تمهيد :
توصلت بدعوة كريمة من فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور السيد مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة لحضور حفل اختتام الدورة الصيفية الثامنة عشرة لتحفيظ القرآن الكريم زوال الجمعة 17 غشت 2018 بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية بوجدة ،فأبيت إلا المساهمة بهذه القصيدة التي ضمنتها شكر فضيلته على هذه السنة الحميدة التي سنها ، والإشادة بحفظة كتاب الله عز وجل ، وخدامه من المحسنين ، واستلهمت حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فيه فضل كتاب الله عز وجل فقلت بتوفيق منه سبحانه :
أقبل على محفل بالذكر يجمعنا = واطرب إذا ما تلا من صوته حسن
هو الهزار وبالألحان تعرفه = وبلبل إن شدا يستعبر الفنن
يا حبذا محفل للذكر يجمعنا = وسنة عالم قد سنّها فطن
حازالريادة في الأمصارقاطبة= بفضله غنت الأرياف والمدن
حتى تغنى به في السوس شاعرها= فالعلم أذهله والحلم والمنن
شاد الصوامع في الأجواءشاهقة = أذانها صادح تهفو له الأذن
باهت بها وجدة الغراء أنقرة = وكاد من حسنها يقضي لها الزمن
شاد المعاهد في بدو وفي حضر= مريدها بكتاب الله يمتحن
علامة جهبذ بالعلم منتطق = بحجة وسداد مثله قمن
غيظ الحسود سميدع له ورع = بحر ومن جوده عدت له منن
نافست في مدحه سوسا وشاعرها= إن لم أجد مدحه لا زارني الوسن
صدقته الود لا خب ولا غدر = حتى أوارى الثرى أو قدّ لي كفن
ولا أروم بذا أجرا ولا هبة = بل حبّه واجب وشكره رسن
أنعم بعرس كهذا العرس يحضره= خدّام ذكر فسجّل أيها الزمن
حفّاظه سادة وكلهم نجب = وفتية فقهوا تحيى بهم سنن
أخلاقهم حسنت والله أكرمهم= بحسن سمت فلا غل ولا ضغن
ويل لمبغضهم والخزي يلحقه = والنار مورده وعرضه درن
طوبى لمكرمهم والجود يرفعه = وداره جنة فردوس والعدن
وشربه غدق يجري وينهمر = ومثله عسل والخمر واللبن
والقز كسوته والطلح مطعمه = والحور تؤنسه والظل والفنن
هذا عطاء من الوهاب يمنحه= لخادم الذكر لا يني ولا يهن
سيّان في الأجرمن يعطي وحافظه =كلاهما فائز لسعيه ثمن
اسمع كلام حبيب الله في سور= أوحى بها الله في آياتها منن
نور من الله للآنام ينقذهم = من الضلال إذا غرهم وثن
يهدي صراطا سويا ما له عوج= دعاته سادة تحيى بهم سنن
والعاملون به أجورهم عظمت = والحاكمون به محكومهم أمن
والقائلون به في قولهم صدق = والتابعون له حاشاهم الفتن
حبل الإله متين من يلوذ به = له الأمان فلا خوف ولا حزن
والتاركون له الجبّار يقصمهم = والنار تأكلهم يغشاهمو الدخن
ضل الذي يبتغي في غيره سددا = هو الغوي فبئس الروح والبدن
لم تنته الجن أن قالت هو العجب = إذ أنصتت وهو يتلى رشده حسن
أنباء من سلفوا في متنه ذكرت = والغيب يكشفه والحي والدفن
وحي علا ساميا عن هزل من هزلوا= وبينهم حكم يقضي ويؤتمن
منزه صانه الرحمان من عبث = ولا يزيغ به مستمسكن يقن
أهل النهى ما لهم من علمه شبع = من أجله في فجاج الأرض قد ظعنوا
والأتقياء فما ملّوا وما سئموا = من حفظه أبدا أو صدهم وهن
أما عجائبه لا تنقضي أبدا = مرتل لا به عي ولا رطن
وحي الإله رسول الله وثّقه = فوصفه صادق وقوله سنن
رب الأنام على القرآن نحمده = حمدا يليق به وأجره حسن
ثم الصلاة على الهادي وعترته = والصحب ما دامت الدنيا لها زمن