هـاتِ الـقـوافي
هـاتِ الـقـوافي الـنَّابـضاتِ سريـعا
كيْ تفضحَ الـتَّـهـويدَ والـتَّطـبـيـعا
يأبى الدَّمُ المسفـوكُ ظـلمًا أنْ يَـرى
اِبْـنَ الـعــروبـةِ لـلـعـدوِّ مُـطـيـعا
يأبى الشَّهـيـدُ وقـد تـقـاطرَ نبــضُه
فـوْق الـتُّـراب وسالَ فـيه نـجـيعـا
يـأبى الـمـشـرَّد في الـبـلادِ مـعـذَّبًـا
ولـقــد أذيــق الـنَّـأيَ والـتَّـجـويـعا
أنْ نــمـنـحَ الأعــداء فـرصة غـادرٍ
كـيْـمـا نـزيـدَ مـذلَّـةً وخــضـوعـا
إنَّ الـتــقـــرُّب لـلـعـــدوِّ خــيــانـةٌ
لـدمِ الشَّهـيـدِ هـناك خـرَّ صريـعا
يـأبـى لـنـا الـدِّيـنُ الحـنـيـفُ ورَبُّـه
أنْ نجـرعَ السُّمَّ الـمُـمـيـت نـقـيـعـا
يـأبـى لـنـا الـتَّـاريـخُ أيْـنـع حِــقـبـةً
مـلأ العَــوالـمَ رفـعـةً وســطـوعـا
تأبى لـنا الأسـفـارُ خُطَّـت بـالهـدى
فبـدت كأكـملِ ما يـكـون نُـصوعا
يـأبـى لـنـا الحِـسُّ الـسَّـلـيـم يَـهـزُّنا
كيْ لا نريقَ على النَّـفـيس دموعا
يأبى لـنـا الـزَّيْـتـونُ والـتِّـيـنُ الَّـذي
حـلـف الإلـهُ بـه فـضاءَ شـمـوعـا
تأبى عروقُ الأرضِ أوْغلَ جذرُها
تـأبى الأزاهـرُ أيْـنعـت لـتضوعا
تـأبى الـكـرامة أنْ تسيـر جـموعُـنا
نحــوَ الـيـهـودِ الحاقـدين قـطـيعا
لا يرتضي الحرُّ الشَّريفُ بأنْ يرى
أرضَ الـجـدود تـجـارةً لـيَـبـيـعـا
الـعُرْبُ لن يَـنسَوْا جرائـمـهم وقـد
مَلـؤوا الـقـلـوبَ تشقُّـقًـا وصدوعا
كـمْ مـن مـذابـحَ نـفَّـذوهـا جهـــرةً
كمْ مـن خــرابٍ قـد أتـوْه فـظـيـعا
كمْ من عهـودٍ ـ والخيـانةُ طبـعُـهُمْ ـ
قـد أعـمـلوا بـبـنودِها الـتَّـقـطيـعا
الـمـكـرُ والـلُّـؤمُ الـقـديـمُ سبـيـلُهـم
من عهد موسى أو زمانِ يَـشوعا
هم دودُ هذي الأرضِ بلْ شيْطانُها
كـم قـارفـوا بـالـمُـسـلِـمِ الـتَّشنـيـعا
أبلِـغْ ذيـولَ الغـاصِبـيـن وقـلْ لهم
ما زالَ حـصنُ الـمسلـمـين مَـنيعا
أبـلِـغْ فـلـولَ الهـاربـيـن وقـلْ لهـم
مـا زال عـمـرُ الـثَّـائـرين ربـيـعا
أبلِـغْ جـمـوعَ اللَّاهـثـيـن وراءَهـم
الشَّعـبُ يـعـرف ما يُحاكُ سريـعا
خسِئوا فلن نـرضى بصفـقة ذلِّهـمْ
ولسوْف نـنـكرهـا فـتًى ورضيـعا
ولسوْف تـنـكـرها حرائرُ أرضنا
وشيـوخُـنا والمـؤمـنـون جَـمـيـعا
ولسوْف تـفـنـى صفـقةٌ نذروا لها
إبـلـيسَ أو شـاؤوا بها الـتَّـطبـيـعا
وسوم: العدد 813