مراجعات ...
20كانون12018
شريف قاسم
...
***
أغلبُ الظَّنِّ ... ماقرأْتِ بياني = أو خبَرْتِ المكينَ من إيماني
أو تريَّثتِ قبلَ ثنيِ أيادٍ = لكتابِ التدبيرِ بالحدثانِ
فأليمُ الإزراءِ أهونُ ممَّـا = في الأماني من وهمهاالمزدانِ
قد تبادرْتِ بالنكالِ على قومي ... = ... بسيفِ التنكيلِ والحرمانِ
وتفانيتِ بالمكارهِ ترمين ... =... علاهم بالذُّلِّ والإذعانِ
فاستفزَِّي مَنْ شئتِ ، ليس تنالينَ ... =... سوى خيبةِ العدوِّ الجاني
واعترافاتُنا دلائلُ وقْدٍ = تتلظَّى نيرانُه في الجَنانِ
مارأينا لدى النَّجاةِ سوى الأعصمِ ... =... أغناها بالهدى الرَّباني
نحن أدرى بمَنْ أضاعوا ، وأدرى = بمَن اليومَ قد تُصانُ الأماني !!!
وهو الوهنُ : ثوبُ عارٍ وبؤسٍ = وقد اخضلَّ نسجُه بالتَّواني
ما أتانا بغيرِ زيفِ سرابٍ = يتراءى كالماءِ للظمآنِ
قَتَلَ العزمَ غيُّه ، فاستساغتْ = صفحاتُ الهوى حروفَ الهوانِ
يحفظُ اللهُ مابنتْهُ لقومي = أَبَدَ الدَّهرِ نيِّراتُ المثاني
وحماها من الأذى خالداتٍ = من تمادي الأهواءِ والعصيانِ
ومن النَّفسِ إذْ أماتَ هُداها = مايعانيه عاتقُ الإنسانِ
من تآخٍ مع المفاسدِ تُذكي = بالرَّزيَّاتِ عضَّةَ الأُفعُوانِ
وإذا النَّفسُ باعت الأنفَسَ الأمثلَ ... =... هانتْ دونَ الفدا والتَّفاني
واستنامتْ على المآزقِ تشكو = للصَّريخِ المكدودِ عيَّ اللسانِ
فتراميْتِ مرَّةً إثرَ أخرى = فوقَ جمرِ الآلامِ والخذلانِ
فازدراكِ الزمانُ حيثُ توارتْ = شمسُ دنيا ربيعِكِ الفينانِ
فتثاقلتِ عن مدارِ سُمُوٍّ = وتغافلْتِ عن سنى القرآنِ
فلكِ اللهُ ــ أُمَّتي ــ كم تعانينَ ... = ... من الظلمِ ــ مزريًا ــ ونعاني
كبَّلتْكِ المنفصاتُ أدارتْ = لك وجهًـا جميلُه غيرُ دانِ
أيُّ خيرٍ قد يُرتجَى من سفيهٍ = ماتوانى يختالُ كالثعبانِ !!!
ليس ينأى ، وقد أصرَّ على الإثمِ ... = ... شقيًّا من غيرِ ما وجدانِ
فاجرعي المُـرَّ يا أسيرةَ جَورٍ = محكمِ القيدِ غايةَ الإتقانِ
قد أتتنا هذي العصورُ بثوبٍ = أجنبيِّ الخيوطِ والألوانِ
صنعتْهُ لكلِّ شاردِ عقلٍ = أو أثيمٍ أو فاسقٍ ولهانِ
كلما هبَّ للجهادِ رجالٌ = وأزالوا الخنوعَ بالعنفوانِ
جاءَ مكرُ النفوسِ يرمي خطاهم = بسنانٍ ذي خسَّةٍ وامتهانِ
بئسَ مَنْ باعَ جلدَه للأعادي = برخيصِ المتاعِ والأثمانِ
تتلوى فيه الرعونةُ سمًّا = في إناءِ الإجحافِ والأضغانِ
ذقتِ يا أُمَّتي أذىً ليس يُنسَى = وشقاءً يفورُ بالخسرانِ
نهشتْ مجدَك الكريمَ ذئابٌ = ورأينا الأنيابَ في الأبدانِ
وبعقرِ الديارِ أُضرمت الفتنةُ ... = ... تلوي الآمالَ في البلدانِ
=
وببغيٍ مدجَّجٍ بانتقامٍ = عالميًّ نفارُه شيطاني
عربدتْ فيه بالقنا أمريكا = وثعالي اليهودِ والصلبانِ
ومن الروسِ لعنةُ اللهِ عليهم = ومن الصِّربِ أمتي كم تعاني
وفرنسا والإنكليز ومَن شدَّ ... =... يديهِ على يـدِ الطليانِ
لاألومُ العمين من عربِ الذُّلِّ ... = ... متى هم والعزُّ يلتقيانِ !!!
