أَطَيْــفٌ أتــى مِنْكُــمْ أضــاءَ اللَّيالِيــا
أَطَيْــفٌ أتــى مِنْكُــمْ أضــاءَ اللَّيالِيــا؟
أمِ الشَّمْـسُ شَعَّتْ؟ أمْ هِلالٌ بَدا لِيــا؟
أَمِ الوَجْهُ بَدْرُ التِّمِّ يَجْلُو دُجى المَسا؟
أمِ الكَعْبَـــةُ الغَــرَّاءُ لاحَـــتْ أَمامِيــا؟
سَلُـوا قَلْبِيَ المُضْنَى: أيَهوَى سِواكُـمُ؟
فَأنْتُـمْ حَلَلْتُمْ في الحَشا في شَغَافِيــا
فَلَوْلاكُــمُ مــا قَـــرَّحَ الخَــدَّ مَدْمَعــي
وَلَــوْلا هَوَاكُــمْ مـا نَظَمْــتُ القَوافِيــا
فَإنْ زُرْتُمُ في الحُلْمِ فَالنَّفْسُ تَنْتَشـي
وَأُصْبِــحُ عَــنْ كُـلِّ الخَلائِــقِ سَاهِيــا
وَكَمْ كُنْتُ أرْنُو عِنْدَ صَحْوِي لِطَيْفِكُمْ!
فأتْـــرُكُ أشْجانـــي وَنَوْحِــي وَرَائِيــا
وَإنْ مَوْكِبُ الأحْـزانِ أَنْسانِـيَ الكَـرى
فَأغْفُـو.. عَسَـى ألْقاكُـمُ فــي مَنامِيــا
تَذَكَّـرْتُ أيّـامـاً مَضَـتْ فـي جِوارِكُـمْ
فَأطْرَبَــتِ الذِّكْــرى سُحَيْــراً خَيالِيــا
وَفاضَـتْ بِحارُ الدَّمْـعِ حَـرَّى بِمُقْلَتـي
فَأغْرَقَـــتِ الوِدْيــــانَ ثُــــمَّ البَوادِيــا
وَقَـدْ كـانَ سِـرّاً حُبُّكُمْ سالِـفَ المَـدى
فَأصْبَــحَ جَهْـراً بَعْدَمــا كــانَ خافِيــا
وسوم: العدد 815