى في الحكم ، وهذا الأمر ليس بجديد عليه ،  فقد باع أب له من قبل أرض الجولان لإسرائيل مقابل الثمن نفسه  .

إن إضفاء الحصانة على المحتل وحماية أفراده هو إهانة لجميع شرائح الشعب السوري ومكوناته ، لا يقبل بها أي مواطن سوري لديه ذرة كرامة ووطنية ، مهما كان انتماؤه المذهبي والعرقي .

وإننا في جماعة الإخوان المسلمين في سورية ، ومن منطلق التحذير من تداعيات هذه الاتفاقية الجريمة فإننا نؤكد على الأمور الآتية :

أولا : سقوط مشروعية هذا النظام من أول يوم سفك فيه دماء السوريين ، ونعتبر جميع الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعها خلال فترة الثورة لاغية ولا قيمة لها ولا تعني شيئاً للشعب السوري.

ثانيا : على المجتمع الدولي والهيئات والمؤسسات الدولية والإقليمية والعربية أن تنزع الشرعية السياسية عن هذا النظام الذي يقتل شعبه ويسمح لكل أنواع الاحتلال والميليشيات أن تدخل سورية وتعيث فيها قتلا وفسادا .

ثالثا : نعتبر الوجود الروسي في سورية احتلالاً كامل الأركان ، وتجب مقاومته بجميع الوسائل المشروعة .

رابعا : إن الوجود العسكري الروسي لن تتأثر به سوريه فقط ، بل سوف يكون له امتدادات وآثار سلبية في المنطقة كلها ، وهذا يتطلب تحرك الجميع لدفع هذا الضرر بكل الوسائل الممكنة .

خامسا : لقد اختار الروس الحل العسكري ، وعملوا بشكل متعمد إلى تعطيل أي محاولة لحفظ الدماء ووقف القتل أو التقدم باتجاه حل سياسي وذلك من خلال استخدام الفيتو خمس مرات في مجلس الأمن .

سادسا : إن الثورة السورية وبعد الاحتلال الروسي الوقح والعلني ، يجعلها حركة تحرر وطني ضد الاحتلال ، ويصبح طرده واجباً شرعيّاً ووطنيّاً وإنسانيّاً ، وهذا يستدعي تجديدا وتطويرا في الاستراتيجيات والأدوات .

إن شعبنا البطل مهما عظمت التضحيات ، ومهما طالت الآلام ، ومهما كثرت الجراح ، مصمم على إكمال ثورته والتحرر من المحتل الروسي والإيراني ، بإذن الله تعالى ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

جماعة الإخوان المسلمين في سورية

١٠ محرم ١٤٣٨

١١ تشرين أول ٢٠١٦

وسوم: العدد 689