2016 عام ثقيل على المقاومة وعام 2017 ستكون أثقل في حال الإرباك السياسي القائم

أوضحت دراسة احصائية أعدها مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني منذ اندلاع انتفاضة القدس في أكتوبر عام 2015، حتى نهاية عام 2016 ومع دخول العام 2017 ، حدوث تراجع في الأداء المقاوم للاحتلال الصهيوني مع بقاء حجم الانتهاكات الصهيونية قائماً عبر سياسات ممنهجة لضرب صمود الفلسطينييين.

وأظهرت الدراسة للحصاد أن هناك تراجع شامل في حجم المقاومة خاصة في النصف الأخير للعام الماضي، بالإضافة إلى تراجع المتابعة الإعلامية، خاصة في ظل الواقع التنظيمي العام وهو الأضعف في تاريخ الحركة الوطنية، وتراجع الثقة الشعبية بشكل لم يسبقه من قبل.

وفي التفصيل الإحصائي كان الحصاد العام على النحو الآتي: بلغ عدد شهداء انتفاضة القدس التي اندلعت في أكتوبر العام المنصرم حتى نهاية عام 2016،  271 شهيدا، تصدرت مدينة الخليل قائمة المحافظات التي قدمت شهداء خلال انتفاضة القدس، بواقع 78 شهيداً، فيما بلغ عدد الإصابات نحو 20 ألف مصاب، توزعت بين مناطق الضفة الغربية والقدس  والأراضي المحتلة عام 1948 وقطاع غزة.

فيما ارتفع بشكل واضح حجم الاعتقالات في الأرض الفلسطينية منذ اندلاع انتفاضة القدس حتى نهاية عام 2016، فاقت الـ 10 آلاف.

وجاءت خسائر الاحتلال بنحو40  قتيلاً، و690 جريحاً في 126 عملة طعن، و29 عملية دهس، و112 عملية اطلاق نار، ومئات عمليات القاء العبوات الناسفة والحجارة والقذائف من غزة.

الشهداء

أوضحت دراسة احصائية أعدها مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أن عدد شهداء انتفاضة القدس التي انطلقت في الأول من شهر أكتوبر لعام 2015 ارتفع ليصل الى 271 شهيداً.

وأشارت أنه شهيدين من مجمل الشهداء يحملون جنسيات عربية، وهما كامل حسن يحمل الجنسية السودانية، وسعيد العمر ويحمل الجنسية الأردنية، فيما استشهد 263 من الضفة بما فيها القدس، و34 شهيداً في قطاع غزة، وشهيدان من أراضي الداخل المحتل.

أوضافت الاحصائية أنه منذ مطلع العام الجاري 2016، ارتقى 126 شهيداً.

وتصدرت محافظة الخليل قائمة المحافظات التي قدمت شهداء خلال الإنتفاضة، حيث ارتقى على أرضها 78 شهيداً، تليها القدس بـ60 شهيداً، ثم رام الله حيث ارتقى منها 26 شهيداً، ثم جنين بـ 21 شهيداً، ثم نابلس بـ 19  شهيداً، ثم بيت لحم التي سجلت ارتقاء 15 شهيداً، ثم طولكرم التي سجلت 5 شهداء، يليها محافظة سلفيت بـ 4 شهيداً، وقلقيلية بـ 4 شهداء، والداخل المحتل بشهيدين وآخريْن يحملون جنسيات عربية، فيما سجلت محافظات قطاع غزة ارتقاء 34 شهيداً.

ووفقاً للفئة العمرية، فقد استشهد خلال انتفاضة القدس، 78 طفلاً وطفلة أعمارهم لا تتجاوز الثامنة عشر، ما نسبته 29%،أصغرهم الطفل الرضيع رمضان محمد ثوابتة (3 أشهر) استشهد إثر اختناقه بالغاز الذي أطلقه جنود الاحتلال على بلدته بيت فجار ببيت لحم، وآخرهم الطفل خالد بحر (15 عاماً) في الخليل.

وبلغ عدد النساء اللواتي استشهدن في انتفاضة القدس، 24 شهيدة، بينهنّ 12 شهيدات قاصرات أعمارهن لا تتجاوز الثامنة عشر عاماً، أصغرهم الطفلة رهف حسان ابنة العامين والتي ارتفت في قصف اسرائيلي على غزة

وأكدت الدراسة على أن 80 % من الشهداء اعتمدت في مصير ابنها على الاعلام في تلقي خير الاستشهاد، فيما عبر 86% عن عدم رضاهم عن المؤسسات التي تتابع الشهداء، بالإضافة إلى اتهام أسر الشهداء الاعلام بالتقصير في متابعة الشهداء.

