صبيحة يوم نُوحيِّ الغيوث
مذ أبرقت كبدُ السماءِ بلمعها = طوفانُ نوحٍ قد جرى دفَّاقا
وتفتَّحت بالغيثِ أبوابُ السَّما = فاستقبلتْهُ الظامئاتُ عِنَاقَا
ما بين وابلِ مُزنةٍ أو طَلِّها = غنَّت عِطَاشُ حقولِنَا أشواقَا
الكونُ عُرْسٌ والأناسيْ ضيفُهُ= والجوُّ من بعدِ الكآبةِ رَاقَا
وعلى سفوحِ التَّلِ بَدْوٌ رُحَّلٌ = فتَحَ المَسِيْلُ عليهِمُ أشْدَاقَا
غرقت خيامُهُمُ فباتوا سُهَّداً = والنهرُ يهدِرُ حولهم خَفَّاقَا
غرقوا ونحنُ ننامُ مِلْىءَ جفونِنَا= ضَرَبَ المَسِيْلُ عليهُمُ أطواقا
من للمساكينِ الذينَ بلوْتَهُم = إلاَّكَ يا ربَّ الورى إطلاقَا؟!؟