هل يستثمر العرب قرار "اليونسكو" إلغاء سيادة الكيان على القدس المحتلة؟؟

القرار الأخير الذي صدر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) بخصوص إسلامية وفلسطينية القدس ولا سيادة للكيان الصهيوني على القدس المحتلة؛ هو قرار أممي جدير بالاهتمام وإن سبقه قرارات أممية مشابهة، ويجب علينا كفلسطينيين وعرب استثمار هذه القرارات المهمة الصادرة عن المؤسسات الأممية .

إن قرار (اليونسكو) بشأن السيادة على القدس المحتلة يحمل أهمية كبيرة على الصعيد الأممي والدولي في تجريم الكيان الصهيوني، وفضح ممارساته الاحتلالية التهويدية في القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، حيث صادق المجلس التنفيذي لمنظمة (اليونسكو) على "بطلان" إجراءات دولة الاحتلال (الإسرائيلي) في مدينة القدس المحتلة، واعتبار جميع انتهاكات وإجراءات الاحتلال في القدس منذ عام 1967م  " لاغية ولا قيمة لها؛ كونها صادرة من قوة احتلال ليس لها شرعية" .

 وينص القرار الأممي على أن "البلدة القديمة في القدس فلسطينية خالصة لا علاقة لها باليهود، مع التأكيد على تاريخ المدينة وتراثها الحضاري المرتبط بالمسلمين والمسيحيين".

 ورغم صدور القرارات الأممية بشأن القدس المحتلة إلا أن الكيان الصهيوني يضرب عرض الحائط هذه القرارات ولا يعترف بالمنظمة الأممية، ويواصل الكيان تنفيذ مخططات التهويد والاستيطان في القدس المحتلة، فيما يستعد الصهاينة تدنيس باحات الأقصى  والإعلان عن مشاريع تهويد القدس وهم يحتفلون بمرور (69) عاما على اغتصاب أرض فلسطين وقتل الآلاف وتهجير أكثر من 800 ألف فلسطين في نكبة عام 1948م.

إن سلطات الاحتلال تعمل ليل نهار على تهويد القدس و طمس معالم مدينة القدس التاريخية والحضارية والدينية وتغيير طابعها العمراني إلى الطابع اليهودي الأوروبي الحديث .

إن قرار (اليونسكو)  يؤكد على أهمية وموقع مدينة القدس و ضرورة الحفاظ عليها من التدمير والتهويد والاستيطان الصهيوني، حتى تبقى القدس منارة حقيقية لكافة الديانات السماوية ويؤكد القرار على ضرورة حماية  الإرث التاريخي والحضاري في مدينة القدس المحتلة من التهويد والتدنيس .

ويؤكد كاتب السطور على أن القرار الأممي أغضب المسؤولين في الكيان الذين وصفوا (اليونسكو) أنها تحقد على اليهود وتشكل خطرا عليهم،  حيث قررت الحكومة (الإسرائيلية ) برئاسة (نتنياهو)، تقليص ما يقدمه الصهاينة من أموال للأمم المتحدة ووصف (نتنياهو) القرار "بالغريب والسخيف "  مشدد على أن (إسرائيل) لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ذلك وستعاقب الدول التي صوتت للقرار ودعمته، وستبذل حكومة الكيان جهودها لكي ينخفض عدد الدول الداعمة لهذا القرار إلى صفر، فيما استدعت وزارة الخارجية في الكيان السفير السويدي لديها (كارل نيسر) بعد تصويت السويد للقرار وقامت بتوبيخه على سلوك دولته ودعمها لقرار ( اليونسكو) .

ويشدد كاتب المقال على أن الرئيس الأمريكي (ترامب ) تعهد أن يق بوجه  كافة القرارات والمشاريع الأممية الصادرة ضد الكيان؛ حيث شددت ممثلة الولايات المتحدة  في المنظمة الدولية (نيكي هيلي) و قالت " لن نسمح بتمرير أي قرار أممي ضد (إسرائيل)".

 ورغم هذه الجهود الأمريكية الإسرائيلية ضد المؤسسات الأممية إلا أن هذه الجهود باءت بالفشل الذريع وسط استمرار صدر القرارات الأممية ضد الكيان الصهيوني، وهذا يمثل دعم للفلسطينيين في استمرار جهودهم الدبلوماسية، واستثمار الزيارات الخارجية للفضح جرائم الكيان الصهيوني في القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، وضرورة مواصلة الجهد الدولي الفلسطيني ليل نهار من اجل مواجهة حملات التشويه والتهويد الأمريكية الإسرائيلية ضد القرارات الأممية الداعمة لفلسطين، حيث يدرك الضجة الدولية الكبيرة لهذه القرارات على الصعيد الأممي والدولي، ويدرك مدى الصخب والتأثير لهذه القرارات الأممية على دول العالم وخاص القارة الأوروبية .

ويرى كاتب المقال أن نضالنا الفلسطيني الأممي والدولي لابد أن يشتد في الدفاع عن  تراثنا وثقافتنا وتاريخنا في القدس والمسجد الأقصى، وسنقف في وجه حملات الطمس والتهويد والتشويه التي يقودها الكيان الصهيوني، وسنعمل على استثمار كافة القرارات الأممية والدفاع عن القدس والمسجد الأقصى بكل ما نملك من قوى وسلاح دبلوماسي وخارجي وسلاح شعبي وجماهيري، حتى نحافظ على القدس وتاريخها وأصالتها وعراقتها الإسلامية الخالصة.

ويجب على منظمة (اليونسكو) الإسراع بإرسال بعثات أممية تفتيشية دائمة للبحث في جرائم التهويد والاستيطان في القدس المحتلة، ووقف هذه الجرائم الصهيونية التي تستهدف بنية المدينة المقدسية التاريخية والحضارية والدنية وطمس المعالم الإسلامية العربية للقدس والمسجد الأقصى المبارك بهدف هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم .

يجب على الدول العربية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي التحرك لإنقاذ القدس مما يحدث فيها من جرائم تهويد واستيطان، وضرورة استثمار هذه القرارات الأممية الهامة في إجبار الكيان الصهيوني على وقف الجرائم المتواصلة المتمثلة في عمليات التنقيب وحفر الأنفاق أسفل أساسات المسجد الأقصى والاستيطان وتهجير الفلسطينيين من  مدينة القدس ومضايقتهم في الدخول والخروج من وإلى المدينة ووقف كافة القرارات غير المشروعة في مدينة القدس والعمل على حماية إرث وثقافة وتاريخ القدس، عاصمة دولة فلسطين من تشويه الوجه الحضاري للمدينة المقدسة.

وأخيرا فإنه من الضروري أن تقوم المؤسسات الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية باستثمار هذا القرار الأممي الهام ومواصلة فضح جرائم الكيان الصهيوني في القدس المحتلة وذلك للتصدي لمشاريع التهويد والاستيطان الصهيوني التي تنهش في القدس والمسجد الأقصى المبارك..

وسوم: العدد 719