المجتمع المدني وسط وفدي المصالحة الفلسطينية
تحسين أبو عاصي
– غزة فلسطين –
من أجل إثبات مصداقية وفدي كل من فتح وحماس ؛ طالبنا كثيرا ولا زلنا مشاركة المجتمع المدني في جميع جلسات الحوار التصالحي بين الطرفين ، كان آخر هذه المطالبة اليوم من خلال قناة " ann " فمن غير المقبول وطنيا أن يكون المجتمع المدني بجميع قواه الشريفة مثل الأطرش في الزفة ، ثم يمتطي الوفدان المجتمع المدني فقط عندما يريدان أشياءً أخرى وما أكثرها من أشياء ...
إن تواجد المجتمع المدني أثناء جلسات الحوار يعكس مصداقية طرفي الحوار من عدمها ، على اعتبار أن المجتمع المدني هو الشاهد الحقيقي والأقوى على ما يدور في الغرف المغلقة ، وهو الحكم الأكثر نزاهة في قول الحقيقة ، ولا نقصد في المجتمع المدني تلك الشخصيات المتسلقة التي تضع قدما لها عند فتح والأخرى عند حماس ، على أمل أن تحظى بمنصب رفيع هنا أو هناك ، كما حدثني بعضهم بصراحة وبشكل مباشر ، ولا أكذوبة تجمعات المستقلين الانتهازية ، كما أن المجتمع المدني ليس المؤسسات المدنية المنتفعة ، ولا أولئك المستفيدين من حالة الانقسام ، ولا مخاتير النصب والاحتيال ، ولا أبواق الصحف المُجيَّرة المأجورة ، ولا أولئك المنتمون للراتب وليس للوطن النازف ، ولا الكُتاب والمفكرين الملونين الراقصين على كل مسرح في ظلام الليل ، ولا الأكاديميين المنتفخة كروشهم والمتفذلكة عقولهم ، وهم أبعد ما يكونوا عن الوطن والوطنية ، ولا يعنيهم إلا عرض عضلات أفكارهم ، ونسج علاقات مع هذا وذاك ، وكسر الوقت في فلسفة التنظير ، من أجل الحصول على شهادات ألسُن وطنية ، وفي النهاية إلا من رحم ربي وقليل ما هم ...
نطالب وفدي حركتي فتح وحماس أن يكون لنا تواجد مؤثر وفعال لا شكلي هامشي ، في جميع جلساتهم الحوارية ، لكي نخبر شعبنا بالحقيقة كاملة بعيدا عن الكذب الإعلامي والتضليل السياسي ، وبعيدا عن المنتفعين من هنا وهناك ، متوقعين ألا يستجيب لنا احد ؛ لأننا سنقول الحقيقة الغائبة لشعبنا ، الذي يئس من إمكانية تحقيق المصالحة بينهما ، وهو الذي يدفع ثمن الانقسام وليس قادة الانقسام ...
المصالحة قد تكون قادمة لا محالة بسبب ضغط المرحلة ، وبسبب ضغوط دولية وإقليمية ، لكن من الأجدر أن تكون قادمة بفعل ضغط شعبي وحراك قوي ، يدفع الطرفين للمصالحة دفعا.