يوميات سجين تدمري
يومياتي في تدمر. …… ٧
معارك في تدمر قضاها رجالٌ عزل بين عين ومخرز فوالله لكانت العين أشد ضراوةً من رمح لامن مخرز..فقد ظهر بيننا رجال لا اقول انهم مثل الصحابه ولكن على نهجهم ساروا وبسنة نبيهم تمثلوا.. عدنا من الحمام ولبسنا ثيابنا وجلسنا نفكرفنحن نخاف المجهول ونمل من الواقع وبينما نحن في تفكيرنا
سمعنا اصوات حركة في الباحه فبدأت النفوس تتلوى تريد ان تعرف ما الخطب فابى رئيس المهجع علينا النظر من منافذ الباب خوفا من ان يرانا احد فنعاقب
بحجة منهم فنحن نلقى اشد العذاب بلا سبب لكن اصرارالشباب على معرفت حركة الباحة وقد قرر.فرز احدنا لمراقبة الحرس من فوقنا اذن لنا رئيس المهجع فنظر احدنا فاذا بشباب سموه في ما بعدبالبلديه يحملون دست( جاط) فيه شاي
ودست آخر لانعلم مافيه حتى اكتمل توزيع المهاجع وجاء رقيب ومعه شرطيين وكنا اول مهجع ففتح الباب وتمت المراسيم المعتاده المهجع جاهز للتفتيش امرنا ان يخرج ثلاثه منا اثنان للشاي وواحد للجاط الثاني ودخلن الطعام واغلق الباب علينا وتابع الرقيب توزيع الطعام للمهاجع الاخرى
الشاي يحمل من الدسم الكثير وكانه مطبوخ بالسمن لا بالشاي وأما الجاط الثاني ففيه اربع قطع من الجبنه قدرنا كل .قطعه باقل من الكيلو غرام ومعه كيلو كاملا من الزيتون...ولكن كيف نأكل وليس عندنا خبزا وليس عندنا كاسات اوشئ نسكب فيه الشاي ونحن نتداول الامر اذ بالحرس من فوقناكعادته يدق على الشراقه… رئيس المهجع ولك ...فجاء رئيس المهجع راكضا حاضر
حضرة الرقيب .....ليش ماعم تاكلوا. فأجاب رئيس المهجع شلون بدنا نأكل سيدي وقبل ان يكمل رئيس المهجع قوله وكان يقصد انه لا يوجد مانسكب فيه الشاي ولا يوجد خبز عندنا..فبدأ الحرس بالاستهزاء شلون بدكن تاكلوا ليش ما بتعرفواشلون تاكلوا بدك اياني اعلمك كيف بدكن تاكلوا ولك شو امهاتكن ماعلموكن كيف تاكلوا ولك بدكن تحكموا البلاد
ومابتعرفوا كيف تاكلوا ...وهو يوبخنا كان رقيب توزيع الطعام قد عاد من التوزيع فناداه الحرس حضرة الرقيب ....
حضرة الرقيب شوفي حرس ...قال مهجع ٢٥ مابيعرف ياكل.. آفيك تعلمون كيف ياكلوا فتح الرقيب شراقه الباب وهي فتحه في وسط الباب تغلق وتفتح من الخارج ...شو رئيس المهجع بدك من يعلمكن تآكلوا . لا سيدي بس ما عندنا خبز ولا زبادي ولا كاسات هه وبدك زبادي ولك كلب شرْقُوِن شرق والضهر بجيكن الخبز حاضر سيدي ذهب الرقيب وبقي الحارس منفردا بنا فنادى رئيس المهجع وقال بعتلي حمارمن هدنّ الواقفين لوحدن فأخذ رئيس المهجع بواحد ممن اشار اليهم وجاء به لتحت الشراقه شو ولاقرد مافطرت ....لا سيدي لسه مافطرت ..
ولك رئيس المهجع ليش مانك مفطرو... حاضر سيدي هلق بفطرن... يالله شربه شاي حاضر حاول الاخ ان ياخذ برأس اخينا ليشربه فلم يستطع لان الاخ ابى.فنادى الحرس رئيس المهجع دز رآسو بالشاي عمقلك ولك كلب
رئيس المهجع ثم جيئ بآخر ثم بآخر حتى لم يبق من الشاي الاالقليل مع اننا لم نشرب منه قطره لكنه ذهب بشعورنا ورقابنا واجسادنا اما مابقي فامررئيس المهجع ان يسكبه على احدنا وهو يقول
تعلمت تاكلوا ولك رئيس المهجع.... حاضرسيدي نعم تعلمنا... ولك هيك بتاكل انت والحمير الي معك مفهوم ولك رئيس المهجع... نعم سيدي مفهوم ثم تركنا وانصرف
والى لقاء مع حدث آخر من ايامي في تدمر
وسوم: العدد 713