حتى لا ننسى..
في اليوم العاشر من رمضان..
يدخل الضابط وبيده أوراق فيها أسماء بعض المعتقلات،،ينادي عليهن ويقول بسخرية اليوم تراويحكن عنا،،
وكالعادة قبل ان يخرج يوصي زبانيته بان يحسنوا التصرف معنا ويخرج من الباب
لتبدأ حفلة الضرب على الرؤوس والاقدام و......لااااا احد يسمع الا الصراخ
كان مهجعنا المهجع الوحيد في الفرع كله الذي تعامل السجينات فيه بهذه الوحشيه -كان اغلب السجينات فيه خريجات هندسة وطب وكيمياء وتحاليل-
خرجت الواتي نودي على أسمائهن ليعدن بعد نصف مدميات الوجوه بلكاد يستطعن المشي واحداهن بقيت تهذي مايقارب الثلاث ساعات جمييع من في المهجع خاف منها..لصوتها المرتفع بشكل لامعقول ولحديثها بكلمات لاتفهم ولحركاتها الغريبة البادية على وجهها وعينيها...
نهضت إليها وانا مثقلة مماحل بنا ،،،جلست قريبا منها اخذت تصرخ وتصرخ،،مددت يدي الى رأسها وبدأت اتلو آيات سورة الرحمن هدأت للحظات ثم أجهشت بالبكاء،،كانت الدماء تنزف من قدميها بشدة والمهجع يطلب طبيبا لها والسجان يماطل ويماطل،،،، تجرأت احدى الاخوات واقتربت مني وصارت تقرأ معي كان انينها يخفت شيئا فشيئا والمهجع كله يرثي منظرها ودماءها النازفة،،
بصوت بالكاد أسمعه طلبت مني ان اتلو من سورة يوسف بدأت بها ثم طلبت ان اتلو من سورة إبراهيم اواخرها اخذت تبكي وتبكي ،،،ثم مدت يدها الي وقالت اسمعيني من سورة الفرقان قرأت قليلا لها ثم طلبت ان اقرأ من سورة الرعد وصارت تتمتم معي تحرك شفتاها بالكاد...
اخذت تبكي وتبكي ومايقارب الساعة ونصف وهي تطلب مني ان اقرأ لها من كل سورة بعضا منها،،،
الطبيب لم يأت الى الآن ولم يبق لدينا مانضمد به جراحها ودماؤها تنزف بشدة...
فجاة ونحن نقرأ صمتت ثم اخذت تبتسم وقالت ربي لك الحمد...اللهم ابلغهم سلامي،،اللهم تقبل دمائي،،اللهم احفظ اولادي،، اللهم رض امي بقضائك،،،
لم استطع التحمل اخذت اجهش بالبكاء والمهجع كله يبكي
رفعت السبابة بصمت سكتت لبرهة وبالكاد سمعت آخر كلماتها وهي تقول "......وأن محمدا رسول الله'
كبرت كل الاخوات في المهجع وزغردت اثنتان اما انا فرحت الثم خدها واقبلها واجهش بالدموع ولا ادري ماذا افعل كالاطفال الحيارى.....
كانت الساعة قد قاربت الثالثة فجرا،،،عم وجوم وصمت عالمهجع بأكمله شعرنا وكأن نورا يخرج من الغرفة....
بكينا جميعا لأجلها وذرفنا دماء بدل الدموع...
نعم كان الفجر يقارب على البزوغ ولكن روحها سبقت الفجر وعاجلت الشمس بالشروق،،،،
هنيئا لك أختنا،،اذكرينا عند ربك،، ولتهنأ روحك في جنات عدن
وسوم: العدد 727