مركز رؤية يعقد ندوة بعنوان :الواقعية السياسية في وثيقة حركة حماس
عقد مركز رؤية للدراسات والأبحاث ندوة سياسية بعنوان الواقعية السياسية في وثيقة حركة حماس، وذلك بحضور كل من رئيس مركز رؤية الأستاذ مصطفى زقوت، والدكتور احمد يوسف عن حركة حماس وأ.خالد البطش عن حركة الجهاد الإسلامي والرفيق حسين منصور عن الجبهة الشعبية، ود. علاء أبو عامر الدبلوماسي والباحث الفلسطيني.
وأدار الندوة د. إبراهيم المصري والذي بدوره طرح العديد من الأسئلة على الدكتور احمد يوسف، منها توقيت هذه الوثيقة؟ وهل جاءت نتيجة ضغوط داخلية ام خارجية؟ وهل تشكل بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية؟ وهي سنرى تغييرا على ميثاق الحركة الداخلي؟ وبدوره أجاب الدكتور احمد يوسف على هذه التساؤلات مستعرضا ظروف نشأة الحركة ونظامها وانتقالها الى مرحلة الحكم والمتغيرات التي طرأت على الواقع منذ الانطلاقة وصولا لعام 2017، الذي تم فيه الاعلان عن الوثيقة، وأوضح انه خلال العشر سنوات في الحكم كانت هناك تحديات في أمور الوثيقة وكلها خرجت على شكل بنود اما البرنامج السياسي لحماس فقد تعاطينا معه في الحكومة العاشرة وتشاورنا مع الرئيس محمود عباس، والحكومة الحادية عشرة كانت من اهم بنودها المقاومة وكنا نؤيد مواصلة أبو مازن في المفاوضات إذا فعلا كان هناك انجازاً.
وبخصوص التوقيت أشار أن له اعتبارات عديدة منها الوضع الدولي واستهداف الإسلام والمسلمين، وانكفاء المشروع الإسلامي للحكم في المنطقة، وأوضح بأنه بعد عشرين عاما من استلام خالد مشعل مسؤولية المكتب السياسي، حاول الرجل ان يتحمل كامل المسؤولية عن هذه التغيرات التي تتعلق برؤية حماس حول الدولة، ومن حق الناس ان تسجل اعتراضات لكن حماس مازالت تنتهج نهج المقاومة.
فيما تساءل الأستاذ خالد البطش ممثلاً عن حركة الجهاد الإسلامي هل هناك حل مطروح للقضية الفلسطينية بشكل عملي؟ ورأى بأن وثيقة حماس السياسية لها علاقة بالمجتمع الدولي، وانه في حال توفر حل دولي فهذا يتطلب حل للانقسام الفلسطيني لكن الواقعية السياسية التي ارادوها الاعتراف بإسرائيل والمفاوضات على حل الدولة بحدود 1967.
وأضاف بأن امر المفاوضات لن يجدي نفعا فقد رأينا وتابعنا على مدار فترة زمنية طويلة مسلسل التفاوض منذ لقاء حكم بلعاوي في تونس مع الصهاينة عام 1991م الى وقت اغتيال أبو عمار مرورا بالمبادرة العربية فالعرب قدموا كل شيء لإسرائيل، ولم يحصل أي جديد يذكر، فالواقعية السياسية هي مزيد من تفسيخ الامة وتعزيز قوة إسرائيل في المنطقة، وحاليا يدور الحديث عن التطبيع، بدليل عقد المؤتمر الإقليمي والمؤتمر العربي الإسلامي الأمريكي فهو يعني تكريس للتطبيع واعطائه شرعنه لذلك ليست هناك حلول حقيقية للقضية الفلسطينية ويجب ان نتعظ مما سبق على مدار 30 عاما، اما السؤال الثاني ما هي أولويات فلسطين اليوم، هل كسب تعاطف العرب وامريكا اما اولويتنا استعادة الوحدة، ايهما أولى كسب الراي العام ام ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني؟
وأشار بأنه حتى اللحظة لم نعتمد مبدأ المشاركة، ودعا إلى ترتيب البيت الداخلي والاستجابة لمتطلبات واحتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة ودعم صمودهم.
