من الذاكرة
اليوم الأربعاء في ٢٨ /١٠ ٢٠١٦ ،جلست كعادتي امام الحاسوب اتصفح فيه ماتيسر لي من الأخبار حسنها وسيءها وأثناء تجوالي في صفحاته وقعت على قصيدة غناها مطرب تونسي شهير يدعى لطفي بؤ شناق ،استهواني عنوانها ففتحت الفيديو ،على عوده غنى :خذوا المكاسب ،خذوا المناصب ،لكن خلوا لي الوطن ٠
استمعت اليها بكاملها ،اعجبتني كلماتها ،اعجبني تاثر المطرب بمعانيها حتى وصل الى البكاء وكدت ابكي معه ،ولكن أدركني حال بلدي سوريا فشردت واستطردت بأفكاري .
تذكرت وطني المسلوب سوريا ،كيف وصل اليها حفنة من الغرباء شوهوا فيها وجدان الامه ولطخوا شرفها وكرامتهاووحدتها الوطنية والقوميه ،كيف جاءها مملوك أسدي فأحالها الى لعنة في التاريخ ،لقد فرق ومرتزقته كل سبل المحبه والألفة لساكنيها ،كيف فصل الارض عن الشعب وأجره للغرباء بحيث لم يترك محتلا الا واستقدمه اليها .
تذكرت ما كتب عن الثورات في العالم قديمه وحديثه وكيف كانت ثورات عظيمه كالثورة الفرنسيه والإسبانية والجورجية وبحثت عن خصومهم كي أقارنهم بحافظ الاسد وولد بشار فلم اجد اعتى وأقسى واحط اخلاقا منهم بالرغم بان ثورتنا السوريه تتفوق في معاييرها وأخلاقياتها ومناقبها على العديد من الثورات العالميه .
اي حكام هؤلاء الذي ابتلى فيهم شعبنا العظيم ،حكام خرج الكبير فيهم يضحك ويقهقه حين اغتسلت شوارع درعا بدم الشهداء ، حكام أطلقوا سراح المجرمين من سجونهم وسلموهم الاسلحه الفتاكة ليدعوا بأنهم يحاربون الاٍرهاب ، حكام سرقوا مال العباد ووضعوه في حسابات بنكيه يديرها المرتزقة من أقاربهم في روسيا والصين ودبي ،ينامون في قصورهم هانيءنين بينما ثلاثه عشر مليون من شعب سوريا اما مهجر او نازح او لاجيء ،حكام يقولون بان أهل السنه الذين عايشوا كل المذاهب والديانات اكثر من الف عام دون ان تهتز قيمهم الحضارية قيد أنمله ،حكام يصلون كل عيد كذبا ونفاقا وفي الوقت نفسه يهدمون المساجد وأماكن العباده ،،، حكام يتحدثون عن السيادة ويستدعى كبيرهم الى روسيا وينقل بطائره روسيه سرا وكأنه لص حرامي .
عزيزي لطفي بو شناق علهـ
لقد غنيت بصدق وبلهفة ،،خذوا المكاسب ، خذوا المناصب ولكن خلو لي الوطن ،،بدون شك الوطن غالي ،هو الريءه التي نتنفس منها شريطة ان نتمتع في ربوعه بحياة كريمة أمنه ،عندما يكون هو المساواه والعدل بين الناس دون تمييز ،عندما يكون هو الذي يحمي حقوقنا ويحفظ حريتنا وكرامتنا ، أريده خال من العلل والفساد عندها خذ مني انتماء يحاكي الالتحام الذي لاانفصال بعده ،، اما دون ذلك فلا وطن ولا قداسه ،ان مثل هذا الوطن لا يستحق منا إنزال دمعة من اجله ،،لان وطننا هاجر معنا وهكذا جنى عليه وعلينا الغرباء .
أقول لك ياعزيزي لطفي لقد كان وطننا هو قطعه من العذاب ليس فيه كرامه لأحد ،الا لمن اغتصبوه ،يعمل الشباب فيه كي يجدوا الفرصة لفراقه ويجتهد الذين خارجه ان لايجبروا على العودة اليه ،عذرا أيها الوطن هكذا أراد لك المجرمون ان تكون .
لهذا كله يا عزيزي لن أعطي لمن اغتصب وطني وشردني لا مكاسب ولا مناصب بل ساقاتله بكل الوسائل والسبل حتى اعود والوطن الى ارضنا السليبه ،الان لقد اتسعت امامي الأبعاد الواسعه لمفهوم الوطن والمواطنة ،ان موعد العودة بات قريبا وسوف ادعوك لزيارتنا في ربوع سوري الحبيبه
وأخيرا أودّ ان أقول لك وبكل احترام وتدير لك ولفنك وضميرك الحي انني :
كنت مشغوفا به عندما كان شجرا لا يبلغ الطير ذراه
لايبيت الليل الا دونه حرس يرشح. بالموت ظباه
لإيراني الله ارعى وطنا ساهل الاكتاف من شاء رعاه
قال احد الحكماء :كيف تريدني ان أعيش في وطن ليس لي فيه نصيب برغيف
مع تحياتي
الدكتور اكرم حسين الدهون
أستاذ في القانون الدولي
وسوم: العدد 720