يقول الله تبارك وتعالى : ( لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) 92/ آل عمران
هوامش :
صدقاتٌ محرَّماتٌ : قال الشافعي رحمه الله: بلغني أن ثمانين صحابياً من الأنصار تصدقوا بصدقات محرمات ، وكان الشافعي رحمه الله يسمي الأوقاف الصدقات المحرمات . ذكر الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز الجريوي حفظه الله في بحثه القيِّم حول الوقف والحضارة الإسلامية عن حفظ الله سبحانه للوقف فقال : (حِفْظُ اللهِ للمال الموقوف ورعايته له، وشواهد التأريخ على ذلك مبرهنة، وإليك أيها القارئ الكريم خبر هذا الوقف الذي يوضح هذه الخاصية: ذلك هو وقف عائشة المرشد بمحافظة الرس، التي أوقفت عام 1213هـ قطعة أرض خارج البلد، وجعلت ريع الوقف على محفظي القرآن الكريم، وظل الوقف قرابة مائتي عام لا يعرف، إلى أن أحياه - بأمر الله - قاضي البلد في تفصيلات طويلة، وقبل سنوات صارت الأرض الموقوفة داخل البلد، فبيعت بثلاثين مليون ريـال، لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الرس، والآن تقدر قيمة الوقف بـــ 150 مليوناً، فإذا صلحت النية تقبل الله العمل وحفظه وبارك فيه، ولك أن تعرف أن هذه المرأة - عائشة المرشد رحمها الله - لم تعرف لها ذرية، وإنما تولى هذا كله واستخرجه بعد ضياع وأحياه - بأمر الله - قاضي الرس في حينه معالي الشيخ عبدالعزيز بن حميِّن الحميِّن، رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سابقاً، وهو الذي حدثني شخصياً بخبر هذا الوقف ) .
* حفظ الله للمال الموقوف ورعايته له، وشواهد التأريخ على ذلك مبرهنة، وإليك أيها القارئ الكريم خبر هذا الوقف الذي يوضح هذه الخاصية: ذلك هو وقف عائشة المرشد بمحافظة الرس، التي أوقفت عام 1213هـ قطعة أرض خارج البلد، وجعلت ريع الوقف على محفظي القرآن الكريم، وظل الوقف قرابة مِئتي عام لا يعرف، إلى أن أحياه - بأمر الله - قاضي البلد في تفصيلات طويلة، وقبل سنوات صارت الأرض الموقوفة داخل البلد، فبيعت بثلاثين مليون ريـال، لجمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الرس، والآن تقدر قيمة الوقف بـــ 150 مليوناً، فإذا صلحت النية تقبل الله العمل وحفظه وبارك فيه، ويقول الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز الجريوي : ولك أن تعرف أن هذه المرأة - عائشة المرشد رحمها الله - لم تعرف لها ذرية، وإنما تولى هذا كله واستخرجه بعد ضياع وأحياه - بأمر الله - قاضي الرس في حينه معالي الشيخ عبدالعزيز بن حميِّن الحميِّن، رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سابقاً، وهو الذي حدثني شخصياً بخبر هذا الوقف.
قِفْ : لوقفٍ ، تشهدْ لكَ الآناءُ = فإليهِ قد نادتِ الأنبياءُ
فَمَزَاياهُ مُجتَناها نفيسٌ = في حياةٍ يغشى بنيها الرَّخاءُ
فَهُوَ الوقَْفُ فيه خيرٌ و نفعٌ = وامتثالٌ لشرعِنا واجتناءُ
رحمةٌ في يديه ليس لتبلى = فشذاهـا تكافُلٌ و إخاءُ
والغوادي ممَّـا يجودُ تُغَذَّى = من سحاباتِ فضلِه الغبراءُ
فالتَمِسْ فيه بابَ فوزٍ رخيٍّ = جَــدَّ في السعيِ نحوَه الأكفياءُ
لنجاةٍ حينَ الحسابِ بيومٍ = حيثُ تُلْفَى في حَــرِّه الأفياءُ
سوفَ تُجْزَى بجنَّةٍ و نعيمٍ = أَبَدِيٍّ سُكانُها لن يُساؤوا
فهو الوقفُ لم يزلْ مستحبًّا = لايُجَافي تشريعَه الأتقياءُ
يشتري اللهُ منهُمُ بعضَ مالٍ = ليُجَازَى في الجنَّةِ الأسخياءُ
ثمراتٌ من بِرِّه مسبلاتٌ = يتحرَّى أطيابَها الفقراءُ
فَتَقَرَّبْ إلى الإلهِ بوقفٍ = ثُلْثِ مالٍ أو زِدْ ويبقى الحِباءُ