وعن التوزيعه الفصائلية ظلت فئة المستقلين تزيد عن حاجز 60 % من أعداد الشهداء في المجمل العام، مع بلوغ نسب المنظمين من الشهداء بنحو 23 % تقريبا والباقي من أنصار الفصائل.  

وقالت الدراسة أنه بالرغم من تسليم العديد من الجثامين التي كانت اسرائيل تحتجزهم، إلا أنه بقي 9 جثامين لشهداء من انتفاضة القدس ما زالت تحتجزهم.

وأشار المركز إلى أن احصائياته اشتملت على ثلاثة شهداء غير مذكورة اسمائهم في قوائم وزراة الصحة وهم الشهيد شادي مطرية من البيرة والشهيد نشأت ملحم من الداخل المحتل والشهيد خليل عامر من محافظة سلفيت.

الاعتقالات

وأشارت الدراسة إلى أن مجمل الاعتقالات التي نفذها جيش الاحتلال في مختلف مناطق الضفة الغربية بما فيها القدس وغزة والأراضي المحتلة عام 1948، منذ اندلاع الانتفاضة مطلع أكتوبر/تشرين أول من العام 2015 حتى نهاية عام 2016، بلغت أكثر من 10 آلاف حالة اعتقال، للفلسطينيين من كافة الأجناس والأعمار.

وأشارت الدراسة الى أن عدد الأطفال القاصرين الذين جرى اعتقالهم خلال انتفاضة القدس، بلغ عددهم 2300، و332 من النساء، بينهن عشرات القاصرات والجريحات بعد اطلاق جنود الاحتلال الرصاص عليهن بزعم محاولتهن تنفيذ عمليات طعن.

واعتقلت قوات الاحتلال 6 نواب في المجلس التشريعي منذ مطلع انتفاضة القدس حتى نهاية عام 2016، وحولتهم للاعتقال الاداري، ما زال 4 منهم رهن الاعتقال وهم "حسن يوسف، ومحمد النتشة، ومحمد أبو طير وعزام سلهب" فيما أفرج عن النائبين حاتم قفيشة وعبد الجابر فقهاء بعد قضائهم عدة أشهر بالاعتقال الاداري، وجميعهم من كتلة التغيير والاصلاح.

واستشهد في سجون الاحتلال خلال انتفاضة القدس أسيرين، هما الشهيد فادي علي أحمد دربي (30 عاماً) من جنين، وذلك بتاريخ 15/10/2015 في مستشفى "سوروكا" الاسرائيلي، نتيجة الاهمال الطبي، وكان يقضى حكماً بالسجن لمدة 14 عاماً، أمضى منها 10 أعوام في الأسر، والشهيد ياسر ذياب حمدوني (49 عاماً) من جنين بتاريخ 25/9/2016 ، بعد اصابته بجلطة قلبية حادة اثر الاهمال الطبي، وكان يقضي حكماً بالسجن المؤبد، وامضى 13 عاماً في السجون ، وكان يقضى حكما بالسجن المؤبد.

كما لم تقتصر عمليات الاعتقال على الضفة الغربية والقدس حيث تواصلت الاعتقال في الداخل الفلسطيني حيث تشير إحصاءات المركز إلى وجود نحو 700 معتقل في الداخل، منذ انتفاضة القدس، من أبرزهم رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح وقيادات حزب التجمع في الداخل، مع اندلاع الحرائق في الداخل المحتل اعتقلت قوات الاحتلال العديد من الفلسطينيين بتهمة "تسببهم في اشتعال الحرائق"، فيما تواصل سياسة الاعتقال في صفوف الفلسطينيين بالداخل المحتل بتهمة "التحريض عير مواقع التواصل الاجتماعي".

وعن اعتقالات قطاع غزة قالت الدراسة إن حالات الاعتقال جاءت أثناء مرور المواطنين على حاجز بيت حانون/ايرز، أو أثناء ممارسة الصيادين لعملهم، أو أثناء محاولات تسلل البعض الى أراضي الداخل المحتل.

اقتحامات الأقصى

وسجل المركز، أعداد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى طيلة العام 2016، حيث وصلت أعدادهم بالمجمل 16220، بينهم رجال المخابرات الاسرائيلية بلباسهم العسكري والمدني، وطلاب منظمات الهيكل المزعوم.

