إلى كل من أكرمني الله في محبّتهم لي في الله، وإلى كل المتحابين في الله الذين عاشوا نعيم هذا الحبّ الخالد، وإلى كلّ من لم يتحابّوا في الله عسى أن يلهمهم الله فتعيش أرواحهم نعيم تلك المحبّة.. مع خالص الدعاء بحسن الختام..
الحبّ في اللهِ –جلّ الله- آخانا = وواحدًا صارَ قلبانا وروحانا
إذا افترقنا لِما الرّحمنُ قدّرهُ = نحيا معًا فكأنّ البعدَ ما كانا
أزدادُ شوقًا إلى اللّقيا وأحسبني = ألقاكَ قربي، وألقى منكَ تحنانا
فيا أخا الروحِ ما أسمى محبّتنا = بها غدونا على الأيامِ أعوانا
لم تبقِ ما بيننا بعدًا وتفرقةً = فاللهُ وحّدَ أقصانا بأدنانا
فالحبُّ في اللهِ –جل اللهُ- صيّرنا = صفًّا، وإن نختلف جنسًا وألوانا
والحبُ في اللهِ فردوسُ النّفوسِ غدا = فجلّ من صاغنا في الدّينِ إخوانا
وراح يسمو بنا عن حُبِّ دنيانا = وكلُّ ما ليسَ يسمو عندنا هانا
نحيا على كلِّ ما يرضى الإلهُ بهِ = وما سوى حكمهِ في العيشِ أرضانا
وكلُّ ما اللهُ أوحاهُ، وبيّنهُ = لم نرضَ إلا بهِ نهجًا لدنيانا
وكل ما هو مُجْدٍ صار غايتنا = نهديهِ للنّاس إيثارًا وإحسانا
دربًا إلى اللهِ شئناهُ، فأوصلنا = إلى خلودٍ رجوناهُ لأخرانا
للحقّ نسعى، فنشرُ الحقِّ غايتُنا = ولا نقيم لغيرِ الحقّ ميزانا
وسوف نبقى له ساعينَ ننشرُهُ = فنشرهُ سرُّ مسعانا ومحيانا
لهُ نعيشُ، وما أسماهُ معتقدًا = إليهِ ندعو فتُنجي الناسَ دعوانا
ندعو إليهِ، ونحيا وحيهُ عملًا = به نكونُ لمن قد ضلّ عنوانا
يُهدى بنا، وبهِ نسمو بعالمنا = إلى السلامِ الذي قد كان مبدانا
وتلكَ آثارُ ما أوحت محبّتُنا = أما بها وإليها اللهُ أحيانا!
فيا أخا الرّوحِ لا تحفلْ بمن ظلموا = واسألْ لهم ربّنا هديًا وغفرانا
لو أنهم أبصروا أنوارَ فطرتهمْ = لما غدوْا عن ضياءِ الله عُميانا
فالحبُّ في اللهِ ما إلّاهُ ينقذهم = فلا نرى بعدها للظّلمِ سلطانا
ويدرك النّاس ما معنى محبّتنا = للهِ.. فهو لهذا الحبِّ سوّانا
يا فوزَ من كان حبُّ اللهِ غايتهُ = فلن ترى مثلَهُ من عاشَ إنسانا