وهو الوقفُ زهوُ مجتمعِ الخيرِ ... = ... وبالجودِ تُدفَعُ الضَّرَّاءُ
فَابْنِ للهِ مسجدًا فيه يُتلَى = من هُداةٍ قرآنُه والدُّعاءُ
أَجْــرِ ماءً للهِ يسقي ربوعًا = ظامئاتٍ ، ومنه يُسقَى الظِّماءُ
واليتامى هم بانتظارِكَ حتى = يتراءى على يديْك البناءُ
وأُولو العلمِ حقُّهُم أنْ يُراعوا = لِتُنالَ العلومُ والعلياءُ
فَتَخَيَّرْ أخا المَزِيَّةِ منها =خدماتٍ أثيرةً ماتشاءُ
إنَّـه الوقفُ روضةٌ لك تبقى = في مغاني تحنانِها الأشذاءُ
فَهْوَ أسمى تجارةٍ ، فمعَ اللهِ ... = ... مآتي أرباحها الآلاءُ
سارَعَ القومُ في التنافُسِ فيه = فَتَثَنَّتْ بذكرِهم أنبــاءُ
عُمَرُ بْن الخطابِ أوقفَ أرضًا = ومعاذٌ ، فنعمَ نعمَ العطاءُ
وابنةُ الصِّدِّيقِ الأثيرةُ أعطتْ = ولزيدٍ في شأنِه إمضاءُ
ولصحبِ النَّبِيِّ فيه سِباقٌ = وعلى إثرِهم مشى الأبناءُ
فالتَمِسْ في منازلِ الخُلدِ دارًا = لايُضاهى نعيمُها والهناءُ
قد أعدَّ الرحمنُ فيها مُناها = ليس فيها لأهلِهــا لأواءُ
إنَّهـا جنَّةُ الخلودِ فأبشِرْ = ياحفيدَ الأصحابِ هذا انتماءُ
وكُنِ الأوَّلَ السَّخِيَّ وبادرْ = فلصوتِ استبشارِهم أصداءُ
وَقْفُك اليومَ للفقيرِ غذاءٌ = ولِبيتٍ فيه المريضُ دواءُ
ولأمنِ الملهوفِ فيه ملاذٌ = ولحالِ اليتيمِ فيه رجاءُ
ولأهلِ القرآنِ بابُ سُمُوٍّ = فَتَحَتْ مجدَه اليدُ البيضاءُ
وَهْوَ روحٌ لساعِدٍ يَتَمَنَّى = عَمَلا فيه للشبابِ مضاءُ
فالمشاريعُ والكفالاتُ يُلْفَى = بيدِ الوقفِ ريعُها البنَّاءُ
هكذا تنهضُ البلادُ وتُطوَى = لأولي البؤسِ صفحةٌ عجفاءُ
وتعيشُ الشعوبُ تنميةً تُغني... = ... حنايا ابتِهاجِها الأرجاءُ
في مغاني عدالةٍ و وِئامٍ = كلُّ أبنائها هـمُ السعداءُ
فهو الوقفُ منهجٌ لايُجارَى = وله قبلُ دانتِ الحكماءُ
هو حربٌ على البطالةِ والفقرِ ... = ... وعطفٌ مانالَه إزراءُ
وهو النفحةُ الحنونُ تواسي = لو أتَتْها بالفاقةِ الأنضاءُ
لم يزلْ في الأيامِ مفخرةَ الجودِ ... = ... ويقوى بجودِه الضعفاءُ
بِمُحَيَّاهُ تطمئِنُ نفوسٌ =وهو البِرُّ جندُه السُّمحاءُ
في بُرَيْحَاءَ من أبي طلحة الشَّهمِ ...= ... رُقِيٌّ بالنفسِ فيه إياءُ
ولعُثمانَ بئرُ رومة يجري = في مداها للمسلمين الماءُ
صدقاتٌ محرَّماتٌ فَنِعْمَتْ = دانيات قطوفُها والشِّفاءُ (1)
هكذا قالَ الشَّافعيُّ فطوبى = لكَ بالوقفِ إخوةٌ شُفَعَاءُ
ثَبَتَ الوقفُ في الصحيحِ فبادرْ = إنَّمـا في الأوقافِ يحلو الثَّناءُ
والوصيَّاتُ ساعة الموتِ تحلو = فلدى اللهِ للسَّخيِ التجاءُ
ومجالاتُ صرفِه في احتياجٍ = لرعايا البلدانِ يسمو الأداءُ
وهي البشرياتُ ياصاحبَ الوقفِ ... = ... تجلَّتْ ويشهدُ الفقهاءُ
يحفظُ اللهُ وَقْفَ مَن أصلحَ النيَّةَ ...= ... فيه وَلْيُدْرِكِ العقلاءُ (2)
في نماءٍ تصونُه بركاتٌ = وأيادٍ له بِهِنَّ احتماءُ
هو مَنْجَى من نكبةٍ وتبارٍ = ومن البؤسِ في يديه الشَّقاءُ
ومن النَّازلاتِ إنْ دلهمَ الخطبُ ... = ... ثقيلا والغُمَّةُ الهوجاءُ
هذه رحمةٌ من الله تُرجَى = لأُناسٍ آياتُها الزهراءُ
ليس يشقى الإنسانُ إن عاشَ بّـرًّا = فَلَهُ مِن حــرِّ الشَّقا أفياءُ
وهو الوقفُ في الحياةِ مَلاذٌ = ليس تبلى في حقلِه الآلاءُ
يجحدُ الحقَّ مَن يراهً سرابًا = فَلِعَيْنَيْهِ بئسَ كان العَمـاءُ
وَلْتُوَلِّ الظنونُ خابتْ رؤاها = مدبراتٍ ، وَلْيَخْرَسِ السُّفهاءُ
خَسِرَ المبطلون كلَّ سِباقٍ = في رحابِ العلى ـ وغابَ العزاءُ
إنَّه الإسلامُ الحنيفُ فأبشِرْ = في مراقيه أيُّهـا العدَّاءُ