مسلمو الروهنغا (ماذا يجري في بورما ؟)
"من لم يتحرك ضميره لما يجري لمسلمي الروهينغا، فليراجع نفسه ربما فقد الضمير !"
كتبت هذا المقال منذ أكثر من سنة، وأعيد نشره اليوم تضامناً مع إخوتنا في ميانمار.
نظراً لما يقع على إخوتنا المسلمين في البورما من ظلم واضطهاد وقتل وتعذيب وتشريد دون استطاعة مد العون لهم، ورغم ضخامة عددنا البالغ 1.6 مليار مسلم في العالم، أقدّم لكم بعض المعلومات البسيطة عن "مسلمين البورما" مشاطرة لآلامهم، فالضعفاء يستطيعون نصر بعضهم برفع الصوت.
( بورما )
تقع بورما في جنوب شرق آسيا، يحدها من الشرق الصين ولاوس وتايلاند، ومن الغرب الهند وبنغلادش، ومن الشمال الصين والهند معاً، ويحدها من الجنوب خليج البنغال والمحيط الهندي، ويبلغ عدد سكانها "55" مليون نسمة تقريباً، منهم "10" ملايين من المسلمين.
تتألف بورما من عدة قوميات عرقية تصل إلى 140 عرق تقريباً، أغلبهم يتحدث اللغة البورمية، ويتألفون من:
البوذيين والمسلمين والمسيحيين والهندوس والوثنيين.
يُعرَف مسلمون البورما بـ "الروهينغا" وهم الطائفة الثانية بعد "البورمان"، ومتمركزون في أراكان شمالاً وكاشين جنوباً ورانجون وماندلاي، ومعظمهم من الشعوب المنحدرة من مسلمي الهند وبنغلادش والصين وكذلك من أصلاب العرب المستوطنين الأوائل.
وصل الإسلام إلى بورما في القرن الثامن الميلادي عن طريق التجارة بعهد الخليفة العباسي "هارون الرشيد"، وأسس فيها المسلمون إمارة "أراكان"، دخل خلالها الكثير من سكانها المحليين في الإسلام حتى أصبحت أراكان دولة مستقلة حكمها 48 ملكاً مسلماً على التوالي.
احتل البوذيون أراكان عام 1784م وضمّوها إلى بورما، استعمرت بريطانيا بورما عام 1824م ثمّ منحتها استقلالها عام 1948م.
استولى "الشيوعيين" على الحكم في بورما عام 1962م، وكانت أول قراراتهم مصادرة أراضي المسلمين وممتلكاتهم وحرق منازلهم.
في عام 1967م أصدرت الحكومة الشيوعية بأراكان قراراً بسحب الجنسية من المسلمين وبدء عملية التهجير القصري وهدم البيوت، ثمّ بناء مساكن وقرى بوذية عوضاً عنها لتغيير تركيبها السكّاني.
منذ ذلك الحين، وحملات الإغتصاب والذبح والتعذيب والقتل، وتحطيم رؤوس أطفال المسلمين وحرقهم أحياء مازالت قائمة !!
أجريّ إحصاء عالمي لأكثر الشعوب معاناة في العالم، فصُنِّفَ مسلميّ "بورما" أكثر الهويات اضطهاداً، فهم منبوذين مطاردين تحاربهم السلطة الحاكمة وتضيّق عليهم الخناق مع تحريض البوذيون عليهم، فلا يُسَمح لهم بامتلاك الأراضي والبيوت، ولا إنجاب أكثر من طفلين ولا يستطيعون السفر إلّا بإذن رسمي !!
بدّلت الحكومة اسم "بورما" عام 1989م وجعلته "ميانمار"، فاعترفت الأمم المتحدة بالإسم وبقي الكثير من دول العالم تعترف باسم "بورما" إلى الآن.
من يريد مشاهدة مناظر تُحرك قلب الحجر دون البشر وتخدش الضمير الإنساني، فليكتب على صفحة اليوتيوب كلمة "بورما".
وسوم: العدد 736