ضعيفا قد خُلِقتَ , فما التّعالي= على مَن واكبوكَ إلى الزّوال ؟
أتخْلدُ بَعدَهم إذ ما تَوَلّوا= فتبقى في النّعيمِ وفي التّعالي ؟
فلو كُتبَ الخلودُ لنا بدُنيا= لشاهدتَ القرونَ مِن الخوالي
فكلٌّ ميتٌ وإلى رحيلٍ= ويبقى وجهُ ربّكَ ذو الجلال
وبعدَ الموتِ بعثٌ مِن قبورٍ= بيومِ الدّينِ , يا هوْلَ السّؤال
فإنْ ثقُلتْ موازينٌ وبانتْ= صحائفُ قد نطقن بخير حال
فطوبى للذي أُوتي كتاباً= بيُمْناهُ , وبُشِّر بالعوالي
وطوبى للذي قضّى حياةً= بطاعة ربّهِ قبْلَ ارتِحالِ
فكان جزاؤهُ جنّاتِ عدْنٍ= وينْعمُ بالرّضا مِن ذي الجلال
ويا ويلَ الّذي قد ضلّ سعياً= ولبّى منْ دعاهُ إلى ضلال
فقد خفّتْ موازينٌ فيرْدى=ويهوي في جهنّمَ , فهو صالِ
فلِمْ لا تَصلُحُ الأعمالُ منّا=ونُحْسِنُ عِشْرَةً لذوي الخِلال ؟
ولِمْ لا تَحفَظِ المعروف دهراً=وتشْكُرُ مَن سقاكَ مِنَ الزُّلال ؟
ألا إنّي سألْتُكَ , يا إلهي= رشاداً في المقال وفي الفعال
وجَنبني وأهلي والذّراري= دروبَ السّوءِ , واختِمْ بالحلال