قد مضينا بوهننا نتباهى = بحنانٍ وبطرسٍ ورزانِ
ونجوم المغنيات تراءَيْن ... =... سكارى في حومةِ الميدانِ !!!
وجموع الغثاءِ ضجَّتْ وماجتْ = حول رقصِ الشجعان في إتقانِ
بفلوسٍ قد لاتُعدُّ ولا تُحصى ... = ... وحينا تُدارُ بالمجَّانِ
ولذا فالأرضُ السليبةُ عادت = من ربا قدسِنا إلى الجولانِ
ياليالي الزمانِ عودي بوصلٍ = وذري النأيَ ياليالي الزمانِ
قد ربحنا ــ يا أُمَّتي ــ وانتصرنا = تلكَ راياتُنا على كيوانِ !!!
سامحيني إنِّي غلطتُ ولكنْ = قد صلبنا الفدا على العيدانِ
إنَّ أوروبا في يديها عهودٌ = لم تخنْها ــ بالأمسِ ــ للعربانِ
وحقوقٌ تُرعَى وما نقضتْها = مثل حقِّ التشويه للنسوانِ
حفظتْ حقَّ كلِّ صاحبِ حقٍّ = في سراييفو ثمَّ في البلقانِ
وأتتْ بالتَّقدُّميَّةِ فالعنْ = وجهَ زورِ التقدُّمِ العُريانِ
حكمُ فجَّارِ عالمٍ مستباحٍ = حكمُ باغين مالهم من أمانِ
أينما عاش مسلمون أتتْهم = نارُ حقدٍ من أضلُعِ الصُّلبانِ
وهمُ الصِّربُ كم أبادوا ونالوا = بالأذيَّاتِ إخوةَ الإيمانِ
ويدٌ للتبشيرِ دمَّرت الصومالَ ... =... باسمِ المعيلِ للجوعانِ
لعبةُ العصرِ : قصَّةٌ دبَّجتْها = في ربانا محافلُ الطغيانِ
مَنْ ترى يقتلُ الشعوبَ ويطوي = مالها من مكانةٍ ومكانِ !!!
ومَن اغتالَ الخيرَ والأمنَ في الدنيا ... =... وأدمى تطلُّعَ الإنسانِ !!!
ومَن استرخصَ النفبسَ ، فأجرى = من دماءِ الأفغانِ والشيشانِ !!!
باسمِ مافي حضارةِ السُّوءِ من مكرٍ ... = ... وشُؤمٍ ، ومنهجٍ صبياني
أيُّها الماكرون : قد كشفَ النَّاسُ ... = ألاعيبَكم بلا نكرانِ
حيثُ كنتم لم تستحوا من مخازٍ = أنكرتْها شرائعُ الأديانِ
قد رفعتُم على المسارحِ قومًا = قد أهمَّتْهم نشوةُ الصولجانِ
فتراموا على الكراسي صغارا = رغم حجمِ الألقابِ والسلطانِ
وَلْتَمُتْ دونها الرؤى ذابلاتٍ = وَلْتُصوِّحْ في الحقلِ كلُّ الأماني
وَلْتنمْ في ثيابِ قهرٍ شعوبٌ = لازدراءِ الذُّؤبانِ للقطعانِ
فالكراسي عزيزةٌ ذاتُ سحرٍ = مثل سحر الياقوتِ والمرجانِ
وعليها يرى الأذلُّ مكانًا = فيه تُنسَى أصالةُ الفرسانِ
فيُجافي آمالَ شعبٍ جريحٍ = ويحَ هذا الملفوف بالأكفانِ !!!
