استغاثة
06أيلول2018
شريف قاسم
( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ )
186/ البقرة
.........
التفاتة :
*نشامى : جاء في بعض المراجع من صفات النشمي (النخوة، الشهامة، العطاء، الشجاعة، الرجولة قولاً وفعلاً، مكارم الأخلاق، وعفة النفس، صفاء القلب ) .
تجأرُ اليومَ أُمَّتي بالدعاءِ = وتنادي في الكربِ ربَّ السَّماءِ
فهو الضَّيْمُ نالها وتلظَّى = كالجحيمِ المسجورِ بالبلواءِ
والرزايا بأهلِها نازلاتٌ = بصنوف الأرزاءِ والضَّرَّاءِ
ربِّ أنتَ القريبُ فادفع أذاها = وأزلْ ما عرا من اللأواءِ
ربِّ قلْتَ ادعوني أُجِبْ فأغثها = ربَّ واطمِسْ ضراوةَ الأعداءِ
لاتؤاخذْ أبرارَها بمعاصٍ = جمَّلَتْها حماقةُ السُّفهاءِ
ربِّ أفرغْ على بنيها من الصَّبرِ ... = ... وثَبِّتْ أقدامَهم في اللقاءِ
هي تدعو تضَرُّعًا ليس تدعو = ربِّ إلاَّكَ ياعظيمَ العطاءِ
في الدياجي مدَّتْ إليكَ يديها = ولديها من توبةٍ ورجاءِ
علمتْ أنَّكَ الرؤوفُ فألْقَتْ = حِمْلَ أكدارِها الثقيلَ البلاءِ
أنتَ ياربِّ تغفرُ الذنبَ مهما = كانَ إنْ رامكَ الفتى بالتجاءِ
وتغيثُ الملهوفَ جاءك يشكو = بغيَ طاغٍ أو أهلَ سفْكِ الدماءِ
قد أباحوا دماءَنا وتنادوا = لملاقاتنا وللإفناءِ
يحسرون الوجوهَ عن عربداتٍ = تتلوَّى بالحقدِ والبغضاءِ
نحن ياربِّ لانرى مبتغانا = عندَ مَن قد تفنَّنوا بالدهاءِ
فأحِنْهم ياربِّ في الغدِ وانصرْ = أُمَّة الخيرِ والمثاني الوِضاءِ
كلُّ أيامها على القيمِ العليا ... = ... تقضَّتْ ريَّانةً بالثَّناءِ
أكرمَتْها آياتُ وحيِكَ من قبلُ ... = ... فعاشتْ للرحمةِ العصماءِ
ليس للبِرِّ منتهى يا إلهي = ولديكَ الحباءُ بعدَ الحِباءِ
نحنُ لن نبرحَ المقامَ على أعتابِ ... = ... فضلٍ لديكَ في الغبراءِ
غمرتْنا دومًا عطاياكَ ربِّي = فاستجبْ للدَّاعينَ في الآناءِ
هو بابُ الخيراتِ حِصنُ عبادٍ = ماتخلَّوا عن منهجِ الأصفياءِ
نحن ندعوكَ ثم ندعوك إنَّـا = في دعاءٍ ولهفةٍ وثواءِ
نحن نخشى إنْ لـم ننادِكَ نُلقَى = في غياباتِ عالمِ الأشقياءِ
نحن نخشى أن يغضبَ اللهُ يوما = إن هجرْنا الدعاءَ كالبعداءِ
نحنُ أُلهِمْنا ذا الدعاءَ ونبقى = في المغاني النَّديَّةِ الأفياءِ
يالها من ثغورِ عزٍّ وفتحٍ = وثباتٍ ورفعةٍ و ولاءِ
