*******
حمداً لربّيَ أن أُوتيتُ تاجَ علاً= فأنتَ ، يا ولدي، تاجٌ لمَن باها
وكيف لا،وجناحُ البر يحملُنيِ= فوق الغمامِ؟ فسلْ برّاً وأمواها
أرسلتَ لي بجناح البِرّ يحملُني= من أرض ( جينينَ) كي تمحو به الآها
في (وندسورَ)و (لاسالٍ) يحطُّ بنا= جناحُ بِرِّكَ، فاسأل حُسْنَ مغناها
فقد نظمتُ قصيدي في محاسِنها= لكنّه عاجزٌ عن وصفِ أبهاها
وكيف لا وبها الخضراءُ يانعةٌ؟= وكيف لا، وحباها الله أمواها؟
كذا خلائقُ أهليها مزيَّنَةٌ= باللطف، والبشرُ يبدو في محيّاها
وإنّ غيدَكِ ، يا ( وندسورُ) فاتنةٌ= يُبدين من زينةٍ ما كان أحلاها
لكنّها وُهِبتْ كيما يعِفّ بها= زوجٌ أُحِلَّ له ساقٌ وأعلاها
إنّي أراكِ، وقد أرخصتِ ما بُذِلَتْ= فيهِ المهورُ ، فجاس القومُ مغناها
لقد ضللتِ ، وألقيتِ الشّباك لنا= لكنّ مؤمننا ما كان يغشاها
هيّا البسي ثوب طهْرٍ يستقيمُ به= جيلُ الشّبابِ، فترضي الشّرع واللاها
والآن عَوْداً إلى آفاق رحلتنا= غرباً وشرقاً ، وبِرُّ الوُلْدِ زكّاها
فأنت ، يا ولدي، أعجزت قافيةً= من شِعر برِّك ، فاقبلْ ضعفَ مبناها
ها أنت قد طفتَ بي جنّاتِ كوكبنا= ما كنتُ أحلمُ أن أجني عطاياها
مشاهد الحُسنِ في ( الهادي) وجيرته= (فنكوفر ) الحُسنُ يبدو في محيّاها
واسأل جزيرتها (فكتورَ) ساحرةً= منّا النهى، فتبثُّ السّحرَ عيناها
لولا العقيدةُ تأبى أن أشبّهها= لقلتُ لهي جِنانُ الخلدِ نحياها
وسل (سياتلَ) عن برجٍ وذروته= وما أرتْنا من الآفاق أبهاها
و(بالتّلفريك) طرنا فوق شامخةٍ= من الجبال ، وذاك البحرُ ناجاها
وما اكتفى الحِبُّ حتّى راح يحملُنا= إلى مدائنِ أمريكا ومغناها
وفي (نيوجرس) إذ حطّ الجناحُ بنا= نمنا ( بتاج بلازا) واحتفت أنحاها
وقد سُررنا بأتباعٍ لشرعتنا= يحيون فيها ، وعينُ الله ترعاها
وقد وجدنا إماماً في مجمّعهم= هو المحمّد قطناني وأبهاها
وقد سررنا به إذ أمّ جمعتنا= وحثّ ما حثّ تبياناً لبلواها
ثم انطلقنا إلى (نيويوركَ) نخبرُها= أن الحضارةَ قد ضلّتْ بمعناها
هذا الشّموخُ شموخ العلم ينقصُهُ= شموخُ نفسٍ على ما كان دسّاها
فذي حضارتكم للرجس رائدةٌ= والبطشِ في أممٍ قد خاب مسعاها
فأين منكم شعور الخير يدفعكم= إلى العدالة في قدسي وأقصاها
وكم شعوبٍ وأقوامٍ وقد سُلِبوا= حقَّ الحياة، وما غوثٌ لبلواها
إنّا نعيش حياةَ الغاب وا أسفا= أمّا السّعادة، فالمقهورُ ينعاها
فإن أردنا حياةً نستطيب بها= طعم الحياة فبالإسلام نحياها