ليس يدري حالَ البلادِ ، ولا يأسى ...= ... على صوتِ شجوِهاالرَّنَّانِ
هل يواسي الجريحَ إلا جريحٌ = خبرَ الكيَّ قبلُ في الشِّريانِ
وتلوَّى على المكارهِ يأبى = عارَ هذا السقوطِ في القيعانِ
إذ تعالى على تحدِّي الأعادي = مستجيرًا بالقاهرِ الدَّيَّانِ
أبطلتْ بالجهادِ عزَّتُه الخوفَ ... =... وأذكى الفداءَ بالإيمانِ
لايهونُ الأبرارُ إن ركبوا للَّهِ ... = ... خيلَ الجحاجحِ الشجعانِ
طعمُ مُـرِّ اعتزازِهم باتَ أحلى = من رحيق الجناية المزدانِ
إنَّ دينَ الإسلامِ باقٍ ، وتبقى = سُنَّةُ المصطفى مع الفرقانِ
جاءَ حِرزًا : ماللهدى من إباءٍ = في قلوبِ الأحبةِ الفتيانِ
لم يذلُّوا فللعقيدةِ ربٌّ =قصمَ الظلمَ واهيَ البنيانِ
فهوى إحدى الحسنيين مكينٌ = في حناياهُمُ جميلُ المعاني
يا أخي فاسلك الدروبَ تقيًّا = لستَ تخشى تقلُّبَ الحدثانِ
واستجرْ باللهِ القديرِ ، وأيقنْ = بانفراجٍ لظلمةٍ و دخانِ
يشمخرُّ الكفورُ زورًا وبغيًا = ويباهي بكثرة الأعوانِ
وتناسى بطشَ القديرِ ، وأغرى = بالسجايا الحِسانِ خبثَ الجبانِ
تعسَ المرجفون مهما تمادوا = وتنادوا جهلا إلى الخسرانِ
وأهانوا جباههم ساجداتٍ = للشياطين والهوى والهوانِ
هكذا الشؤمُ يجلبُ الشؤمَ فيما = تتوارى المنى ورا القضبانِ
ويسوَّى الترابُ فوق جَناها = كي تموتَ الثمارُ قبلَ الأوانِ
وينادي الفلاَّحُ آخرَ أدرى = برواياتِ ذلك البستانِ
لهمامٍ مدرَّبٍ ألمعيٍٍّ= وحريصٍ جِدًّا على الصولجانِ
تلك أُنشودةُ الخريفِ وأحرى = بالمغنِّين أن يُرَوا في المكانِ
وسخٌ جاءَنا من الغربِ لكنْ = قد قبلناهُ ــ ويحنا ــ كالجُمانِ
ونثرناهُ فوقَ أغلى تراثٍ = وطمسنا به سنى التِّبيانِ
وتمادى على مداه التَّجنِّي = بيَدَيْ كلِّ مرجفٍ عَلماني
حيثُ ديمقراطية العصر ، فَلْتَنعمْ ... = ... شعوبٌ بأفخرِ الأردانِ
من غناءٍ ، ورقصِ كلِّ لعوبٍ = ونفورٍ عن جنَّةِ القرآنِ
وانسلاخ من الفضائلِ إذْ لم = نتقدَّمْ للمجدِ بالفرقانِ
نفقدُ اليومَ مَن يراعي شعورًا = لشعوبٍ تعيشُ في إذعانِ
حرمتْها مناصبُ الزُّورِ طعمًـــا = لِلَذيذِ الوفاءِ للأوطانِ
ويحَ زهو المكانِ أعمى عيونًا = ببريقِ الوسامِ والنيشانِ
لم يُغادرْهُ مَن أتاه ، ولولا = رحلةُ الموتِ لم يزلْ في المكانِ
خصَّـه حظُّـه المـوشَّى بوهمٍ = بوفيرٍ من المنى والتهاني
كم توهمتُ في رؤايَ أبابكرٍ ... = ... يعينُ المحزونَ بالتحنانِ
ورأيتُ الفاروقَ يدفعُ عن ذاكَ ... =... المعنَّى نوائبَ الأزمانِ
ورأيتُ المعروفَ يأتي بسيمًا = لم يغادرْ أخا الرضا العثماني
ورأيتُ العاني وراحُ عليٍّ = لم تدعْهُ يموتُ في الأحزانِ
ورأيتُ الأمينَ يحضنُ مجدًا = ماتوارى في الريبِ والخسرانِ
وتراءى لي خالدُ بنُ الوليد السَّيفُ ... =... مسلولا لا على فتياني
ربِّ رحماكَ ماتَ فخرُ جبيني = وتوارى الحياءُ خلفَ الهوانِ
وتغطَّى بثوبِ كلِّ جبانٍ = مَن تعامى عن نورِ صبحِ المثاني
أتراني في حلمِ ليلٍ موشَّى = بالأكاذيبِ ـ ويحني ـ أتُراني !!!