وكان المركز رصد منذ مطلع العام اقتحامات المستوطنين للأقصى، وكانت أعدادهم في شهر يناير/كانون الثاني 472 مستوطن، وخلال شهر فبراير/شباط وصل عدد المقتحمين للأقصى 840، وخلال شهر مارس/آذار بلغ عدد المقتحمين للأقصى 960 مستوطن، بينما ارتفع عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى خلال شهر ابريل/نيسان حتى وصل الى 1868 مستوطن، وفي شهر مايو/أيار اقتحم 850 مستوطن الأقصى، وخلال شهر يونيو/حزيران بلغ عدد المستوطنين المقتحمين للأقصى 1282، وخلال شهر يوليو/ تموز اقتحم 931 مستوطناً الأقصى، وارتفع أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى خلال شهر أغسطس/آب حتى وصل 1811، وكذلك في شهر سبتمبر/أيلول حيث وصل أعدادهم 1114، فيما وصل خلال تشرين أول/أكتوبر لـ 3 آلاف بسبب الأعياد اليهودية، وسجل شهر تشرين الثاني/نوفمبر اقتحام 1226 مستوطن للأقصى، وفي كانون الأول/ديسمبر اقتحم 1866 مستوطن للأقصى.

وشهد هذا العام، قرار سلطات الاحتلال بساعة اضافية لاقتحامات المستوطنين للأقصى، حيث يقتحمونه من باب المغاربة.

الخسائر الاسرائيلية

أعداد القتلى والمصابين

أشارت إحصائيات مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني أن عدد القتلى في العمليات الفلسطينية خلال انتفاضة القدس بلغت40  قتيلاً، و690 جريحاً.

ورصد المركز أن القتلى الصهاينة سقطوا في العمليات الآتية "قتيل في حادث سيارة ناجم عن رشق سيارة بالحجارة في مدينة القدس (في 13 سبتمبر 2015)، 2 في عملية إطلاق نار شمال الضفة الغربية على يد مجموعة تابعة لحركة حماس في 1 أكتوبر 2015، بالإضافة إلى 2 من القتلى في عملية طعن في البلدة القديمة بتاريخ 3 أكتوبر، كما شن فلسطيني هجوم بجرافة ضد حافلة في منطقة شرق تلبيوت مما أدى إلى مقتل 3 إسرائيلين في 3 أكتوبر 2015. كما قتل إسرائيلي في شارع ملوك اسرائيل في القدس بتاريخ 13 أكتوبر 2015 ، بالإضافة إلى مقتل 2 من الإسرائيليين في حادثة إطلاق نار في محطة الحافلات المركزية في بئر السبع 18 أكتوبر 2015". وتشير المعطيات إلى مقتل إسرائيلي في هجوم دهس على شارع 60 قرب كريات اربع جنوب الضفة الغربية بتاريخ 20 أكتوبر. كما قتل في عملية دهس قرب حلحول إسرائيلي 4 نوفمبر قرب حلحول جنوب الضفة الغربية، وقتيلين في منطقة عتنئيل جنوب الضفة الغربية في في 13 نوفمبر 2016، و 2 قتلى في عملية طعن في مدينة تل أبيب وسط إسرائيل 19 نوفمبر". بالإضافة إلى 3 قتلى في منطقة جوش عتصيون جنوب الضفة الغربية في عملية إطلاق نار بتاريخ 19 نوفمبر ، وقتيل في منطقة عصيون أيضا 22 نوفمبر 2016، وقتيل في منطقة بيت حورون في جنوب الضفة الغربية 23 نوفمبر". كما قتل إسرائيلي في ععملية دهس في مدينة القدس 23 \يسمبر، و3 قتلى في تل أبيب جراتء عملية إطلاق نار في 1 يناير 2016، و2 قتلى في عملية طعن في منطقة عتنئيل جنوب الضفة الغربية 17 يناير 2016، و قتيل آخر في منطقة بيت حورون جنوب الضفة الغربية جراء عملية طعن في 25 يناير 2016 ، وقتيل في مدينة القدس جراء عملية طعن في 3 فبراير 2016، وقتيل في عملية طعن في وسط الضفة الغربية 18 فبراير". بالإضافة إلى عملية قتل في منطقة جوش عتصيون 24 فبراير 2016، وقتيل في يافا شمال إسرائيل بعملية طعن بتاريخ 8 مارس، و4 قتلى في مدينة تل أبيب بعملية إطلاق نار بتاريخ 8 يونيو، وقتيل في منطقة كريات أربع 30 يونيو، وقتيل في عملية إطلاق نار جنوب الضفة الغربية في 1 يوليو 2016".