أهلُها الأبرارُ التُّقاةُ ( النشامى ) = وأولو الصبرِ في جِلادِ العناءِ *
وتراهم مستبشرين دوامًا = باستجاباتِ ربِّهم ذي البهاءِ
قالها ادعوني : أستجبْ لكُمُ اليومَ ... = ... دعاءً قد فاضَ في الأحناءِ
أوجَعَتْكُمْ أحزانُكم فالتجأتُم = إنَّه اللهُ يُرتَجي في البلاءِ
فاثبتوا واذكروا القويَّ كثيرا = تُنصروا رغمَ هذه الأرزاءِ
وأطيعوا الرسولَ تُؤتَ إليكم = من فتوحاتِ مجدِه الوضَّاءِ
واحذروا الفُرقةَ البغيضةَ في العيشِ ...= ... ففيها عواصفُ الأهواءِ
وتناءَوا عن ربقةِ البطرِ المذمومِ ... = ... تَلْقَوْا عزيمةَ الأتقياءِ
واسألوا اللهَ عهدَه واستجيبوا = لنداءاتِ وعدِه للنَّجــاءِ
أنتمُ الخيرةُ الأبيَّةُ في العصرِ ... = ... وهذا زمانُ رفعِ اللواءِ
لاتهابوا سيُهزمُ الجمعُ جمعُ الكفرِ ... = ... والظلمِ باءَ بالأهواءِ
ننشدُ اللهَ وعدَه في دعاءٍ = يسقطُ اليومَ منه حُلوُ الرداءِ
ربِّ يامنزلَ الكتابِ ويا هازمَ ... = ... كلِّ الأحزابِ والسفهاءِ
ربِّ فاهزمْهُمُ وزلزلْ قُواهم = وأَحِنْهُم ياناصرَ الأوفياءِ
فبك اللهم الرجا فأعِنَّـا = واجْلُ كربَ الظلماءِ باللألاءِ
وامحقِ البغيَ والضَّلالَ وأبدِلْ = زمنَ الشجوِ بالمنى والرخاءِ
نحنُ نحيا بعزَّةٍ منك تعلو = فوقَ هامِ الطغاةِ والأشقياءِ
ماوَهَنَّا لشِدَّةٍ آلَمَتْنا = أو رَكَعْنَا لسطوةِ الضَّرَّاءِ
وجعلناكَ في نحورِ عُتاةٍ = واستعذنا من ربقةِ الإغواءِ
أنتَ أنتَ الملاذُ إن عصفَ الهولُ ... = ... وهاجتْ ضغائنُ الأعداءِ
قد ذكرناكَ ربِّ عندَ لقاءٍ = مع قومِ الخيانةِ الرعناءِ
ماتَمَنَّيْنَا الحربَ لكنْ أتَتْنا = بين أنيابِ حشدِ أهلِ الدهاءِ
ربِّ إيَّاكَ نبتغي فأعنَّـا = ربِّ ربَّ العرشِ العظيمِ الحِباءِ
وادفعِ السوءَ عن عبادِك هاهم = ياقديمَ الإحسانِ والآلاءِ
وانْصُرَنْهُم ياذا الجلالِ بعصرٍ = قد تلوَّى فُجَّارُه بالغناءِ
بالملاهي أيَّامُهم والمقاهي = يتثنَّون بئسَ بالخيلاءِ
وبكفرٍ ياربِّ باتَ صريحا = وبأثوابِ بهرجِ الكبرياءِ
أرخصوها تلك النفوسَ فباؤوا = بالتَّبارِ المشهودِ والإزراءِ
دولُ الكفرِ أرغمتنا فتاهتْ = بالمصيباتِ أُمَّةُ الأكفاءِ
خسرتْ هذه الحروبَ وهانت = لشروطِ الجناةِ والجبناءِ !
