*يقول الحق تبارك وتعالى : ( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُون ( 83/ آل عمران .
*عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:(والذي نفسُ مُحَمَّدٍٍ بيدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحدٌ من هذه الأمَّة يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به، إلا كان من أصحابِ النار) رواه مسلم .
أَوَ بعدَ هذا من هُدَىً وبيانِ ؟ = أم أنَّ اهلَ الكفرِ في عصيانِ !
آياتُ بارئِنا تجلَّى نورُهــا = يطوي ضلالَ الجهلِ والبطلانِ
هي حجَّةُ الديَّانِ ليس يضيرُهـا = هذا الجحودُ لزمرة الطغيـانِ
جاءتْ مباركةً لأبناءِ الورى = وبرحمةٍ تُزجَى ، وعفوٍ دانِ
هلَّتْ على الأمصارِ إسلاميةً = تسقي مرابعَ صوَّحتْ ومغاني !
هي دعوةٌ كونيَّةٌ ماجانَبَتْ = أسمى الحقوقِ لعالَمِ الإنسانِ
للإنسِ تنقذُهم فما من عاقلٍ = إلا أتى لجمالِهــا الفينانِ
والجنُّ إذْ سمعوا فآمنَ واهتدى = مَن قد وعى ما في الهدى الرباني
منهم جميعًـا مسلمون ، وغيرُهم = حطبٌ تسعَّرَ في يــدِ النيرانِ
فالهَدْيُ هَدْيُ اللهِ في قرآنِه = والسُّنَّةُ الغرَّاءُ تأتي الثــاني
وسِواهما في العالمين ضلالةٌ = وَتَخَرُّصٌ يُنمَى إلى الخذلانِ
فالدِّينُ عندَ اللهِ دينٌ واحدٌ = وسِواهُ باءَ بلوثـةِ الأوثانِ
فَدَعِ التَّدابرَ والمِراءَ فليس من = معنى أتى لتعددِ الأديانِ
كانتْ شرائعَ للنَّبيِّينَ الألى = تترى على حقبٍ من الأزمانِ
داود أو موسى وعيسى بعده = فنبيُّ قومٍ شرعُـه لأوانِ
وأصابها التحريفُ ممَّنْ ضلَّلوا = أتباعَهم بالزورِ والبهتانِ
واستأثروا بالمالِ أو بالجاهِ عن = نورِ وحيِ اللهِ في الفرقانِ
ولقد أتى الإسلامُ يُنبئُهُم بما = نالَ الشرائعَ من أذى وهوانِ
وبه قد اجتمعتْ مآثرُ قبلَه = واستُكمِلَتْ بشريعةِ العدناني
قد قالها للعالمينَ نَبِيُّنــا = من غيرِ مــا ريبٍ ولا نكرانِ
الوحيُ أنبــأَ بالحقيقةِ لم يزل = يُتلَى البيانُ على مدى الأزمانِ
هذا هو الإسلامُ دينُ إلهنــا . = . الخالقِ المعبودِ في الأكوانِ
فَمَن ارتضاهُ فقد أصابَ محجَّةً = إذ فازَ مبتهجًــا بخيرٍ دانِ
ومَنِ استبدَّ برأيِه ألقاهُ في = مقتِ الإلهِ بعقلِه الحيرانِ
مَن ذا يُجافي النُّورَ هــلَّ مبدِّدًا = قَتَرَ الفسادِ وَضَلَّةَ الأخدانِ
ويصدُّ عن أمرِ الإلهِ معاندًا = ويعيشُ عبدَ الزخرفِ الفتَّـانِ
يصطادُه الأشرارُ بالأهواءِ لم = تفلتْ يداهُ من الثبورِ الداني
فالأنبياءُ أتاهُمُ وحيٌ وفي = آياتِه أمــرٌ من الرحمنِ
حيثُ اصطفاهم كي يعيشوا مسلمين . = . فَعُدْ لأمرِ اللهِ في القرآنِ
واقرأْ به الآياتِ وافهمْ ماعنتْ = في سورةِ الحجراتِ أو عمرانِ
فالدين في السورِ الكريمةِ لم يكنْ = إلا هدى الإسلامِ مــا من ثانِ
نوحٌ وموسى ثم عيسى بشَّروا = بمُحَمَّدِ الهادي بني الإنسانِ
يعقوبُ قد أوصى بنيه ليعبدوا . = . الرحمنَ منقادينَ للإيمانِ
فشرائعُ الرسلِ الكرامِ قد التقتْ = في الدينِ دينِ البارئِ الدَّيَّانِ
والكافرون تنكروا لعنادِهم = للحق بئسَ الخُبْثُ في الوجدانِ
فتدابرٌ وتحاسدٌ وسفاهةٌ = كانت وما زالتْ لذي الكفرانِ
إنَّ اتِّباعَ الأنبياءِ فريضةٌ = كُتِبَتْ على الثقلين في الأزمانِ
تلك الفريضةُ إنَّما هي وحيُه = للناسِ كلِّ الناسِ ثمَّ الجانِ
وصَّى بها الرحمنُ إبراهيمَ فيما . = . أنزلَ الفرقانَ للتبيانِ
فاقرأ : ( أقيموا الدين ) لا تتفرقوا = إنَّ التَّفرُّقَ لعبةُ الشيطانِ
وهو الهدى : هذا الحنيف لعالَمٍ = أضناهُ نقعُ الظلمِ في المَيْدانِ
هيهات تسعدُ أمَّتي بسواه من = مللٍ ومن فِكَرٍ و زورِ لســانِ
قد أقسم المختارُ أنَّ مآلَ من = سمعَ النداءَ الفصلَ في القرآنِ
وأبى اتباعَ الحقَّ : نارُ جهنَّم = فيها الخلودُ لصاحبِ البُطلانِ
أرغى وأزبدَ منكرًا وحيًـا أتى = بالخيرِ والإسعادِ للبلدانِ
ومضى يشيعُ الريبَ في تجوالِه = فحديثُه ضربٌ من الهذيانِ
ما كانَ يُصغي للبيانِ تصوغُه = قيمُ السُّمُوِّ كريمةَ الإتقانِ
مستعصمًـا بسفاهةٍ وتكبُّرٍ = أودى به للحقدِ والأضغانِ
يبقى التقيُّ ملاذُه ربُّ الورى = لاينحني أبدا لذي بهتانِ
فلربَّ مُمْتَهَنٍ تعاظمَ غيُّه = بلسانِه والغيُّ دينُ الجاني
فتراهُ منتقشًا كثورٍ جامحٍ = بفحيح ما للسوءِ من غثيانِ
دنياكَ أنتَ جعلتَها عبثًا ولم = تعلمْ حقيقةَ قيمةِ الإنسانِ
يانافخَ الكيرِ المَهينِ : دخانُه = يؤذي ، ولا يُؤذي أولي العرفانِ