حول أعداد العمليات

أولا: عمليات الطعن: 126 عملية

تصدرت فيها مدينة الخليل عدد العمليات والمنفذين بواقع عام 48 % ثم تلاها مدينة القدس، ثم جاء أكثر العمليات قوة ما وقع في مدينة القدس والداخل الفلسطيني,

ثانيا: عمليات دهس 29 عملية

بلغت عمليات الدهس 29 عملية تصدرتها مدينة القدس والخليل وكانت عمليات القدس والخليل أكثر العمليات من حيث القتلى والإصابات في صفوف المستوطنين والجيش.

ثالثا: عمليات إطلاق النار

بلغ عدد عمليات إطلاق النار منذ بداية الانتفاضة نحو 112 عملية تحقق في 23 عملية إصابات، وكان لإحداها السبب الذي أدى لاندلاع انتفاضة القدس على يد مجموعة من كتائب القسام في مدينة نابلس ثم تلاها عملية الطعن لشهيد مهند الحلبي.

رابعا: أعمال مقاومة مختلفة

القاء الزجاجات الحارقة والعبوات الناسفة 1602 ، حوادث القاء الحجارة  5007، حادثة صواريخ من غزة 66 صاروخا، من الشمال 33 قذيف".

من جانبه قال مدير مركز القدس لدراسات الشأن الاسرائيلي والفلسطيني علاء الريماوي" إن المتغيرات العامة التي فرضتها الحالة السياسية على المقاومة كانت ثقيلة ومن بينها:

أولا : الانقسام: شكل الانقسام أحد الأسباب الرئيسية التي تسببت في ضرب انتفاضة القدس في مقتل، الأمر الذي ولد حالة من الاحباط غير المسبوقة على الساحة المجتمعية بعد هذا العطاء الكبير.

ثانيا: الارباك في البرنامج السياسي لحركة فتح: اعتماد حركة فتح على رؤية المفاوضات ومكامنها كمتغير لمواجهة الاحتلال واستمرار السلطة الفلسطينية بسلوكها القديم من تنسيق أمني وغيره، جفف منابع استمرار انتفاضة القدس خاصة بعد مشاركة السلطة في وقف المواجهة على نقاط الاحتكاك في المدن الرئيسية، بالاضافة إلى احجام حركة فتح عن المشاركة الواسعة في فعاليات انتفاضة القدس.

رابعا: لم تنجح حركة حماس والفصائل في خلق جبهة موحدة للدفع بمواصلة انتفاضة القدس الأمر الذي كشف ظهر الحالة الشعبية الفلسطينية.

خامسا: الحالة العربية وصلت في العام 2016 في ذروة الضعف بل التطبيع مع الاحتلال الصهوني الأمر الذي أدام حصار غزة بل وضع الحالة الفلسطينية أمام خيارات صعبة بعد محاولة فرض دحلان على الساحة الفلسطينية.

هذه المتغيرات وغيرها،  يجب أن تفتح مدارك الفلسطيني لنقاش استراتيجي معمق، خاصة في ظل قدوم ادارة اترامب للحكم في الولايات المتحدة والتي معها سيأخذ نتنياهو دعما مهما في تحقيق المخططات الصهيونية الثلاث التي يسعى اليها وهي:

أولا: تثبيت خارطة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس بما يحقق سيطرة على مساحة تصل ل 68 % من الأرض الفلسطينية في حدود 67 وهو الامر شبه القائم.

ثانيا: تحقيق حالة من التقسيم للمسجد الأقصى والبلدة القديمة تضمن يد عليا عليهما، الأمر الذي ما زال الاحتلال يسعى له.

ثالثا: تثبيت حالة انفتاح مع العرب والمسلمين خارج العلاقة مع السلطة الفلسطينية وبوابة نتنياهو في ذلك عديد الأطراف في الأرض العربية.

الخلاصة: مالم يحقق الفلسطيني وحدته، وبناء برنامج سياسي يعترف بالمقاومة ويعزز حالة الثقة المجتمعية سنكون أمام ثلاثة أعوام قادمة هي الأخطر في التاريخ الفلسطيني الحديث. 

وسوم: العدد 701