قلبان، من حلب إلى السالمية

د. عبد السميع الأحمد

أنا لي قلبان

قلبٌ في ربا الشام

وقلبٌ في الكويتْ

أنا لي حُبّان

حبٌّ هام بالفيحا

وحب ههنا في كل بيتْ

أنا لي عشقان

عشقٌ حلبيٌّ

حطّم القلب

وعشقٌ سالميُّ

أنا لي حرفان

سينٌ دامعٌ باكٍ

وكافٌ بلْسمَ الحزن بقلبي

إنه حبّ الكويتْ

         ***          

ليْ بلادٌ

أشتهي لو أنها الآن أماميْ

رشَّةً من عطرْ

حفنةً من طينة الشهباء

في قارورةٍ

في بيت شَعرْ

رجفةً في رقصة البرْد المدمّى 

بحّةً في صدرْ

كلْمةً.. قافيةً

ضرْباً .. عَروضاً

في نديّ الشعرْ

     ***        

لي بلادٌ

أشتهي لو أنها الآن حيالي

في الكويتْ

تحتفي كالآخرينْ

بضّةً كالياسمينْ

نجمةً فوق الجبينْ

علَماً في كل بيتْ

يتدلّى مثلَ موج البحرِ

قرب السالميّةْ

مثل أسراب النوارسْ

مثل طلاب المدارسْ

مثل قلبين بمقهى

في جِواءٍ شاعريةْ

قرب أبراج الكويتْ

      ***         

ليْ بلادٌ

أشتهي لو أنها الآن أمامي

دفقةً شعريةً في نبض عاشقْ

وزّع القلبَ المفارقْ

بين أنثى وبلادْ

شطّرا منه الفؤادْ

خالطا فيه الدماءْ

جرَيا عفْواً كما تجري تراتيل المساءْ

أحرفاً تنبض في الديوان حرّى

ترسم الأحلام والآهات نثرا

تحمل اللهفة  للمحبوب.. سطرا

ولهذيْ الأرض أرض الكوت.. سطرا

تنفث الأشجان للأوطان شعرا

حالماً مثل الكويتْ

دافئاً في كل بيتْ

          ***          

ليْ بلادٌ

أشتهي لو أنها الآن بقربي

في الكويتْ

عَرْضةً بين المسيرةْ

فرحةَ الطفل البهيجْ

رقصةَ البنت الصغيرةْ

شغَفاً قرب الخليجْ

وأهازيجَ تعالى

لحُنها في كل بيتْ

يملأ الآفاق يدعو:

حفظ الله الكويتْ

حفظ الله الكويتْ

وسوم: العدد 813