-يا راصداً لصبابتي وتعهُّدي =مَنْ ذا سِواكُمْ عالِمٌ بتنهُّدي ؟
-فلكمْ بكيتُ خائفاً من هيبةٍ !ٍ =وَلَكَمْ مَزَجْتُ حُبَّكُمْ بتوَدُّدي !
-حتَّى غَدوتُ مزيجَ حبٍّ لاذعٍ =مِنْ فرْطِ وجْدٍ زائدٍ متوَقِّدِ !
-قدْ كنْتُ أخْلو في المَساجدِ راجياً =صرْفَ الهَوى عَنْ خافِقي الْمُترَدِّدِ!
-كمْ كانَ يحْلو في الخَفاءِ توَدُّدٌ =مُتوَهِجٌ مِنْ شَوْقِيَ المُتََولِّدِ !
-يا زَفْرةً باتَتْ تقضُّ مَضَاجعي =حَرَقَتْ فُؤادِيْ جهْرَةً بتَعَمُّدِ !
-يا خلْوةً طابتْ ببثِّ لَواعِجي =فيها الحَبيْبُ معْجَبٌ بتَجَرُّدِيْ !
-يا حُسْنَها نجْوى تعودُ حبيبةً =بتدَلُّلٍ وتَذلُّلٍ متَعدِّد !
-وتولُّهي قدْ زادَ دفْقاً حارِقاً =أعْضاءَ قلْبيْ بالتََّولّهُِ فاشْهَدِيْ !
- فأعودُ فيها تائباً ومعاهِداً =وَيجُودُ رَبِّي راضٌِيا بتعَهُّدي !
-وإذا أُصبْتُ بِحاجةٍ أنزلتُها =-مُتشَرِّفاً بحَبيبِيَ المُتفرِّدِ !
-ما كانَ مَنْ خَشِيَ العظيمَ مقارِفاً =ذَنْباً فقدْ ماتَتْ طِباعُ تمرُّديْ !
-وأقولُ يا نفْسي فها هِيَ جنَّةٌ =إنْ ترْغبيْ هيَّا اصْبرِيْ وتجَلَّديْ !
-فحَفِظتَني يا خالقِي يا بارِئيْ =يا سَيِّديْ يا مَنْ إليْكَ تعَبُّدي !
-عوَّدتَني بعوائدِ الفضلِ فكنْ =لسُﻻلَتيْ بعطائِكَ المُتجَدِّدِ !
-وعسى الذِيْ قدَّمتُ فيهِ محبَّتِي =سيقودُني طوْعاً لحُبِّ مُحَمِّدِ !.