أين منها خلافةٌ مارعتْها = يوم دارتْ رحى الولا والبراءِ ؟
أين منها مناهجُ العزِّ تُتْلَى = في علومِ القرآنِ والعلماءِ ؟
سلَّطوا المجرمين ربِّ عليها = فأذاقوها علقمَ الإغواءِ
أين منها الرجالُ في وهجِ النقعِ ... = ... أباةً ما أدلجوا للوراءِ
هُمْ أمامَ المجاهدين سيوفًا = لامعاتٍ مخضلَّةً بالدماءِ
ألهذا الحضيضِ نحن وصلنا = والغواياتُ زادُنا كالإمـاءِ
ربِّ رحماكَ أنتَ أنتَ حفيٌّ = بالنهوضِ المأمولِ في الأرجاءِ
أُمَّتي أُُمَّتي وأنتَ رجاها = وحماها من صفعةِ الإيذاءِ
ربِّ أدركْ وأنزلَنَّ عليها = يا إلهي سكينةً من ولاءِ
ما اهتدَيْنا لولاكَ ربي فَثَبِّتْ = قَدَمَيْنَا في الشِّدَّةِ العسراءِ
قد بغى المجرمون ربِّ علينا = وَلَوَوْا جيدَهم بلا استحياءِ
والنشامى من أُمَّةِ الذكرِ كانوا = مثلما شئتَ ياوليَّ الإياءِ
بارِكَنْ فيهم ربَّنا وتَكَرَّمْ = إنَّما العيشُ عيشُ يومِ الجزاءِ
قد تَبَرَّأْنَا من فعائلِ قومٍ = واعتَذَرْنَا عن سَقْطَةِ الأغبياءِ
وهو الخيرُ لم يزل في قلوبٍ = مؤمناتٍ بالنَّجدةِ العصماءِ
منك ياربِّ وحدك اليومَ نرجو = وكفرنا بالغيِّ في الزعماءِ
وَاعْتَصَمْنَا جميعُنا بك ممَّـا = قد دهانا في الغارةِ العمياءِ
خيرُ فرسانِنَا الذين أقاموا = دولةَ الحقِّ في الصدورِ الظِّماءِ
وتنادَوا وللمكارِه شِدقٌ = فاغرٌ في أوجُهِ النُّجباءِ
والرجالُ الأبرارُ في كلِّ صقعٍ = هم بنوها في الغمرةِ العجماءِ
دَلْهَمَتْ في الآفاقِ تمطرُ جمرًا = تتحدَّى بطولةَ البُشَرَاءِ
ليس لليأسِ أسلموا أو تولَّوا = عن لقاءاتِ جحفلِ الأعداءِ
وهو الفتحُ والخلاصُ وما في = غيبِ ربِّ العبادِ للحنفاءِ
أوَيَخْشََون أهلَ كلِّ فسادٍ = بات يغشى مطارفَ الغبراءِ
يتبارى به العدوُّ ويرجو = أن يسودَ الهوى نفوسَ النِّساءِ
يا أماني الأشرارِ متِّ برمسٍ = فنساءُ الإسلامِ في العلياءِ
لَسْنَ يَرْمِيْنَ أنفُسًا في تبارٍ = فوقَ جمرِ الأهواء في الرمضاءِ
إنَّهُنَّ انبلاجُ وجهِ صباحٍ = هلَّ نورًا بالشِّرعةِ الغرَّاءِ
هُنَّ من ماجداتِ أرضٍ هواها = من رفيفِ البروجِ والإسراءِ
والمثاني كما علمتَ شذاها = من عبير الجنَّاتِ والسُّعَدَاءِ
ربِّ يا ذا الجلالِ أكرمْ بنيها = وبناتٍ قد حِزْنَ نورَ ذُكاءِ
أُمَّتي لن تموتَ والذِّكرُ فيها = مثل وَدْقِ السَّحابِ في الإحياءِ
هي في العصرِ تُنْبِتُ الجيلَ حُـرًّا = طاهرًا من أذِيَّةٍ ورياءِ
ومن الزيغِ والهوى والتَّولِّي = يومَ زحفِ الجيوشِ للهيجاءِ
أُمتي لن تموتَ إنَّ عُلاها = خالدٌ في مكامنِ الأحناءِ
ما هوى فرعُها النَّديُّ بقرنٍ = فتَأمَّلْ نضارةَ الأفياءِ
دُم تقيًّـا أخا الشريعةِ واعلم = أنَّ بعدَ الإعسارِ فجرُ رخاءِ
تتجلَّى بك المآثرُ سمتًا = لايُرى غيرُه من السيماءِ
قُـمْ وناجِ الرحمنَ في الليلِ سرًّا = وتبَتَّلْ إليه في الظلماءِ
ما الأماني التي بذلْتَ لها السَّعيَ ... = ... بأغلى من أُمنياتِ اللقاءِ
بجلالِ التوحيدِ في كنفِ اللهِ ... = ... ولم تُبصِرْ محاجرُ الأشقياءِ
بجمالِ الولاءِ للهِ ربًّـا = لاسواهُ في عالَمِ الأحياءِ
أتُرَاها حكايةً ؟ أم تَراها = في لبابِ الحقيقةِ الزَّهراءِ
هي سرُّ الفلاحِ في منهجِ اللهِ ... = ... ونورُ العزيمةِ القعساءِ
تزدري الوَهْنَ والمهانةَ لكنْ = تتنادى إلى كريمِ الحُدَاءِ
لكَ في كلِّ ليلةٍ ما تمنَّى = صاحبُ المنتأى أسيرُ التنائي !
