ويأتيك بالأخبار من لم تزود !
أخبار تسر الفؤاد ، وأخبار تدمع العين ! نبدأ بالأخبار السارة :
١/ أقيم في مركز الدعوة القرآنية في مدينة نسيب مسابقة لحفظ القرآن الكريم ( جزء تبارك وجزء عمّ ) للأطفال ، بكيت لمّا رأيت أطفالنا وهم كالفراخ الزغب هجّروا من وطنهم بالقوة وبالظلم والبغي وباسم الارهاب ؟
استمعت إلى صغيرات كسرب القطا يتلون آيات الذكر الحكيم وهن بعيدات عن أرض وطنهم المستباح من كل وحوش الأرض ، وكان أمام الصغار من الجنسين علم تركيا الدولة المضيفة ، حيا الله رئيسها وشعبها فقد فتحوا لنا أجواء الحرية والكرامة ، في وطننا مع الأسف يحتاج مثل هذا الجمع إلى موافقة أمنية من غربان النهار وزوار الفجر ، وقدمتُ الجوائز النقدية للأطفال الفائزين تبرع بها أهل الخير من أبناء سوريا الأحرار الذين شردتهم الرسالة الخالدة !
وأنا وبكل جلال أقدم شكري ودعائي لمن أشرف على هذا الجمع المبارك وخدم دينه وكتاب ربه في ديار الغربة من معلمين ومعلمات حياهم الله وجزاهم المولى كل خير .
٢/ في مساء يوم الأحد زارنا محاضرا في بيت الدعوة الشيخ الداعية الدمشقي محمد حمادة صاحب العمامة الناصعة والجبة الرائعة خريج مدرسة الشيخ حسن حبنكة وكلية الشريعة بجامعة دمشق ، مؤسس البيت الشامي للدعوة في عنتاب ، عضو جمعية دعم التعليم الشرعي في الداخل السوري ، عضو مجلس شورى رابطة العلماء السوريين ، ألقى محاضرة عن ( الوحدة الاسلامية ) وتحدث عن معوقاتها وأهمها الفكر التكفيري ، هذا الرجل يأسرك بتواضعه ، ويسبي عينيك بعزيمته على دعوته ، متواضع خلوق بسمته لا تفارق شفتيه حياه الله .
زارني زيارة في الله فلمست منه الأدب الجم والعلم الوافر وهذا ما أوجب حضور محاضرته بالرغم من مرضي ، فسحرني بيانه وهزني وافر علمه وسعة اطلاعه وعيشه واقع المسلمين بفهم وعناية .
الشيخ حمادة أكبر وأعظم من أن يعرفه مثلي ، فقد لمست فيه العلم الغزير والفهم المنير ولولا خوفي من امتناعه لقبلت يده مع الحضور واكتفيت بقبلة لعمامة تعلو وجه المنير ، ووضعت صورته في الذهن مع صور العظام من أمثال القسام وأحمد ياسين والشيخ مصطفى الزرقا ووالده الشيخ احمد الزرقا رحمهم المولى .
حيا الله أخانا المحاضر وأثابه عن كل خطوة خطاها للوصول إلى إخوته ، ملا الله قلبه هداية ، ووجهه ضياء ، ولسانه فصاحة وبلاغة ، وحقا إن من البيان لسحرا .
سلام عليك أخانا الكريم وأكثر المولى في دعوة الحق من أمثالك ، ولا تنسى قول علماء الحديث المكرر أحلى ، أهلا بك ضيفا كريما فعلا إن شاء الله نزلت سهلا ولقيت أهلا ، حياك المولى ورعاك وسدد على الحق خطاك .