وأكد على خطورة مستقبل القضية الفلسطينية كون المطلوب هو تصفيتها، كما أن هناك بنود في وثيقة حماس نتفق معها برفض الاعتراف بإسرائيل واتفاق أوسلو ونرفض ما ترفضه حماس خاصة بما يخص المقاومة.
اما الرفيق حسين منصور عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية قال ان جميع الفصائل تمتلك وثائق سياسية ولها رؤاها لكن للأسف لم يتم ترجمتها على الواقع بشكل جدي،
وان غالبية الشعب الفلسطيني يعيش في حالة عدم التفاعل مع الواقع السياسي الذي يعشيه الشعب الفلسطيني وخير دليل على ذلك ضعف حجم التفاعل مع اضراب الاسرى الذي يصادف اليوم 27 لإضراب الكرامة، كما ان وثيقة حماس حملت جملة من المفاهيم والأفكار الهامة تتيح لها التعامل بواقعية سياسية على غرار ما كانت تتبناه سابقاً خاصة فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية، وأن الجبهة الشعبية تدرس حالياً إعادة التقييم للحل المرحلي وتفكر باستراتيجية جامعة للكل الوطني، وأن الحالة الفلسطينية لازالت تتعلق بأوهام مرحلية، والجبهة الشعبية لديها قناعة بأنه لن نصل لحل سياسي مع الاحتلال، فليس المطلوب منا الان وثائق لأنها تكرس الانقسام في الحالة السياسية، فالمطلوب ان تكون منظمة التحرير الجبهة الوطنية الجامعة للكل وان تكون حماس جزء من منظمة التحرير على قاعدة اصلاح المنظمة وفق أسس الديمقراطية والشراكة، وأضاف ان وثيقة حماس يجب ان يتم ترجمتها على أرض الواقع ضمن برامج اجتماعية وسياسية تجعل حماس تقترب من برنامج منظمة التحرير وتعزز من صمود شعبنا في إطار التوافق الوطني، كما تفعل الجبهة الشعبية من خلال تمسكها بالثوابت الوطنية وعدم الاعتراف باتفاق أوسلو.
فيما اعتبر الدكتور علاء أبو عامر الباحث والدبلوماسي ان البعض يصور وثيقة حماس كأنها انطلاقة جديدة لها، وهي غير ذلك فعلياً، ومن المتعارف عليه بأن حركة الاخوان المنبثقة منها حماس بطيئة التفكير وتعقد المشاورات ودائما المرجعية الدينية في السياسة مرجع كابح للتطور و التغيير، وان مطالبة حماس بالتحرير الكامل وبنفس الوقت توافق على دولة في حدود 1967 بمنطلق دولي إذا هناك تناقض، وحماس اختارت البديل.
واوضح بأنه كان ينبغي على حماس ان تتبنى مشروع بديل عن مشروع أبو مازن، فهي تستخدم اللغة الباطنية تقول الشيء ونقيضه، وختم حديثه إن هذا التحول جاء نتيجة التحولات التي طرأت على خفقان مشروع الإسلام السياسي في المنطقة التي كان مدعوما من قبل المجتمع الدولي.
وفي نهاية الندوة تم فتح باب النقاش والمداخلات، ورد الدكتور احمد يوسف على المداخلات التي أكد فيها بأن حماس لن تكون بديلاً عن منظمة التحرير الفلسطينية ولا تفكر ابدا بذلك، وان فتح وحماس مازالتا تتصدران المشهد، فعندما خاضت حماس الانتخابات في عام 2006 كانت نسبة الحركتين 95-97% واليوم حماس وفتح نسبتهم في المجتمع الفلسطيني من 70-71%.
كما دعا رئيس المركز الاستاذ مصطفى زقوت إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تشمل الكل الفلسطيني، والعمل الجاد على إنهاء الانقسام الجزء المظلم من تاريخ شعبنا الفلسطيني وأن شعبنا قدم العديد من التضحيات من أجل تحقيق أهدافه، وقد آن الاوان لمغادرة مربع الانقسام وتعزيز مفهوم الشراكة الوطنية والسياسية. و ان هناك اجماع وطني على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني و تطبيق الشراكة الوطنية و السياسية.
وسوم: العدد 720