عندما يغضب أطفال أمريكا
لفت انتباهي منظر بيت في إحدى ضواحي شيكاغو حديقته من ناحية المدخل الرّئيس تضجّ بحبال من لفّافات ورق التواليت، تمتد بين الورود وتتداخل بين أغصانها؛ لتصل بعض النّوافذ، ولمّا استفسرت عن سبب ذلك، ضحكت من الجواب الغريب عليّ، والمألوف أمريكيّا، وهو غضب أطفال الحارة من صاحب البيت، فيحضر بعضهم لفّافات من ورق التواليت، وينشرونها على الورود وأغصانها، وبالتّأكيد فإنّ لكل بيت حديقة خاصّة، ونتيجة هذا العمل الصّبياني هو ازعاج صاحب البيت الذي سيقضي وقتا وهو يجمع تلك الأوراق.
أمّا الأسباب التي تثير غضب الأطفال، ممّا يدعوهم للقيام بهكذا ردّات فعل غاضبة، فهو عدم استجابة صاحب البيت لهم عندما يطرقون باب بيته في "عيد الهلوين" على سبيل المثال لطلب الحلوى، كما جرت العادة في هكذا مناسبات، من هنا فإنّ الأمريكي يحتاط في هكذا مناسبات بأن يضع صحنا مليئا بالسّكاكر والشّوكلاتة عند عتبة بيته الخارجيّ، إن كان غير متواجد في البيت في هكذا مناسبات، أو كان موجودا ولا يرغب بفتح الباب، فيأخذ كلّ طفل حبّة حلوى، ويغادرون فرحين إلى بيت آخر وهكذا.
وإذا ما انتبه صاحب البيت "المغضوب عليه" من الأطفال لهم وهم ينشرون ورق التواليت عند باب بيته، فإنّهم يهربون ضاحكين، في حين يمنع عليه مطاردتهم حسب العادة والقانون.
وسوم: العدد 692