لا تنحني
" لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا انحنيت "
مارتن لوثر
لا تنحني ..
حتى ولو رفعوا القيود وساوموك على حُطامْ
واوهموكَ بأنَّ غايتهم سلامْ
لا تنحني ..
حتى ولو قالوا سنمنحك الوسامْ
هذا وسام الذُّلِ او ذاك انتقامْ
أرأيت قَصابٌ يُدَلِّل نعجةً ..
حتى إذا دخلت بموطن ذبحها ..
نُزِعَ الخِطَامْ
*****
لا تنحني ..
حتى ولو ملئوا جرابك باللآل
أي اللآل تزين العنق الذي صنعوا له كل المشانق والحبالْ
لا تنحني ..
حتى ولو نثروا أمامك ما تبقى من غلالْ
هل يُشْتَهى حبٌ مُعَفرُ بالمحالْ
لا تنحني ..
حتى ولو فتحوا خزائنهم أمامك كي تعود إلى الضلالْ
فبأي شيء تُشْتَرى حُريَّة ً 00 وبأي مالْ
*****
لا تنحني ..
فغدا يوارى في الثرى كل الطغاة
ويغيب جندٌ حاصروا فيك الشموخْ
وتسوروا محراب عزك كلما انتفضت عروقك بالحياةْ
لا تنحني ..
فالملك للقهار 00 من مَلك الرقابْ
وملوك تلك الارض مثلك ابناء الترابْ
*****
لا تنحني ..
جدد شموخك كلما رفعت سياط الظالمين
فالسوط في عرف الرجال بطولةٌ ..
وبعرف أهل الظلم جُبْنٌ أو شنارْ
الان تعرف من يخون ومن تراه على دروب الانتظار
في مشهد يحكي زمان الانكسار
" الجند والسجان والقصاب والجلاد قد وقفوا وراء كبيرهم ..
والشيخ والقاضي وساحرهم وقس قد تكامل صفهم ..
والصف أعوج مُذْ بدا عِوَج المسار ْ
ومشانقٌ نصبت أمام عيونهم ..
والذنب حُلْمٌ قد تواتر في منام المذنبين كما النهارْ
الحلم يحكي أنهم وقفوا أمام النهر يرتشفون من ماء الحياةْ
فحكاه بعض القوم فانتفضت عروق المرجفينَ ..
وحركوا جيش "المُعِز " وأشعلوا في الحي نارْ
فُتِحتْ محاكم " دُنْشُواى " وأصْدِر الحُكْم المُعَارْ
" قَتْلٌ لكل الحالمين بغير إذنٍ أو قَرَارْ "
وسوم: العدد 791