عذرا يا أرض الرباط
دمعي عليك ولست فيه ملوما
فالجرح غار ولست فيه كتوما
جسدي يئن لأن بعضي موجع
وله تداعى ساهرا محموما
سُلَّت سيوفُ العزِّ من أغمادها
ومضت تبير من الغزاة حُسُوما
في غوطةِ الزيتونِ أضحى زَيتُها
نارا ونورا للهدى مرسوما
سَقطَ الغُزاةُ على ثُغورِ عرينِها
جِيَفَا تُلاقي مَصيرَها المحتوما
أرضُ الرِّباطِ عَصيةٌ ومَنيعةٌ
فَلَقَد تَكَفَّلَها الحَبيبُ قديما
اضرب بكلِّ الُّلؤمِ لن تُثني بنا
عَزماً تجاوزَ حِقدَكَ المسموما
واجلب بخيلك ما استطعت فإنما
قزما ستبقى في الورى مرجوما
ياغوطةَ الشَّامِ الجريحةِ كَفكِفي
دَمعَ الرِّجالِ وضَمدي المكلوما
ماعادَ في مليارِنا ذو نَخوةٍ
يحنو على جُرحِ الكِرام رَؤُوما
ماعادت الأشلاء تدمي مقلة
فيهم ولاعاد الفؤاد سقيما
يا أمةً هانتْ وهانَ عَديدُها
وغدا العزيز بظلها مذموما
ياربَّ أطفالِ الشَّآم وما بِهِم
داوِ الجِراحَ وأَطعِمِ المَحروما
وسوم: العدد 776