لم أغادرْهُ فالقيادةُ وهمٌ = والزعاماتُ زيفُها كالأماني !
لم أغادرْ أفنانَه الخضرُ فالموسمُ ... =... قد جاءَ بالقطوفِ الدواني
ولمَ النأيُ بعدَ أن شاهدَ زيرًا = ظامئُ النفسِ للغِنى والغواني !!!
فلقد نالَ مَن رأى بعضَ مافي = لمعانِ الغرورِ في الأردانِ
وحواليه إفكُ ألفِ لسانٍ = لم يغبْ في المديحِ أيُّ لسانِ
أنا أشكو بلادتي فدعوني = مع لوعاتِ م هجتي وزماني
وقطيعٍ بين البراري تآخى = مع مافي التَّصحُّرِ المزدانِ
ينتقي من رُعيانِه مَن تمطَّى = في فراشِ الضُّحى الوفيرِ التواني
والسِّلالُ العجافُ تأكلُ مافي = محتواها تلك البطونُ الحواني !!!
وتسيرُ الجموعُ ثكلى سكارى = ليس تدري أين السَّبيلُ الهاني
أكلُها عاشَ ، والحناجرُ ماكلَّتْ ... =... وصوتُ الطبول في الآذانِ
والملايينُ شغلُها في لقاءٍ = بين نادي المريخِ والدَّبرانِ
والملايين والهتاف تعالى = لفريقِ الزمالكِ الجذلانِ
وانتصرنا أحلى انتصارٍ بفنٍّ = وغناءِ ومسرحٍ وقِيانِ
وانكبابٍ على سموم النصارى = وحداثاتِ فاسقٍ لهفانِ
وبدنيا سرورِها أطربتْها = رقصاتٌ غربيَّةٌ وأغاني
وفلسطينُ : مافلسطين ؟ طاحتْ = تحتَ قصفِ التهريجِ والهذيانِ
فدعوها لأهلها ، ولِمَنْ آمنَ ... = ... باللهِ القاهرِ الديَّانِ
لاتلوموا أهلَ الشهادةِ هاهم = فوقَ جمرِ الخطوبِ والعدوانِ
لم تنلْ فتنةُ المذلَّةِ منهم = أو تناسوا ماجاءَ في القرآنِ
أو مشتْ مشيَ المرجفين خطاهم = مرغماتٍ للآمرِ الأمرِكاني
يالأيَّام أمَّةٍ أثخنتْها = بالمآسي أسنَّةُ الأحزانِ
نكبةٌ إثرَ نكبةٍ تتلظَّى = واندحارٌ في ظلمةِ الخسرانِ
أسمعْتُم بمثلِ عصرٍ تهاوتْ = هامةُ العُربِ فيه للقيعانِ !!!
