في رثاء الشباب الذين أعدموا في 6 و8/7/1985
الإيمان والعقيدة والتضحية
باسم العقيدة للتاريخ والأدب=وباسم جيلٍ أبيٍ مشرق النسب
أصوغ شعراً وأروي عن بطولته=خلف السدود وخلف السور والقضب
من يقطف الشمع ظناً في القطاف له=أن يطفئ النور فهو الماض في التعب
لن يستطيعوا وإن جدوا وإن تعبوا=وكلما قطفوا إزداد في اللهب
وإن دعوة هذا الدين ظاهرة=رغم الأعاصير تبلوها مع الخطب
من سره سيرة الأصحاب ثانيةً=لا في المدينة أو في مكة العرب
فليسمع النص من صحراء نائيةٍ=من سجن تدمر وليذهل من العجب
ويرفع الرأس فخراً في مواقفهم=ويذرف الدمع من حزن وينتحب
على شبابٍ بأعمار الزهور قضوا=على المشانق ظلماً دونما سبب
هم الذين بوجه الباطل انتفضوا=وكان واحد هم كالجحفل اللجب
لم يخش طاغوت سوريا وجازرها=ابن الحواخيم وابن الزور والكذب
بل ثار حراً أبياً ثم قال له=أبا جهل وانظرنا أبا لهب
إن كنت تحسب يا زنديق أن يدي=قصيرةٌ عنك أو شلت من العطب
فاعلم بأن رحى الأيام دائرةٌ=وكم ملوكٍ غدت في شر منقلب
وبانتظارك يومٌ حل موعده=وعن قريب بإذن الله فارتقب
أراك في السجن والأعوان كلهم=غبر الوجوه وكل الشعب في طرب
ولا تلوموا إذا حيلت جبالكم=ناراً تلظى وأنتم فيها كالحطب
يا شهر تموز والأعواد ماثلةٌ=والحبل يلوي رقاب السادة النجب
في سجن تدمر والأرواح صاعدة=والجو يرعد مغبراً من الغضب
أكرم بزغرادٍ وافخر في جهاد وقل=قد غاب رضوان عن عيني ولم يغب
يا فخر بلغ تحياتي معطرةً=إلأى نذير وقل يا زاهراً أجب
وادع لصحبٍ كرامٍ قد تركتهم=رهن المعاناة والترويع والرهب
يمسون في الهم والسجان يرقبهم=ويصبحون على ...... والنصب
إني سأذكر للأجيال حادثةٍ=ولست أنسى مآسيها مدى الحقب
مأساة شيخٍ غداً في سجنه شبحاً=خسمٌ يخيل وساق شل لم يطب
يمشي الهوني على الأكتاف متكئاً=والظهر أصبح كالعرجون من حدب
وكان ابناه من برٍ ومن لهف=رهن الإشارة والإيماء والطلب
وفي صبيحة يوم ساء منظره=قد ودعاه إلى الأحراس والخشب
وخلفاه يقاسي مر فقدهما=ويذرف الدمع من عينيه كالسحب
أبا سعيد وسامحني إذا قصرت=عبارة القول عن ابنيك في سهب
حيث المقام رفيع لا يطال له=على جناح ولا يرقى على سبب
هو النصيري فاكتب عن جرائمه=أمانة أيها التاريخ واكتتب