الموجاتُ الأربعُ للهجومِ على الإسلام
الموجة الأولى : الصدام العلني
الموجة الثانية : الانتداب
الموجة الثالثة : الوكلاء
الموجة الرابعة : صناعة الإرهاب
الغربُ صاحَ و حرَّضَ الأذنابا=هيّا جميعاً حاربوا الإرهابا
رُهباننا .. حاخامُنا .. و صليبُنا=رَسَمُوا المُخطَّطَ مُحكماً .. و البابا
إذ تلك رابعُ خطةٍ نأتي بها=لبلادِكم .. حتماً تكونُ صوابا
بثلاثِ مراتٍ أتينا قبلها= و الجمعُ يرجعُ خاسراً قد خابا
جِئنا بأوَّلِ مَرَّةٍ لنحاربَ= الإسلامَ جهراً ما وضعْنا حجابا
لمّا أتينا بالصليب محاربا=فلكم فشلنا جيئةً و ذهابا
فقد استثرنا في الشعوب حَمِيَّةً= قامت تُجاهدُ كالأسود غِضابا
و إذا بنابليونَ يرجعُ خاسرا=و فريزرُ من بعده قد تابا
و لويس تاسِعُنا يقول مُحَذِّراً=هيا نُبَدِّلُ للهجوم ثيابا
وجهاً لوجهٍ ترجعون بخَيْبَةٍ=أبداً و كم ذُقتم هناك عذابا
لن تَهزِمُوا الإسلامَ إن جئتم له= بصليبِكم قد كشَّرَ الأنيابا
أَخْفُوا الصليبَ مع النوايا و البسوا=ثوْبَ الصداقة خادعا خَلَّابا
جئنا بثاني مرةٍ بِمَوَدَّةٍ=بالانتداب فلا تكن مرتابا
مستعمرين بلادهم و لنا بها=العملاءُ كم تُبدي بنا الإعجابا
قلنا لهم هيّا انشروا ببلادكم=عصبيةً .. قوميةً .. أنسابا
لِنَرَى رباطَ الدينِ و الإسلام قد= ضَعُفَتْ عُرَاهُ مع الزمان و ذابا
منهم أخذنا ثلةً مخدوعةً=لِيُقَبِّلُوا بديارنا الأعتابا
أخذوا شهاداتٍ و عادوا بعدها=لبلادهم قد حصَّلوا الألقابا
أخذُوا المناصبَ يَحْكُمون بأمرنا= مِن غير أن يجدوا هناك عتابا
لكنْ مقاومةُ احتلالٍ قد بدَتْ=ضمَّت كباراً بينها و شبابا
مِن مصطفى كامل إلى البَنَّا لَكَمْ= نلقَى الخسائرَ منهمو و صِعَابا
تلك المقاومة التي كم أوقعت=فينا القتيلَ مُجندلاً و مصابا
تلك المقاومة التي كم دمَّرت=جُنداً و أسلحةً لنا و حِرابا
جئنا بثالثِ مرَّةٍ بجديدةٍ=فلقد فتحنا للحُوَاةِ جرابا
قلنا سنرحلُ عن بلادٍ بعد أن= نضعَ البديلَ مُعَظَّماً و مُهابا
و لسوف ندعمُه ليُصبحَ أمرُه= عند الشعوب مُقرراً و مُجابا
هو عندهم رأسٌ و لكن عندنا=ذَنَبٌ مَهينٌ نافسَ الأذنابا
لكنَّ بعضَ شعوبهم استيقظت=و الشعبُ صار بوعيِه وثَّابا
مُتطلِّعاً ليُزيحَ من عملائنا=المستبدَّ الظالمَ الكذّابا
و ربيعُ ثوراتٍ بدا لشعوبهم=أملا و حلما واعداً جذَّابا
و أَتَى بمصرَ بالانتخابِ رئيسُهم=بالعدل سار يُقَتِّحُ الأبوابا
بالعدل و الإسلام يَعْظُمُ أمره=و الناسُ تُكثِرُ حوْلَهُ الترحابا
إِنْ عَزَّ إسلامٌ بمِصرَ فإنَّه=يغزو البلادَ سُهولَها و هضابا
إسلامُهم ليس الذي نَرضى به= مُستأنَساً لِيُهادنَ الأغرابا
هيَّا لنوقِفَ زحفَه بِمَكيدةٍ=و بخطةٍ نالَت هنا الإعجابا
هيّا لرابعِ خطةٍ نأتي بها=لبلادكم=قد فَاقَت الأسبابَا
هيّا بمنقلبٍ لئيمٍ غادرٍ=ليقولَ جئتُ أحاربُ الإرهابا
و رؤوس إرهابٍ سنصنعها لهم=كي نخدع الأتباع و الأصحابا
تلك الرؤوس لها خيوط عندنا=بالأمر منَّا حَرِّكُوا الألعابا
و ترى الحماسةَ عند بعض شبابهم= تختارُ وهماً خادعاً كذابا
و القتل فيهم بل و منهم دائما=طفلاً نساءً شيبةً و شبابا
فلماذا نرسل جُندَنا لبلادهم=و الآن فيهم مَن أجادَ و نابا
و نُلَبِّسُ الحقَّ الصريحَ بباطلٍ=فِتَنَاً تُضِلُّ العقلَ و الألبابا
حتى نُشَوِّهَ صورةَ الإسلامِ كي= تجِدَ الشبابَ قد انزوى و ارتابا
و نُشَوِّهَ الإخوانَ أكبرَ صخرةٍ=سدَّت على أطماعنا الأبوابا
لتراهمو تلك الشعوبُ عدوَّها=و ترى صهاينةً هنا الأحبابا
و يظلّ ذاك الذِّئبُ يعوي دائما=هيّا جميعاً حارِبوا الإرهابا
* * *=* * *
لكنَّ نورَ الحقِّ يسطعُ دائما= مهما رأيتَ سحابةً و ضبابا
و الظالمون غداً سيبطلُ كيدُهم=مهما تَفَرْعَنَ مجرمٌ و تَغَابَى
و ترى الشعوب قد استردَّت وعيَها=قد أيقنت مَن رَوَّجَ الإرهابا
فهو الذي قتل الألوفَ بِسِلْمِهِم=مستعصمين شبيبةً و شبابا
و هو الذي باع الوعود رخيصةً= دَجَلاً و وَهْمَاً خادِعاً و سرابا
و هو الذي بالغدر و التزوير قد= سرَقَ البلادَ مُراوِغاً كذابا
و غداً يعودُ الحقُّ في أصحابِه=و يَرَى اللئيمُ مذلةً و عقابا