فـزْتَ بالفضلِ فالسَّعادةُ دارٌ = لك تُنْمَى لا للغبيِّ المرائي
فاغتَنِمْها في أُمَّـةٍ ساعةَ الفصلِ ... = ... فإنَّ الدَّيَّـانَ ذا الكبرياءِ
سوفَ يُفني حشودَهم حيثُ يشقى = مَن تعالى على الهُدَى بازدراءِ
قد صبرنا والخطبُ باتَ ثقيلا = حَمَلَتْهُ صدورُنا في مضاءِ
ماجّزِعْنا يومًـا ولم يكُ منَّـا = مَن تعامى على يـدِ الخلطاءِ
كلُّهم كلُّهم عدوٌّ لدينٍ = في ميادين هجمةِ الغوغاءِ
يا إلهي هي استغاثةُ قومٍ = عُزَّلٍ من عبادِك الأتقياءِ
فأجبْهم ياربِّ وانصرْ فهاهم = في ثغورِ الإسلامِ أهل فِداءِ
واحمِهم ربَّنا فأنتَ وليٌّ = للمُلَبِّينَ دعوةَ الأنبياءِ
حسبُهم أنهم قرابينُ دينٍ = يُفْتَدَى ربِّ سِفرُه بالدماءِ
ومثانيه للأنامِ حياةٌ = لا كحياةِ البهيمةِ العجماءِ
هو نورٌ ورحمةٌ وسُمُوٌّ = في مغاني مودةٍ وإخاءِ
تعسَ الظلمُ والضَّلالُ وولَّتْ = عربداتُ الأعباء والإعياءِ
جمعَ الأُمَّةَ الكريمةَ فازدانتْ ... = ... فجاجُ الورى بنورِ السماءِ
فتداعت أوثانُ قومٍ ، ونارٌ = قد تلاشتْ وأُخمدت في العراءِ
وبنو الرومِ أذهلَتْهم وجوهٌ = كالدراري في الليلةِ القمراءِ
ووليُّ الصينِ الذي خفضَ الأمسَ ... = ... جناحيه عاشَ في القدماءِ
مطمئنا لِمـا رأى من فصولٍ = وارفاتٍ بالعدلِ لا الشحناءِ
ورجالٍ لم يحملوا الحقدَ حاشا = أو يُذلُّوا الكريمَ في الزوراءِ
أو ينالوا من الأشاوسِ تبًّا = للنفوسِ البغيضةِ الآراءِ
هكذا جاءَ مجدُنا تتغنَّى = بمآتيهِ الحُلوةِ الفيحاءِ :
أُممُ الأرضِ فاسألنْها تَجدْ ... =... مُنْتَشِيَاتٍ في الجنَّةِ الغرَّاءِ
مارأى الكونُ مثلَه في زمانٍ = رغمَ كرِّ العصورِ بالأسماءِ
وبآراءِ أهلِ علمٍ وفكرٍ = وبأقوالِ نخبةِ الحكماءِ
مجدُ أهل الأحقادِ بين غثاءٍ = والوسامُ المرموقُ في الجوزاءِ
مجدُنا صاغه النَّبيُّ فأعظمْ = بصياغاتِ أكرمِ الأنبياءِ
أيُّها الناسُ لاتضلُّوا طريقا = أو تتيهوا في ضجَّةِ الأصداءِ
وتعالوا إلى النجاةِ ورُدُّوا = فتنَ الغيِّ والهوى والهباءِ
ربِّ أرشدْ عبادَك اليومَ وارحم = مهجًا ذُوِّبتْ بالأسى والشقاءِ
وأعدنا إلى الطريقِ جميعًا = وانْتَشِلْنَا من رِبْقَةِ البُعَدَاءِ
بعضُنا يجهلُ الطريقَ وبعضٌ = لم يزلْ في متاهةِ الأبرياءِ
حيثُ يصطادُهم شقيٌّ أثيمٌ = وزنيمٌ يعيثُ بالعذراءِ
نرقبُ الصبحَ يا إلهي ونرنو = للعطايا تهمي بكلِّ فضاءِ
واستغاثتْ بك القلوبُ فصُنْها = من مهاوي الإغواءِ والإغراءِ
