نَادَى الْمُنَاْدِيْ فَاسْتَمَعْتُ لِقَوْلِهِ:=قَدْ أُغْلِقَتْ دَرْبٌ إلَى الدَّيّاْنِ
بِرَحِيْلِهَا قَدْ أُوْصِدَتْ بَوَّابَةٌ=قُدْسِيَّةٌ فِيْ جَنَّةِ الرِّضْوَانِ
فَقَدِ ارْتَقَتْ أُمّيْ تُجَاوِرُ رَبَّهَا =يا سَعْدَهَا بِالرَّوْحِ والرَّيْحَانِ
لَهفِي عَلى نَفْسِي فَإنِّيْ ذَاهِلٌ=وَسَهَوْتُ عَنْ مِنَحٍ مِنَ الْمَنَّانِ
لَكِنَّنِيْ عَنْ بِرِّهَا مُتَكَاسِلٌ=رَبَّاهُ أَرْجُو الْعَفْوَ عن نِسْيَاني
قَدْ كُنْتُ أبْغِي وَصْلَهَا وَرِضَاءَهَا=حَتّى أَفُوْزَ بِرَحْمَةِ الرَّحْمَانِ
حَالَتْ بِحَارٌ وَالْمَفَاوِزُ بينَنَا=بَعْدَ الشَّتَاتِ وَغُرْبَةِ الْأَوْطَانِ
مَا زِلْتُ طِفْلاً عِنْدَهَا وَصَغِيْرَهَا=تَتَلَمَّسُ الْحَالَ الّذِيْ أَضْنَانِي
كُنْتُ السَّعِيْدَ تَحُفُّني دَعَوَاتُهَا=وتُعِيْنُنِيْ دَوْمَاً عَلَى الْأَزْمَانِ
بِسَمَاحَةٍ تَدْعُو لِكُلٍ بِاسْمِهِ=هِيَ لَا تَمَلُّ مِنَ الدُّعَاءِ الحَانِيْ
تَجْرِيْ مَدَامِعُهَا لِتَمْنَعَ دَمْعَنَا=تَرْجُوْ لَنَا عَيْشَاً رَغِيْدَاً هَانِي
بَعْدَ انْقِطَاعِ دُعَائِهَا وَوَدَاعِهَا=ينْهَدُّ رُكْنُ الأَمْنِ فِي بُنْيَانِيْ
واليَومَ أحْيَا غُرْبَةً في غُرْبَتِي=لَا تَلْتَقِي الْأَهْدَابُ في الأَجْفَانِ
رَحَلَتْ وَقَلْبِيْ وَاجِفٌ لِفِرَاقِهَا=فَاللهُ يَأْخُذُ بَعْدَ أَنْ أَعْطَانِيْ
يا ربِّ أنْزِلْ رَحْمَةً وَسَكِيْنَةً=بالوَالِدَيْنِ وَبِيْ مَعَ الْإِخْوَانِ