وجدة الوجد تعبير شاعري أبدعتـُه إبداعا، وليس لأحد من العالمين أن ينسبه إلى ذاته.
رياح قبيلة بني رياح العروبية
الحرّ هو الحرُّ الرياحي الذي بايع الحسين بن علي، وطلب الشهادة في كربلاء فكانت له.
سلام على وجدة في المنازل=وزينتها في العيون الكحائل
وموعدها بين مد الصهيل=وحد الصليل وبأس الصلاصل
رماها الهيام فكان اللظى=ومن كالهيام يصيب المقاتل؟
هو العشق عشق الجمال به=من السر سر يهز المحافل
تغنى بها شاعر في الورى=تعشقها في الخطوب الحوامل
هو الشاعر اليغتدي بالرؤى=وتفتنه الخاطرات الهواطل
وتسكنه في الجنى وجدة=ويسكنها فوق همس الجداول
وفوق التلال له سرحة=علاها من الحور حلم يواصل
هي الحور في الغار ما برحت=تعندل لحنا ندي الفواصل
هو اللحن من دافقات الخيال=تدلى ومن خافقات الخمائل
تراتيله من سنى عبقر=وآياته من سناء الأخابل
يطوّف في سكنات الظلال=ويعرج في سرحات الجدائل
تقدس لحن تسابيحه=يقين من الشعر بالفيض واشل
خيال من الظل يسمو بلحن=وفن من اللحن سمح سلاسل
أيا وجدة الوجد هذا الصدى=من الليل خفق فويق المناهل
يقدس للوجد حين الجنون=وحين الجنى في دجون الأصائل
تغشاك في غمرة الهم وهم=حسبته في المحل حلما يصاول
فراعك في القرح جرح يغور=وآدك في الجرح غدر العواسل
فلم ترحلي للجنى بالمنى=ولم تدركي صولة في الجلائل
ولكن رأيت الضنى شاهدا=من الليل فيه الخنا والمهازل
دهتك وما في الضنى مخرج=من الغدر في العاصفات الرواكل
فلول الرداءة في ردة=من الأمر بين الوعود العواطل
لمثل وجيدة في حلكة=من الدهر تبكي العيون الهوامل
يهيم بوجدة كل خليع=غريب الهوية رخو يخاتل
ووجدة تنكر منه الهيام=وتنكره في القلى والقلاقل
فيا أيها النهر قد مسني=من الهم ليل كثير البلابل
فيا لك نهرا جموح الرؤى=تقدست في دافقات المسايل
نواويرك الحمر سحر مندى=وأحلامك الخضر عرس يخايل
رمتني بريب المنون ظنون=وأهوى عليك حطام المعاول
تقحم ليل الردى فتية=شمائلهم في الهدى كالمشاعل
تساموا وللعشق وجهتهم=وهاموا وبالعشق مجد الأجادل
فكانوا وكانت لهم وثبة=تباهى بها شاعر في الفطاحل
فلما سمت بالهدى نصرة=وذلت لها سامقات المعاقل
تخطفهم في الهوى غامر=من العشق بين العيون القواتل
عيون العذارى رمين الفؤاد=وما في الثمالة نفس تحاول
عذارى دوار وشيبنني=بهن من العشق شوق يماطل
خلاخيلهن احتواها الخيال=وأحلامهن احتوتها الخلاخل
عليهن من رائعات الفتون=فنون ومن سابغات الغلائل
تضوع منهن سحر تدلت=سبائكه سلسلا في الخصائل
وهوم من عطرهن سناء=طروب الخيال خلوب المخايل
رقصن وفي رقصهن فنون=تراتيلها من عيون العنادل
فأيقظن في خفقات القلوب=شعاليل حب رعته الشعائل
سعيت إليهن في رغب=وبي من صداهن شوق يغازل
فأيقن أن الهوى قدري=وأن العيون رمت والحبائل
أيا وجدة الوجد أين الألى=تسامت بهم عزة في الأوائل
فكانت ملاحمهم في الجلال=وكانت فرائضهم والنوافل؟
وأين الأجاود من يعرب=وأين مضاربهم والرواحل؟
رياح وأذكرها في الوغى=تهد المنايا وتردي الغوائل
إليها هفا هاتف في الظنون=فأوحت إليه المتون الحوافل
بأن التوحد في وجهة=من الفتح موعدها في الجحافل
لنا المجد مشتعلا بالعلى=وما المجد إلا ركوب المجاهل
فلا الدهر يطوي عجائبنا=ولا الليل يغوي الهدى والفضائل
ملكنا الخلود بقيد القوافي=ونلنا الشهود بحد المناصل
وسدنا فهذي مآثرنا=وما للمآثر مثل يماثل
عجلنا إلى الموت نطلبه=فما عاجلتنا الخطوب العواجل
رياح الأجاود قد غامرت=على صهوة الليل فوق الغياطل
إذا غامرت في الخطوب رياح=توهج ليل الردى بالجلاجل
وأخرجت الأرض أثقالها=ودمدمت الأرض بين الجنادل
هي الحرب يذكرها في اللظى=علوج وما الدهر عنها بغافل
مشينا إليهم كما الموت يمشي=بموت زؤام يصك المفاصل
أتتهم بياتا قوارعنا=فذاقوا المواجع من كل نابل
فذوقوا العذاب فلا حذر=يرد حميما من الحر وابل
ألم يعلموا في قراع الخطوب=بأن القوارع ليل يعاجل
ألم يشهدوا البأس من فوقهم=ومن تحتهم قدرا لا يزايل
تردت وجوه العدا ضحوة=وجلت وجوه الحماة الحلاحل
هي الحرب قد حكمت أمة=من الجن والإنس حكم الفياصل
بأن رياحا إذا غضبت=تردت حصون ودكت هياكل
صبي رياح يهد الردى=وشيخ رياح عصي يجادل
ألا إن وجدة فوق الظنون=وفوق المنون وفوق التلاتل
بألف من الدهر شاهدة=وألف من الغر ثارت ببابل
فهل علمت وجدة أن حرا=هو الحر في حالكات الزلازل
شرى نفسه بيعة للهدى=وما الحرإلا القريع الحُلاحل
أيا وجدة الوجد هل يستوي=خنوع يداري وصدع ينازل؟
وهل تستوي فورة ابن لبون=إذا الليل أرغى وصولات بازل؟