حوار

عبد المنعم الجاسم

قالت ، وأعجبني المقالْ 

من أنتَ . قلت : أنا طلالْ

قالت : من طلال ، قلت : والله ما بعرف ، لكن حبيت أجيبها عالقافيه ..

قالت : الله لا يعطيك العافيه ..

ومثل هذا كثير ، خذ على سبيل المثال لا الحصر :

قالت وأعجبني الكلام

من أنت قلت أنا هشام 

و : قالت وقد بدأ الخريف

من أنت قلت أنا شريف (شحادة)

و :

قالت وقد رأت البعيرْ 

هل أنت بشار الحقير ..

و:

قالت وقد ذكروا الشآمْ

أرأيت فعل ابن الحرام ..

المهم ، باستثناء البيت الأخير ، قلت له : ليس هذا من الشعر في شيء ، إنما هو صف حكي من (أبو ريالين) .

فانتفض صاحبي ، وقال : ما هذا بنقد ، إنما هو حسد وحقد . هات دلني على خطأ لغوي ، أو كسر عروضي .

قلت له : كسّر الله حنكك ، علامَ أحسدك ، أعلى البردة ؟

فوالله ما رأيت لك سوى الخردة .

فأزبد وأرعد ثم هدد وتوعّد ، ثم فكر وفكر ، فلمعت عيناه كالواجد شيئا كان ضيعه ، وقال : إذن فما تقول بقول ابن أبي ربيعة :

قالت الكبرى : أتعرفن الفتى ؟

قالت الوسطى : نعم هذا (حمَدْ) 

قلت له : تضرب منك لابن أبي ربيعة ، (زاتنْ) إنتو أشعر من بعض ، فإن يك جرير الشاعر قال : ما زال فتى قريش يهذي ، حتى قال الشعر .

فإني أقول : ما زال فتى قريش يهذي حتى سنة ٩٣ للهجرة ، وهي سنة وفاته ، غفر الله له ، ولعن روح السيّد الرئيس حافظ الأسد ..

زاتن : كلمة تركية الأصلية ، معناها (أصلًا) ..