ما أكبَّتْ على السَّرابِ المدمَّى = أو أناختْ على حصيرِ عَفَاءِ
ربِّ جئناكَ لائذين بك اليومَ ... = ... فَفَرِّج وَهَبْ لنا من وِقاءِ
نعمَ وجهُ المرابطين تراءى =في جبينِ الوجودِ كالجوزاءِ
في المُحَيَّــا تلألأ النُّورُ فيه = ليس يُطوَى وليس من إطفاءِ
إنهم جندُ دعوةٍ ماتخلَّوا = عن حماها في الحقبةِ العجفاءِ
ليس للوهنِ عندَهم من مكانٍ = فالتَّواني من عادةِ الجبناءِ
فحناياهُــمُ تضجُّ بذكرٍ = ويقينٍ بربِّهم و دعاءِ
إذ تراهم مستبشرين بفتحٍ = باركتْهُ السَّماءُ في الأنحاءِ
ربَّمـا تعصفُ الرياحُ ، ولكنْ = ليس تلقى سوى رجالِ الفداءِ
إنَّ أعداءَهم حيارى سكارى = في غواياتِ خسَّةٍ و ازدراءِ
لم ينالوا وصفَ النَّبَيِّ لقومٍ = أكبرَتْهم مآثرُ الفُضلاءِ
زَهْوُ جيلِ الأبرارِ عهدٌ مكينٌ = عاشَ يُسقَى من غيمةٍ وطفاءِ
لَهُمُ الليلُ وحدَهم في قيامٍ = وحباهُـم إلهُهم بالثَّناءِ
واصطفاهم من البريِّةِ طوبى = في ابتداءٍ لمجدِهم وارتقاءِ
لن يُضاموا وإنْ تصدَّتْ علوجٌ = لِمَساعيْهُمُ بلا استثناءِ
فالعدوُّ المأروضُ يمكرُ لؤمًـا =في غياباتِ خسَّةٍ و عفاءِ
هو يسعى وسعيُه في تبارٍ = وهلاكٍ للمشيةِ العرجاءِ
لن ينالَ الطغاةُ ممَّنْ أصاخوا = لِهُدَى اللهِ لا لصوتِ الغناءِ
ربِّ بَشِّرْ أبناءَنا بفتوحٍ = ودعاءٍ لهم من الآباءِ
وانصرِ الأُمَّـةَ الأبيَّةَ ، وامحقْ = كلَّ ما للعتاةِ من إيذاءِ
فاستغاثاتُها السَّخينةُ ألقتْ = من شكاوى أطفالِها والنساءِ
هي فوق السَّحابِ باتتْ تنادي = مالكَ الملكِ بارئَ الأشياءِ
فأجِبْـهَا ياربِّ وارحم عبادًا = أنهكتْهُم مطامعُ السُّفهاءِ
أهلكوا النَّسلَ ربِّ والحرثَ تَبًّـا =لأفاعيلِ الطغمةِ الرعناءِ
حارَبُوها في كلِّ عصرٍ ومصرٍ = ورموها بأقبحِ الأسواءِ
وَسَقوها كأسَ المرارِ حصارًا = والمآسي ثجَّاجةٌ بالبلاءِ
وإليكَ اللجوءُ في كلِّ كربٍ = وإليكَ الفرارُ من كلِّ داءِ
ربِّ أنتَ القديرُ وحدَك فاجبرْ = كسرَها اليومَ بالرضا والشِّفاءِ
ربِّ أنزلْ على العتاةِ عذابًـا = يتلظَّى في الليلةِ السَّوداءِ
وأحنْهم يومَ الخلاصِ وأبرمْ = لبنيها من عزَّةِ الأصفياءِ
وَخُذِ الظالمَ الزنيمَ و دَمِّرْ = مالَه من شموخِ زورٍ دِعائي
ربِّ قلتَ ادعوني أُجِبْكُم . إلهي = ياملاذَ الأطفالِ والضُّعفاءِ
ياغياثَ العبادِ إنْ عصفَ الخطبُ ... = ... وأرغى بالهجمةِ النكراءِ
قد دعوناكَ ، قد دعوناكَ ربي = فاستجِبْ عاجلا لهذا الدعاءِ
وسوم: العدد 788