سورية من سيفوز بالسفينة الغارقة ..؟!

زهير سالم*

[email protected]

يوما بعد يوم يفقد السوريون الأمل في دولة مدنية ديمقراطية حديثة طالما أملوا أن تخرجهم من حكم المستبد الفاسد إلى فضاء العصر إن لم يكن بكل معطياته فببعضها ..

 يتحدث الحقوقيون  يوميا عن تسرب المزيد من المواطنين السوريين إن من الحياة إلى الموت ، أو من الوطن إلى مخيمات اللجوء ، حيث يعتقد أن 65 % من اللاجئين أن ( لا عود ..) كما كان يكررها غراب ( بو ) وهو يحدث صاحبه عن الجميلة لينيور التي طواها الموت ..

 ويتحدث  من يقال له رئيس الحكومة السورية الحلقي عن صمود الليرة السورية في وجه ( المؤامرة الكونية ) التي تشن عليها كما تشن على بشار الأسد . ويعد بالمزيد من الاجراءات للتصدي لإرهابيي الليرة لحمايتها من الاغتيال ، وذلك بعد أن فقدت ما يزيد 75 % من قيمتها. يضم إلى ذلك عام من القحط والجفاف يضرب حبة القمح ( أم السوريين الحقيقية ) في رغيف خبزهم أو في صحن عيشهم ( البرغل ) كما تعودوا في ريفهم أن يسموه ...

ويقف شيمون بيريز بدوره على مرتفعات الجولان الغنيمة الباردة أو مكافأة الصفقة الباردة التي قدمها حافظ الأسد مقابل عرش سورية ليقول : لقد كان حافظ الأسد طاغية حقا ولكنه حمى حدودنا في إشارة إلى عجز الطاغية الوريث أن يقوم بالدور الوظيفي الذي قام به والده . ومؤكدا بنوع من الشماتة أن الاستقرار لن يعود إلى سورية في مدى منظور ..

ومع استئناف بشار الأسد لاستخدام الغازات الكيماوية السامة ضد المواطنين السوريين ، ومع إصراره على استراتيجية تدمير المستشفيات والمدارس وخزانات المياه ومع اعتماده الاستراتيجية الجديدة في تدمير شبكة الطرق والمواصلات ، ومع استشعاره أن المعركة بدأت تدخل منحى جديدا لمصلحته مما يشجعه على تقديم نفسه لخوض الانتخابات ليكون رئيسا مرة أخرى لا ندري على من ؟ ومع إصرار المجتمع الدولي ومنظماته المسئولة على الاستقالة ومع النجاح الكبير الذي حققه الائتلاف الوطني في إعادة انتخاب ( هيئته السياسية ) وإضافة ( وزيرين ) للحكومة المؤقتة العتيدة ..

يبقى السؤال الأهم عن جدوى أي انتصار يحققه أحد الطرفين بالفوز بالسفينة الغارقة والمحترقة والمحطمة ؟!

               

* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية