قطرات من ذاكرتي..
..( كان يا مكان في قديم الزمان )
ما أقول إلا رحمة الله عليك يا ( أمي أم علي ) على زخات هذا المطر، وتناثر معاني الدُرر..
فما زالت ذاكرتي تستحضر طناجر الطبخ لاحتضان قطرات السماء المساقطة من سقف منزلنا بالفريج!
وكانت الابتسامات تتراقص على صوت سيمفونية البركة والغيث العميم.. والكل منا يُلملم بأنامله الطين بين الأزقة والطرقات..
فذاك ( يُثبر للماء )، وآخر يردم الأرض بالتراب لتمهيدها..
ونكتفي بقولنا الآن مع كل قطرة: " يا الله .. مع أسرع الأيام"، "وما أحلى اللمة والمحنّة"!
المهم يوم كنت في صف خامس ابتدائي بـمدرسة الجارود الابتدائية بالكوت من أحسائنا الحبيبة..
عينني أستاذي/ حسين بن عبد الرحمن الخميس رئيساً للإذاعة المدرسية، وكان ( وياي ومعي ) من ( حبايب ) الإذاعة والدراسة آنذاك من الشباب: أنور بن حسن المطر، فوزي بن عبد الوهاب العمار، أحمد العبدلي ( من القنفذة )، وكذلك باسم بن عبد الله بوخمسين، حسين بن ناجي الصفافير، محمد بن عبد الوهاب الحسن، زكريا المعمري وغيرهم ( إذا تذكرت أحد منهم راح ألحقه )..
!( ( عاد ) قولوا: ما شاء الله..
تراني أخاف من العين، والعين حق ههه )..
الشاهد في ذاك اليوم ما أحد من الشباب ( جاب وياه ) فقرة للشعر!
( چان أخمرها بجنون وحماس الطفولة وأتل المايك، وما أدري ويش السالفة )، وأجلجل بصوتي حتى الخالة أم خليل ( رحمة الله عليها ) بالفريج الشمالي قعدتها من نومتها.. وأقول هالأبيات الشعبية التي تحصلت عليها من قصاصة مجلة مرمية على وجه الأرض، ولا أعلم من الذي كاتبها حتى الساعة:
يا اللي أخذت القلب والعقل والروح
ليه التغلي ليه كل القطاعه
خليت جسمي يا أريش العين مجروح
مجروح من بعدك ولا لي شفاعه
اسهر طول الليل آون وآنوح
لني وحيدٍ فارقوني الجماعه
لاصرت في جلسات وضحكات وفروح
ما يستريح القلب لو كان ساعه
يا ريح عنبر دايمٍ ريحه إيفوح
خايف من يسرقه وخايف ضياعه
وشلون آخر حبنا آروح وتروح
واللي أخذته صار مثل البضاعه
.. ( صح الساني)، ( وصح بدنكم )
المهم انتهت الإذاعة المدرسية، وصعدنا الفصل..
وفي ذاك اليوم كل مدرس يدخل علينا بحصته ( يطالعني ) بابتسامة وقهقهة يخفيها بالغترة أو الشماغ (ههه)، ( والولد اللي اهوه آنّه ما أدري ويش السالفة والطبخه )..
من هنا يأتي الثناء لمن صنعونا في مدرسة الجارود الابتدائية، فلهم الفضل بعد الله عز وجل، والقُبل على الرأس والجبين:
ــ أ/ محمد بن علي الغريب
ــ أ/ حسين بن عبد الرحمن الخميس
ــ أ/ فهد بن أحمد السّعيد
ــ أ/ عبد العزيز البطاح
ــ أ/ عبد الله بوخمسين
ــ أ/ إبراهيم الملحم
ــ أ/ عبد اللطيف النعيم
ــ أ/ أحمد القصيمي
ــ أ/ أحمد الدرويش
ــ أ/ أحمد الملحم
ــ أ/ علي بوجبارة
ــ أ/ عبد الحميد المحمد صالح
ــ أ/ عبد الله النعيم
ــ أ/ زكريا (فلسطيني الجنسية)
ــ مشرف المقصف/ إبراهيم الدرويش
ــ المراسل الحنون جداً.. ( لدرجة أي طالب ينطق من الأستاذ أهوه يصيح قبله)،
وهو المرحوم الحاج/ محمد الجعفري ( عليه الرحمة)
ــ أ/ محمد البغلي ( رحمه الله )
ــ أ/ حمد بن حمد النعيم ( مدير المدرسة )
ــ أ/ سلمان المعيبد.
ــ أ/ أحمد المسلم ( وكيل المدرسة )
يا الله ما أجمل الطفولة بكل تفاصيلها...
أجزم أنا ( ألحين ) بـأنكم جميعاً استحضرتم شريط الذكرى والذكريات.. ( وقعد كل واحد منا يتبعه لحظة بلحظة )! )
وسوم: العدد 696