٣/ أما مايدمع العين :
ففي الهجمة الشرشة على هذا الوطن الجريح وباسم السكن قرب المقامات هجّر الآلاف من وطنهم ، من حي الوعر من مدينة خالد بن الوليد رضي الله عنه ، وسكن الدور فرس اعاجم ؟
هذا بمقياس العروبة جريمة وبمقياس الإسلام ظلم وعدوان ، بل فجور وطغيان يبوء بعاره ويحظى بشناره تلاميذ الرسالة الخالدة وشبيبة عفلق وأحفاد حمدان قرمط ، واستقبلت مدينة الباب بعضا منهم على الرغم من جراحها وآلامها وغادر البعض إلى من اسموه بلاد العرب أوطاني ! وكل العُرب إخواني ؟
وعاش المشردون في دول الجوار ، وطردت بعض الدول المغاربية بعض اللاجئين ، للأسف بلد المليون شهيد في الحرب ضد فرنسا القائلين بعد التحرير مبروك يامحمد عليك الجزائر عادت إليك .
وذهبت فرنسا وبقي عملاؤها أبناء العلمانية الذين قطفوا ثمار الجهاد ولا أقصد الشعب ، لذا طردوا بعض جنود محمد عليه السلام المشردين تحت كل كوكب وتركوهم في العراء ولتسقط الشهامة العربية وإلى النسيان والإهمال ياتعاليم محمد صلى الله على محمد ، القائل ( يابني هاشم لا يأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم )
وتحركت النخوة في عمامة بيضاء وفتحت بلادها للمهاجرين من ديارهم ، أجل تحرك القائد العربي حفيد سيدنا بلال الأسود رضي الله عنه ، أجل وبكل فخر نقولها جاء عمر البشير حاكم السودان بطائرة تحمل النجدة العربية .
عمر البشير يحمل اسم سيدنا عمر رضي الله عنه الذي جاء في عام الرمادة بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم واستسقى به المطر ، فهل نجد في أمة العرب من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر مثل العباس رضي الله عنه يُنزل به عمر قطر السماء ؟
أجل نقول ماقاله المثل ( إياك أعني واسمعي ياجارة ) عتبا على إخوة كرام أمثال المنصف المرزوقي ؟ واستغرب كيف غاب الغنوشي عن مشهد النجدة وهو الأسد الهصور ؟ استغرب كيف لم ينهض حزب النهضة لنجدة أطفال المسلمين فهم يمثلون النهضة الإسلامية؟ فلماذا لم ينهضوا ؟
حيا الله الفقيه ابن حزم الاندلسي يقول لمن لايجد القوت في بيته كيف لايخرج إلى الناس شاهرا سيفه !
صلى الله على نبينا محمد القائل ما آمن بي من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع وهو يعلم به ) رواه الطبراني
فما بالك بالعريان والجوعان !
والمطرود من وطنه مصيبته أكبر من العري والجوع ؟
ياعمر البشير ياحاكم السودان ياجابر عثرات الكرام أزحت العار عن كل أمة محمد عليه السلام
لا أقول شكرا لك فملائكة السماء تقول شكرا شكرا ياعمر حياك الله وبياك .
أيها العلمانيون لا تخدعوا أمتكم بشعارات فارغة : أمة عربية واحدة ! ذات رسالة خالدة !
فقديما قيل الصديق عند الضيق ، وهل ضيق أبشع من التشرد والطرد من الوطن ؟
أيها العجوز الجزائري انتظر غضب رب السماء الذي دمرّ بثواني مدينة أغادير اللاهية ، إنه موجود ولكنه سبحانه يمهل ولا يهمل !
بلاد أوربا تستقبل وفود المهجريين وتكرمهم ! ابنتنا في ألمانيا مع أولادها وزوجها يعطون منزلا وراتبا ! ماذا أقول ؟ :
شكرا ميريكل وعزاء ياأمة العرب من المحيط إلى الخليج .
شكرا أردوغان استقبل ٣ ملايين لاجىء والعرب يطردون ٤٥ أسرة في الصحراء المغربية ؟
ياللعار ياملك المغرب ؟
لقد غطت النخوة الإنسانية الأوربية مع الأسف الشهامة العربية ، واخجلتاه ؟
ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وفرجك ياقدير .
وسوم: العدد 720