ياندامات مهجةٍ أحرقتْها = نارُ شجوٍ ممَّـا ترى عينانِ
اذبحوا المسلمين في كلِّ أرضٍ = واهتكوا العِرضَ ، واكرعوا من دِنانِ
واطربوا واسكروا شرابا حلالا = مستساغًا من الدمِ الهتَّانِ
وأهينَ الذين كانوا وكانوا = وهمُ اليومَ طعمةُ الذُّؤبانِ
لم يجيدوا سوى النقيقِ بعصرٍ = ملأتْهُ الأوزارُ بالديدانِ
أيُّها المترفون في كل قطرٍ = عربيٍّ عودوا إلى الرحمنِ
لتنالوا مكانةً ضيَّعتْها = ترَّهات الأهواءِ والأضغانِ
فالمعالي دروبُكم لو أنبْتُم = وحملْتُم مآثرَ الفرقانِ
إنَّه الفتحُ قادمٌ ، وبحولِ اللهِ ... =... تُطوَى ضراوةُ العدوانِ
والليالي ، إنَّ الليالي حُبالى = ويدورُ المخاضُ قربَ الأوانِ
أُهلِكتْ قبلَهم قبائلُ عادٍ = وجموعُ المجوسِ والرومانِ
لم يُقَوِّ القوى بعالمِنا اليومَ ... =... سوى وهْنِ جيلنا المستهانِ
يومَ أخوى على السَّرابِ مسجَّى = بغطاءِ الإذعانِ والحرمانِ
وتهادى مع انقيادٍ بغيضٍ = ليس يدري معنى الفدا والتَّفاني
ساورتْهُ الخطوبُ أوهتْ قُواهُ = يوم لاقى العدوَّ في الميدانِ
إنَّه الجيلُ باتَ في القيدِ أعمى = يترامى على يدِ الأخدانِ
ويوالي جلاَّدَه مستهينًا = بالعذاباتِ والأسى العُريانِ
يا إلهي وأنت أدرى بحالٍ = قد ألفناه في دجى الخذلانِ
في ثكالى ، وأُمَّهاتٍ حزانى = وعذابِ السُّجونِ والسَّجانِ
ومصابيح غربةٍ أطفأتْها = صفعاتُ الأسى تهزُّ كياني
فرِّج الغُمَّةَ الثَّقيلةَ ، وامنحْ = منك ياربِّ رحمةً للعاني
وأعدْ بسمةَ الربيعِ علينا = أنتَ أهلُ النَّجداتِ والإحسانِ
لك نحيا ، ومنك نرجو خلاصًا = من أعاصير فاجعاتِ الزمانِ
ياإلهي لقد توسَّدَ قلبي = في أماسيهِ لوعةَ الحدثانِ
أمتي يأكلُ الأمانَ شقاها = والأذى المرُّ جاءَ كالفيضانِ
والملايين ويحها كغثاءٍ = جرَّها غيُّها بلا أرسانِ
أسندتْ رأسَها على ضرباتٍ = موجعاتٍ للبؤسِ والحرمانِ
وأكبَّتْ على ثقيلِ الرزايا = واستجارتْ بالزيفِ والبطلانِ
بأسُها بينها شديدٌ أليمٌ = عجنتْهُ الأهواءُ بالنيرانِ
إنَّ مَنْ يجرعُ المرارةَ أدرى = من فتىً عابثٍ بلا وجدانِ
يا إلهي أنت المجيبُ دعائي = في اشتدادِ العنا الغشومِ الجاني
هجمَ الشَّجوُ عاصفًا ، وفؤادي = قد تلقَّاهُ مؤمنًا غيرَ وانِ
فارحم المسلمين ياربِّ هاهم = بينَ قتلٍ وشِقوةٍ وامتهانِ
هو عصرُ اندحارِهم ، فتداركْ = وانتشلْهم من حمأةِ الإذعانِ
وانتصرْ ـ ربِّي ـ للضعافِ الحيارى = وأعنهم من طَوْلِك الرَّبَّاني
وأعذْهم من كلِّ باغٍ زنيمٍ = وأجرهم من كلِّ طاغٍ مُدَانِ
قد تداعتْ عليهمُ الأممُ العظمى ... = ... وعاثتْ أقدامُها بالمغاني !!!
هكذا قيل : إنهم أممٌ عُظمى ... =... فبئستْ حضارةُ الشنآنِ
مِللُ الكفرِ حاصرتْهم بِشِعْبٍ = فيه ثار الإباءُ في الشِّريانِ
ليس إلاَّكَ يامهيمنُ فانصر = مَن تحلَّوا بالصَّبرِ والإيمانِ
قيل : ضاقت على عبادك أرضٌ = وسماءٌ من الحصارِ الجبانِ
غير أنَّا نرى بلطفِكَ قولا = ماتخطَّى اليقينَ في الفرسانِ
فيه بثِّي وقد تطاولَ حزني = إنَّما ردَّ موجَه إيقاني
بك ياربِّ ، والرجاءُ حليفي = ليس ذاك الحليف للشيطانِ
فانصر الأمةَ الكريمةَ واحفظ = مالديها من سابقِ الرضوانِ
وسوم: العدد 803