سلمان بن عبد العزيز رائد رسالة حضارية راشدة
اتصل البروفيسور كرينك ديفيد وهو زميل أكاديمي أمريكي قديم يسألني قائلا:إنني ومجموعة من الزملاء نتابع بتأمل عميق جولة الملك سلمان لعواصم بلدان نصف الكرة الشرقي..ونتساءل ما هي الرسالة التي يريد الملك سلمان تبليغها للقوى السياسية الإقليمية والعالمية..؟ولكونك مهتم بالشأن السعودي ومتابع لنشاط أحداث العالم رغب الزملاء أن أتصل بكم نلتمس منكم الإجابة عن تساؤلاتنا:سلمان إلى أين..؟وما هي رسالته للقوى العالمية في سياق الأحداث المخيفة والمرعبة على أكثر من صعيد إقليمي ودولي..؟فشكرته ومن معه على اهتمامهم بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- سلمه الله تعالى- وقدرت لهم ثقتهم واختياري للإجابة عما يتساءلون وعما هم في حَيْرَةٍ من أمرهم بشأنه..ثم قلت:فأنا لست مخولاً ولست مؤهلاً لتقديم إجابة دقيقة عن حقيقة مقاصد الملك سلمان في جولته الميمونة..فهذا أمر يُسأل عنه من لهم صلة بمواقع القرار السياسي السعودي وأنا بكل تأكيد لست منهم..أما بصفتي متابعاً ومهتماً بما يجري إقليمياً وعالمياً وبصفتي مفكراً يُخذُ منه ويُردُ..فباستطاعتي أن أقول وباختصارٍ شديدٍ:حقاً وبكل تأكيد فإن المسيرة البشرية اليوم في خطر مدمرٍ مرعب..وبكل تأكيد فإن من يقف وراء هذا الخطر وحرائقه الماحقة هي دولة إيران الفارسية بتنسيق وتعاون مع الصهيونية العالمية..من أجل إعادة ترسيم العالم- بزعمهم- من جديد دينياً وثقافياً وفكرياً بما يخدم أهدافهم وغاياتهم الماحقة المرعبة..ونقطة انطلاق استراتيجيتهم المدمرة هي إشعال نيران الحروب لتدمير بلدان العالم ودفع المسيرة البشرية إلى حالة من الفوضى والتيه..ليتولى مواقع القرار فيه زمرٌ من حمقى البشر ومجرمي الحروب وصنَّاع الموت والدمار..ليكونوا- حسب هوسهم- من بعد أي(الفرس والصهاينة) المنقذون والمخلِّصون من خلال صياغة جديدة لذهنية الأجيال وضمائرهم على النحو الذي يحلمون به ويهذون..وبعد:فهل يُعقلُ أو يستقيمُ بحالٍ من الأحوال أن يتركَ عقلاءُ العالم أمر البشرية ليؤولَ إلى من يعتقدون وتهوى نفوسهم وأرواحهم لعق الدماء وتمزيق الأجساد حتى أجسادهم وأجساد أطفالهم بأيديهم..؟والمملك العربية السعودية بصفتها دولة حضارية عادلة أمنة راشدة..وبصفتها من أوائل الدول المؤسسة للأمم المتحدة التي جاءت لتنقل المسيرة البشرية من الفوضى والدمار إلى الانتظام والبناء..لتجدُ نفسها مسؤولة بجدية وإخلاص عن حماية المسيرة البشرية وتحصينها ممن يريدون بها الدمار والهلاك..وهنا أقول لك ولزملائك يا بروفيسور ديفيد:أن الملك سلمان بن عبد العزيز وهو يقوم بهذه الجولة المباركة لشرق الأرض وما سيأتي من جولات لغربي الأرض..أنما يسعى بفهمي لأمرين اثنين:الأول،الارتقاء بمصالح بلده وشعبه وتوفير المزيد من سبل التعاون والتنافس مع إخوانه وزملائه من زعماء العالم لإعلاء صروح التنمية والازدهار للجميع..أما الثاني،فهو التعريف بنهج المملكة العربية السعودية أنموذجاً حضاريَّاً إنسانيَّاً عادلاً رشداً أسس من أول يوم على حب الخير وحب الغير وإقامة العدل والأمن والسلام لجميع البشر بدون استثناء..هذا باختصار ولكم وللزملاء خالص التحية والتقدير.
وسوم: العدد 711